الجزء الثاني :في البيت............
في اثناء ذات احد الايام وفي مساء احدى ايام البرد القارس طب علي اخي وانا افكر في زواجي....فقال لي ( وش سويت في كرت العايلة؟) فرددت عليه على الفور( لاشيء....لا شيء يذكر....سوا البحث عن مساعدة اخيرة من صديق) فقال لي (اقول,,,,رح بكرة وخلص شغلك....) فقلت له وانا اشعر بألم في كتفي (يا اخي لقد انني اعرف مكان ادراة الاحوال....ولكني لا اعرف ما سيؤول له مصيري حينما اغادركم من هنا لهم)....فقال اخي ( المهم ترا لو تأخرت فيها غرامة)
(الصراحة انا ديني ودين شي اسمه غرامة )
عفوا.....حصل خطأ مطبعي
حقيقة انا ابغض الغرامات المالية لأننا لانستطيع ان نواجه موجة الغلاء ....فكيف بغرامات مالية.....فما كان مني الا ان استعجلت الرحيل لادارة الاحوال كرد فعل مني على اعتراضي على الغرامة المالية
قررت في يوم الاربعاء الموافق الاول من غرة محرم من عام تسعة وعشرين واربعمائة للهجرة ان استخرج كرت عايلة....فأبلغت اصدقائي المقربين لي وبعض من يهمهم أمري....
فقررت عند ذهابي اليهم بأن اصور بعض الاوراق المهمة.....كأي دائرة حكومية....
ويوم السبت حانت ساعة الصفر......ذهبت أُقبل رأس امي وطلبت منها ان تسامحني على أي خطأ غير مقصود بدر مني....وطلبت دعواتها لي بالتوفيق ....
نظرت الي وعيناها محمرة من الحزن والهم ....ودعت لي .....ثم مالبث ان استيقظ ابي وحضر الى الصالة ....ونظر الى امي وهي مكتئبة ونظر الي وكنت شايل كيس به جميع اوراقي التي احتاجها....ارتاب ابي من الموقف فسأل امي....
وشفيه محمد وين رايح؟
فقالت له امي: بيروح يطلع كرت العايلة.....
تغيرت ملامح ابي واكتفى بالدعاء لي .....حينها نزلت مع الدرج وانا التفت لابي وامي ومالبثت انت (تخرفعت) مع الدرج وانشق الكيس الذي احمله بيدي....وتناثرت اوراقي .....
لملمت اوراقي واكملت مسيرتي ...نزلت مع الدرج وتفاجأت بأخي وهو يفتح الباب الفاصل في الدور الارضي ثم قال لي: وين رايح....بهالسهولة هانت العشرة عليك...
قلت : ذاهب الى الاحوال المدنية....
فنظر الي وذرفت منه دمعه....طأطأ برأسه...ثم اجهش يبكي.....
واسيت اخي الذي يكبرني بأقل من سنتين ....ثم مسكني من اذني وسحبني الى باب الشارع ...وقام برميي الى خارج المنزل .....وقال لي : هذي ضريبة الزواج.....تحسب الزواج لعبه......هيا روح لهم وشوف كيف الحياة الزوجية....
ثم اغلق الباب في وجهي......
تعجبت من اخي ....فقد يظن بأنني سأتزوج ادارة الاحوال المدنية كاملة ....
الجزء الثالث: في الطريق الى ادارة الاحوال المدنية
قمت من على الارض بعد ان تمددت عليها لبرهة من الزمن وكنت اخشى ان يأتي احد الملاقيف ويصورني ثم يرسلها بالبلوتوث الى عمي......ويفسد علي فرحتي....
نفضت ملابسي من التراب ورحت الى سيارتي العزيزة من نوع فورد دقيت السلف فاشتغلت على طول.....فقلت بيني وبين نفسي.....قبحك الله ....انتي من صنع الكفار.....فمالبثت ان طفت.....الظاهر زعلت.....وبعد ان داعبتها اشتغلت مرة ثانية..........
ابحرت في عالم متلاطم من امواج السيارات ...كل سيارة تود ان تدهس الاخرى من شدة الزحام....كأني في مناسك الحج....الا ان الفرق الوحيد هو انه لايوجد شياطين ظاهرة....ربما تكون موجودة ولكنها متخفية.....خوفا من الرشق بالحجارة...
اكملت طريقي مرورا بالخط السريع وبعد ان تجاوزت كبري الجامعه اعطيت اتجاه لليمين حتى يتسنى لي الدخول الى كبري ولي العهد ولكني تفاجأت برجل في متوسط السن اسمر البشرة يطلق لي المنبه بشكل عشوائي ومفزع وحينما اقترب مني كان يؤشر بيديه العملاقتين لي وكأنه يريدني ان اقف......
اوقفت السيارة على الجنب الايمن وترجل صاحب السيارة الاخرى من سيارته ثم امسك بيدي وثناها و ضرب بوجهي على الزجاج الامامي من سيارتي وقال لي : هالحين يالفاغر تسقط علي وانا اكبس لك بالنور من بعيد ......ماتعرف تسوق....قلت له: عفوا ياسيدي الرجل لا داعي للعنف فأنا لا احبذه خصوصا في مثل هذه الحالات.....دعنا نتناقش بروية وحكمة....
فما كان من الرجل الا ان رفعني بأقصى قوته ثم رزعبي في الارض....ألتم الناس علي وانا اصيح من شدة الالم....نهضت ومسحت ماعلى ملابسي من تراب (للمرة الثانية)....فارع الناس بيننا وقد مسكني احد الحاضرين وقال لي (خلهو يروح في حالهو فقد انهو شديد البنية وسوف يوسعك ضربن مبرحن)....وقال لي الاخر (خله يروح وهذا مفتاح الددسن لك....) قلت لهم وانا ارى نجوما براقة في الصباح الباكر....حسنا حسنا....لكم ما طلبتم.....سأتركه وشانه .....ألتفت الى الرجل صاحب البنية القوية فلم اجده ....ظننت انه رحل...فجعلت الموقف في صالحي وتحدثت للحاضرين وقلت لهم: لقد انكم تعلمون ان الذي يضرب ويشرد انه جبانٌ ...وفي اثناء القائي الخطبة فوجئت بضربة على قفاي وبصوت رجل يقول: انا هنا يالفاغر ماشردت....فما كان من الوجيه الطيبة الا ان فارعوا مرة اخرى.....
وبعد مد وجزر تركني الرجل ورحل....وبعد ان تأكدت من انه رحل....القيت خطبة ولكني لم اجد من يستمع لي.....فدقيت سلف واكملت مسيرتي التاريخية نحو ادارة الاحوال المدنية بعد ان توقفت لمدة 13 دقيقة بجوار مطاعم شورى الواقعة بالقرب من حي (قويزة)......ترجلت بسيارتي الى ان صعدت كبري ولي العهد فأتجهت نحوالغرب ومضيت قدما الى ان وصلت الى الاشارة الاولى ومن ثم تخطيتها الى مخطط الفيحاء الذي تقع فيه ادارة الاحوال .....
البقية في وقت لاحق