رجب: إعاقة + فشل = رقم قياسي!
أصيب منذ صغرة بالشلل...رفضت المدرسة قبوله لتجاوزه السن القانونية عند تقدمه إليها...فشل في الحصول على وظيفة حكومية...أمتهن عملين فمنعته إعاقته في الاستمرار بهما... فدخل موسوعة جينز للأرقام القياسية..!!! لا..لم يدخلها لتحقيقه الرقم القياسي في عدد مرات الفشل.. بل دخلها في الجزء المخصص للناجحين وبتميز...ليستحق أن نتحدث معه لنتعلم منه... اسمه رجب عبد المقصود، وعمره 25 سنة .. وهذه كانت كلماته التي بدائها وبالرغم من صغر سنه وإعاقته.. بالحديث عن شعوره بالمسئولية تجاه أسرته.. فقال :« كنت أرى حال أسرتي الفقيرة، واحتياجهم.. ولهذا كان علي أن افعل شيئا لأجلها. بحثت عن عمل بالحكومة وفشلت، فعملت مكوجي، وبعد فترة تركت العمل لأنه كان مرهق جدا بالنسبة لي، خاصة لأني كنت أعمل بقدمي، فكرت في عمل آخر يناسب إعاقتي، فعملت في إصلاح التليفزيونات، وبعد فترة اكتشفت أنني في حاجة لمن يساعدني في حمل الأجهزة..و لم أجد.. فقررت من جديد الاتجاه لعمل مختلف ، فلجأت إلى مهنة تصليح الساعات !!
سأقهر المستحيل
تبدو أختيارات رجب مستحيلة بالنسبة لنا..ولكن بالنسبة له.. فلا يوجد هذا الذي نطلق عليه مستحيل.. وقالها جب "كان يتملكني إحساس كبير ودائم بأنني سأقهر المستحيل وأحقق أحلامي".. وبالفعل بدأ يتعلم فنون إصلاح الساعات في منطقة سكنه مع المحترفين في هذا العمل، ويقول عن ذلك :" البداية كانت صعبة..حيث كنت تواجهني صعوبة في الامساك والتحكم بالأدوات والأجهزة خاصة إنني كنت أمسكها بقدمي، لدرجة انني كنت أبكي من شدة التعب و طول المحاولات.. ولكن هذا البكاء لم يطل.. فبعد فترة قصيرة.. تعلمت أصول الصنعة، وتفوقت وسط ذهول زملائي "..!
الباشمهندس رجب
لم يمر الكثير قبل أن يمتلك رجب محله الخاص لاصلاح الساعات، وبدأ الزبائن يتهافتون على هذا « الباشمهندس الجديد اللي إيديه تتلف في حرير"! كان رجب في رحلة بحث..واكتشف فيها الكثير..فيقول « أكتشفت كم يملك الإنسان من مقدرات وطاقات هائلة يجهلها في أحيان كثيرة ».. و في مجتمع يصعب الزواج فيع على الاصحاء..تزوج رجب ليرزق بابنه الأول « احمد » و صارت مهنة إصلاح الساعات مصدر رزقه و رزق عائلته الوحيد.
رجب في الموسوعة
جاءت المفاجأة الكبرى عندما اختير رجب ليكون أول ساعاتي معاق في موسوعة « جينيس » للأرقام القياسية في العالم، تحدي رجب للإعاقة وقهره للخوف كانا سببًا في شهرته العالمية بعد أن غير حياته تماماً. يعيش رجب الآن في شقة خاصة به ويكتسب رزقه من مهنته، ويمارس كرة القدم التي يقول أنه يعشقها جداً، أما عن أمنيته للمستقبل، فهي أمنية واحدة أن يدخل ابنه « أحمد » المدرسة التي حُرم أباه منها، وأن يدرس في الجامعة ليكون مهندس إلكترونيات.