خلال محاضرتين ألقاهما بكلية التقنية في عرعر
تركي الفيصل: الوظائف ليست وزراء ومديرين والمهنة مهما كانت ليست عيباً
الأمير تركي الفيصل عقب إلقائه محاضرتين بتقنية عرعر أمس وإلى جواره رئيس التحرير الذي أدار المحاضرتين
أكد رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل أنه لابد من مواكبة التقنية في التعليم، مشيرا إلى أن المهنة مهما كانت ليست عيباً، قائلا: إن أجدادنا لم يترفعوا عن المهنة فكان منهم البناء والمزارع والحداد وغيرها من الضروريات لبقاء المجتمعات.
وأضاف في أولى محاضرتين ألقاهما أول من أمس بكلية التقنية بمدينة عرعر وأدارهما رئيس تحرير "الوطن" جمال خاشقجي ضمن برنامج (خبراتنا للمستقبل) والذي تقيمه الكلية أن الوظائف ليست وزراء ومديرين فقط، بل هي جميع المتاح في الاقتصاد، والمجتمعات المتقدمة تنظر للوظيفة على أنها دور وكل يقوم بدوره، فأهمية وظيفة التقني والفني لا تختلف في مقامها عن أهمية الوظائف الأخرى لأن الأدوار تتكامل، ومن دون تكامل سنكون أمام تنمية هشة ومختلة".
وذكر خلال المحاضرة الأولى التي تم توجيهها للطلاب والطالبات، أن الفرد السعودي يمتلك الكفاءة ويحتاج إلى فرصة حقيقية، مضيفا " هناك مفارقة عجيبة في وجود بطالة تصل إلى 600 ألف سعودي في ظل عمالة وافدة تتعدى 6 ملايين وافد"، وطالب بنشر أرقام ومسميات الوظائف التي يشغلها الوافدون في المملكة، حتى يتعرف عليها الشباب السعودي ويكونوا صورة ذهنية حقيقية عنها وتكون في متناول الجميع.
وتناول الأمير تركي جهود مؤسسة التعليم الفني والتدريب التقني مدعومة بما وفرته الدولة لها من إمكانات، مشيرا إلى أنه لا يخفى على القائمين عليها الرؤية الوطنية الشاملة لدور هذه المؤسسة في بناء مستقبل أفضل لاقتصادنا وتنميتنا وتقدمنا، مضيفا أن التقدم اليوم يقاس بتطور الدول التقني، وقد أصبحت الأمية تقاس بمدى جهل الأمم في تعاملها مع التقنية.
وتحدث الأمير تركي عن الثقافة الوظيفية بالمجتمع السعودي، حيث ذكر أن المجتمع السعودي يستمد ثقافته من الدين الحنيف الذي ينص على أن العمل ركيزة وميزة للمجتمع, مشيدا بدور المدن الاقتصادية التي تنشئها الدولة وأنها ستوفر فرص عمل و*****اً للوظائف، وأنها نواة الاستثمار في مستقبلنا. وقال الأمير مخاطبا الطلاب والطالبات إن "الاستثمار هو فيكم ومنكم ولن تكوِّنوا أنتم المستقبل ما لم تكونوا مؤهلين بعلم ومعرفة ومهنة".
وأشار الأمير إلى تصحيح رؤية بعض رجالات القطاع الخاص بأن الشاب السعودي غير ملتزم، وأن الوافد أكثر التزاما، مشيدا بتجربة بعض الشركات الكبرى التي اعتبرها ناجحة ومتفوقة في استقطاب الشاب السعودي بعد أن منحتهم الفرصة، وخص شركة أرامكو وشركة سابك وشركة الصناعات المتطورة التي تنتج شرائح المعدات، وجميع عمالها سعوديون، وبين أن جودة ما تنتجه الشركات جعل من في الخارج يستوردون منتجاتها.
وما إن أنهى الأمير تركي محاضرته الأولى حتى فوجئ الحضور بأحد الطلاب يقف معلنا توبته عن المخدرات بسبب حديث الأمير تركي الفيصل الذي بعث فيه الأمل، فيما كان رد الأمير عليه: "نحن من نهنئ أنفسنا بذلك".
وكانت المحاضرة الثانية للأمير تركي الفيصل في كلية التقنية في عرعر خصصت للتربويين ورجال الأعمال ودارت حول تردي مخرجات التعليم، حيث قدم في مستهلها رئيس مجلس التدريب التقني والمهني بمنطقة الحدود الشمالية عميد الكلية التقنية في عرعر الدكتور محمد الشليخي دراسة أعدتها الكلية في هذا الجانب، أكد فيها أن تسرب الطلاب من الكلية وصل إلى 40%، فقامت الكلية بعمل دراسة استطلاعية كان هدفها معرفة أسباب التسرب الكبير لطلاب الكلية التقنية في عرعر وظهر للباحث من خلالها أن مستوى الطلاب العلمي أقل كثيرا من مستوى المرحلة التي يدرسون فيها، وبالتالي فقد شعروا بالعجز وكان هذا أحد أهم أسباب التسرب.
وذكر الشليخي أن الباحث قام باختيار مواد الرياضيات والإملاء واللغة الإنجليزية كمواد ممثله للمقررات الدراسية للوقوف على مدخلات الكلية من التربية والتعليم ولمعرفة الواقع العلمي لدى الطلبة المستجدين بالكلية، فجاءت النتيجة أن نسبة الثانوية العامة لا تعكس مستوى الطلاب العلمي وأن هناك فجوة كبيرة بين النتائج المرتفعة في الثانوية العامة وبين واقع الطلاب ومستواهم الحقيقي.
بعد ذلك بدأ الأمير تركي الفيصل محاضرته قائلا: يجب علينا أن نجد حلولا ناجعة لمشكلة البطالة لأن العام المقبل سوف تزيد الأعداد تلقائيا، وأكد سموه أن الحل هو في وسائل التعليم وتطوير تلك الوسائل ولا يكفي أن تكون وزارة التربية والتعليم هي المسؤولة فقط بل المؤسسات الخاصة تقع عليها المسؤولية –أيضا- وعليها أن تضع برنامجا وظيفيا خاصا للسعوديين.
وأضاف : وجدنا إقبالا من خلال البرامج التي وضعتها بعض المؤسسات الخاصة في المملكة مثل الفنادق وهذا دليل واضح أن الفرد السعودي يريد أن يعمل وعنده قابليته للعمل.
وأكد سموه مرة أخرى على أمثلة عدة شركات خاصة مثل أرامكو وسابك والتي استطاعت أن تصل إلى نسبة مرضية وصلت إلى 70% من السعوديين وتمنى الأمير تركي أن تحذو كثير من الشركات مثل الكهرباء والمحطات وغيرها حذو تلك الشركات في تقديم برامج وظيفية للسعوديين وأشاد سموه بدور التدريب المستمر للعاملين السعوديين أثناء العمل.
وحضر المحاضرتين رئيس لجنة الأهالي بمنطقة الحدود الشمالية الأمير منصور بن عبدالله بن مساعد آل سعود، ووكيل الإمارة صالح بن عبدالكريم المحيميد.