عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 20-01-2009, 11:01 PM
الصورة الرمزية AMOUR
AMOUR AMOUR غير متصل
نجم المنتدى
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
الدولة: Where Dreams fade away
المشاركات: 5,378
معدل تقييم المستوى: 1723298
AMOUR محترف الإبداعAMOUR محترف الإبداعAMOUR محترف الإبداعAMOUR محترف الإبداعAMOUR محترف الإبداعAMOUR محترف الإبداعAMOUR محترف الإبداعAMOUR محترف الإبداعAMOUR محترف الإبداعAMOUR محترف الإبداعAMOUR محترف الإبداع
Lightbulb المجتمع بين البطالة والعنوسة

اعتبرت البطالة ظاهرة دولية توجد في جميع دول العالم بنسب مختلفة فلم تعد ظاهرة غريبة في المجتمعات وفي فترات سابقة اعتبرت مرافقة للدورة الاقتصادية تظهر عند الركود وتختفي في الانتعاش وتعرف البطالة بأنها كل قادر على العمل وراغب فيه ويبحث عنه ويقبله بمستوى الأجر السائد ولكن دون جدوى .
وتقسم لعدة أنواع منها البطالة الدورية : وهي ترافق الدورة الاقتصادية ومداها بين ثلاث وعشر سنين، وبطالة احتكاكية وهي التي تحدث بسبب التنقلات المستمرة للعالمين بين المناطق والمهن المختلفة ، وبطالة هيكلية وهي نوع من التعطل يصيب جانب قوة العمل بسبب تغيرات هيكلية تحدث في الاقتصاد القومي ، أما عن البطالة السافرة وهي حالة تعطل أكثر قوة وإيلاما وتكون دورية احتكاكية هيكلية، والبطالة المقنعة وهي وجود عمالة زائدة وفائضة لا تنتج شي تقريبا . وتزايد عدد العاطلين عن العمل يوثر على الوضع الصحي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي لأفراد المجتمع ، وهناك اهتمام كبير في العالم بقضية البطالة وينبثق هذا الاهتمام من أهمية القضية وما يترتب عليها من أثار جسيمة ذات مساس ببنية المجتمع وأمنه واقتصاده على الأفراد والمؤسسات .
وهناك علاقة عكسية بين حالة البطالة وارتفاع المستويات التعليمية والحرفية للقوى العاملة من جانب وعلاقة طردية بين تزايد نسبة البطالة وتزايد وجود الجريمة في المجتمع من جانب آخر. ومن أسباب ظهور البطالة في المجتمعات النامية هي الرشوة والمحسوبية والفساد المالي والإداري، وأيضا هناك علاقة طردية بين تزايد نسبة البطالة وانتشار العنوسة في المجتمع .
شبح العنوسة المخيف يلاحق الشباب والشابات في المجتمع، أما عن المجتمع السعودي فقد كشفت إحصائية عن وجود نحو ( 2 ) مليوني عانس بالمملكة، وأكد بعض الاختصاصيين أنه رقم كبير ومخيف وينذر بكارثة اجتماعية إن لم توجد الحلول الجذرية لهذه الظاهرة. والزواج نظام اجتماعي وهو سنة إلهية أمرنا بها البارئ سبحانه وتعالى تحقق الاستقرار والبقاء للبشرية والأمن للمجتمع . وقد تعددت أسباب العنوسة في المجتمع السعودي حيث تعتبر الفتيات السعوديات أن العنوسة ليست ظاهرة حقيقة لأنها تعد من اختيار البعض فهن يرفضن الزواج لأنه يقف بين طموحهن ويعتبرونه عائقا وعقبة أمام النجاح وتحقيق أنفسهن، وفي الجانب الأخر تعتبر الأخريات بأنه مجهول مخيف حيث لا يعرفن من هو الرجل السعودي وماذا يصنع بهن؟!! فقد مثل لنا الإعلام في الآونة الأخيرة مدى اضطهاد الرجل على المرأة السعودية وسلبها حقوقها وتعرضها للعنف والتعدي على إنسانيتها، وكل يوم تضج الصحف بقضايا الأسرة بدل المحاكم ،وأخر قضية أحدثت ضجة عنيفة، أب يرغم طفلة على الزواج من ثمانينية، وما مدى أثر هذا الخبر على الشابات المقبلات على الزواج !!والصحف تنشر كل يوم قضايا العنف والاضطهاد فهنا تقف الشابات والشباب بين أعتاب البطالة ونوافذ تجارب الآخرين من المضطهدين .
والأسرة السعودية اليوم تواجه تحديا كبيرا في إحداث تغير جذري بسبب الانفتاح الإعلامي وصناعته للنجوم لدرجة جعلت الشباب والفتيات يرغبن في الفن والرياضة للغنى السريع والشهرة وتقدير المجتمع ولم يعد تفكيرهم كم كان في السابق البحث والعلم والمثابرة على الاجتهاد وتقبل التحديات الموجودة في العصر مما ساهم بشكل مباشر على تزايد نسبة البطالة والعنوسة في المجتمع، ومن الملحوظ أن الشباب والشابات ينتقلن من ثقافة إلى أخرى مغايرة وتأثرهم بثقافات مستوردة مما جعل هشاشة في ثوابت ثقافتهم العربية وميراثهم الديني وارتفاع نسبتي البطالة والعنوسة مما يودي إلى تشكيل خطر كامن تحت الركام في المجتمع وتهديد الاقتصاد القومي بوجود مشاكل متفاقمة اثر تلك القضيتين لظهور جرائم السرقة والاغتصاب بسبب العجز في تحقيق السنن الإنسانية في العمل والزواج والاستقرار العام للمجتمع وعليها فان مخططي الاقتصاد القومي في المستقبل سيضعون ضمن الميزانية نسبة للسيطرة على نتائج المشكلة ومن الضروري الوقاية خير من العلاج .