قصة ماجد الحثربي:
وذكر الشيخ منديل في كراساته أن ماجد الحثربي الشمري كان لاجئاً عند ابن عريعر فاتخذ ابنه
مشاري بن عريعر صديقاً له فبقي مكرما عندهم ، وكان لذيذ السمر لما لديه من قصص وأمثال
ينادم بها الشيخ ابن عريعر، والعادة أن منازل النساء تبعد عن البيت الذي يكون فيه مجلس الرجال
ولم يشاهد المذكور نساءهم إلا قرب الرحيل من الأحساء قاصدين البر والمراعي والنساء تقضى
حاجاتها من السوق ورأى زوجة الشيخ تشتري حوائجها ومعها خادماتها ولم يعرفها فقال القصيدة
الآتية ولما شكى الحثربى لوعة الهوى قال الشيخ أبشر بها إن كانت دون زوج ، أنت تعرفها ؟ فقال لا
ثم وصف الخادمات المرافقات لها فعرف الحضور والشيخ الوصف فقال أحدهم : ( طيركم طلع على
دجاج أهله ) فكانت أكبر مصيبة على الحثربى الشاعر الشمري الملتجئ خوفاً من طلب دم عليه
وضاقت عليه الأرض بما رحبت فقال له الشيخ : يا ولدي نسامحك على ما جرى منك خطأ فقال لا
أستطيع أنظر في وجهكم ولا البقاء عندكم وأطلب السماح لي بالرحيل .
فأما قصيدته الأولى في التغزل فهي قوله :
امسى الضحى والناس يسعون بالكيل ==== هـذاك بـيـاع و هـذاك شـاري
والله لولا خـوفي بالدهـر ميـل ==== لا اصيح باعلى الصوت وانخى مشاري
لا اصيح أنا واقوم ويلي بعد ويل ==== واخـاف من كثر الحـكي والهـذاري
ياتين فوق مشمـر تكسر الذيل === = عار مقفاهـا من اللبـس عــاري
اصيح انا لو كان مافي يدي حيل === = يقـول لي ياالحثربي وش جـاري
انا بلاي مدعج العين بالميـل ==== اللـي يـدلك بالزبـاد الخـزاري
عيون طفقات هدبهن مظاليـل ==== كنه عيون مصخـرات الحـباري
له قـذلة سودا كـما دايج الليل ==== من مقـدم القـذلة عليها مـواري
أما قصيدته الثانية التي يطلب فيها السماح له بالرحيل فهي قوله :
ياشيخ يامروي شبا كل عباس ==== لاحل ضرب مذلقات الحـراب
ياالعي يا ابن العي يا قاسى الباس ==== اسمح لمسكين تبلش وتاب
شواربه ما دنقن يم الادنـاس ==== لا باول الشيبة ولا بالشباب
لا دنقن لا تقل يشربن من كأس ==== ولا عرضن كنه جناح العقاب
ياشيخ هذي كلمة ما بها بأس ==== بامر منك ياشوق جال العذاب
ارخص لنا من فوق عرماس ==== عقب الزميعي تعقبه بانسحاب
مع سهلة لاروحت تمرس امراس === = خد خلا طافح مطره سراب
وبعد هذه الحادثة لم يستطع البقاء عندهم وسمحوا له بالرحيل ورجع لقبيلته ( عقب ما صار وجهه كأنه صامولي خربان هههه).
راعي الجوف