التعسف الإداري وسياسة تهميش الآخر
نسمع كثيرا ً بقانون الغاب حيث البقاء للأقوى ولا مكان للضعيف الذي سوف يتلاشى
وربما سينتهي بين مخالب الأقوياء المسيطرين ، قانون مرغوب لدى وحوش الغاب لكنه
مذموم وغيـر مستحب لدى بني البشر 00 لكن ماذا لو وجدنا البشر أنفسهم يستهويهم قانون
الغاب ويطبقونه على أرض الواقع بشكل شبه يومي !! بل ربما يفتخرون به لكونه يحقق لهم
العديد من مصالحهم الشخصية بطرق ملتوية حتى لو كلف الأمر تهميش الآخر المنافس 00
من المؤسف حقا ً أن نجد ثلة ممن حظوا بمنصب إداري أو أي منصب في أي قطاع أو دائرة حكومية
يتيح لهم ممارسة شيئا ً من السيطرة والتعسف وإذلال الآخر بحجة النظام الذي أجزم أنه برئ من
هذه التصرفات ، وما على المسكين الضعيف إلا ّ الإنصياع بإذلال لأوامر هذا المتسلط الذي يظن أنه
بهذه التصرفات سوف يفرض هيبته بالقوة لدى الآخرين ومن هم تحت إدارته ، فالضعيف الذي ابتلي
بهذه النوعية من البشر مـا عليه سوى التحلي بالصبر والإنصياع بشكل مطلق له 00 لأنه لا يملك
قوة وهيمنة أو بمعنى آخر ( واسطة ) كي يستطيع مجابهة الأقوياء أمثاله ومنازعتهم ومنافستهم
على المناصب !! باختصار أنا هنا أتحدث في مقالتي هذه عن فئة معينة من الناس وهي قليلة ولله
الحمد مجرد أن تمتلك منصب إداري ذو أهمية وصلاحيات مفتوحة في أي قطاع أو أي دائرة وظيفية
حتى يبدأ بممارسة طقوسه التعسفية على الموظفين ومن هم تحت سيطرته 00
أعلم جيدا ً أن ّ من حق كل ذو منصب إداري في أي قطاع وظيفي أن يكون حازما ً شديد الرأي
والبأس على موظفيه وهذا مهم بل ومطلوب كي يحافظ على هيبته ووقاره واحترامه بين الموظفين
أقول فرض الهيبة والإحترام يأتي بلين الجانب والقول الحسن والتعامل الطيب والإحترام المتبادل
ليس بالقوة والتهجم وتهميش وتذليل الآخر 000
محبكم احب الغياب