رغم الملاحظات العديدة على تطبيق تجربة الدمج التربوي لذوي الأحتياجات الخاصة، في مدارس التعليم العام، تظل الفكرة هدفا إستراتيجيا لوزارة التربية والتعليم، التي تسعى لمعالجة مختلف أوجه القصور بما يضمن تأهيل هذه الفئة لتؤدي الدور المناط بها في المجتمع. وإسهاما في تقويم التجربة نظمت «عكاظ» في مكتبها الإقليمي في المنطقة الشرقية ندوة مصغرة شارك فيها عدد من الطلاب المعاقين وأولياء أمورهم. واستطلعت آراء بعض أمهات أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. ولي أمر الطالب الأصم مسفر القحطاني تحدث في بداية الندوة عن تجربة ابنه في إحدى مدارس الدمام، قائلا: إن العديد من المعلمين المكلفين بتدريس ذوي الاحتياجات الخاصة غير مؤهلين للاضطلاع بهذا الدور. ولا تتوفر لديهم المقومات اللازمة للعمل في مجال التربية الخاصة، بما في ذلك اتقان لغة الإشارة. وهناك معلمون كل همهم زيادة الراتب بنسبة 20 %مع أنهم ينقصم الاستعداد المهني والنفسي للتعامل مع هذه الفئة من الطلاب.
وأشار إلى أنه لم يكتمل بعد وصول مقررات مناهج ذوي الاحتياجات الخاصة، رغم انتهاء الفصل الأول ومايزال هناك عجز في مقررات مواد الجغرافيا، التاريخ، الرياضيات، العلوم، الإملاء، النصوص، القواعد، الخط، اللغة الانجليزية.
كما لا توفر بعض الوسائل التعليمية الضرورية كجهاز إف إم الذي يمنع تشتت ذهن الطالب الأصم أثناء الحصة الدراسية بحيث ينصب تركيزه على شرح المعلم.
وقال عبد الله العجمي - ولي أمر 4 طلاب من الصم يدرسون في محافظة النعيرية - أن معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة يفتقدون لغة الأشارة، ومن ثم يعجزون عن ايصال المعلومات للطلاب الصم، مما يشكل عائقا أمام تعلمهم. وأشار إلى أن المدرسة التي يدرس فيها أبناؤه تفتقد للوسائل التعليمية الضرورية. ويضطر أولياء أمور الطلاب لتوفيرها لهم بمبالغ كبيرة، فالطالب الأصم على سبيل المثال يحتاج إلى سماعتين يصل سعرهما إلى 6 آلاف ريال.
كما أن حرمان ذوي الاحتياجات الخاصة من حصص التربية البدنية والرسم والأشغال يجعلهم يشعرون بالعزلة لعدم مشاركتهم في الأنشطة.
ونظرا لعدم افتتاح مدرسة خاصة بالطالبات ذوات الاحتياجات الخاصة في النعيرية أو دمجهن مع الطالبات الأخريات في المدارس لم يحظين بفرصة التعلم، رغم أن أعمار بعضهن وصلت إلى 19 عاما.
أحمد الغامدي أشار إلى أن عدم وجود برنامج للدمج في الجبيل اضطره الى الحاق ابنته الصماء في مدرسة في الدمام، لا تتوفر فيها أخصائية تتخاطب مع هذه الفئة.
وقالت أم محمد إن إحدى بناتها من ذوات الاحتياجات الخاصة، وتقطع يوميا مسافة 40 كلم من رأس تنورة إلى الدمام لتدرس في المدرسة السابعة عشرة . بينما تقطع زميلة لها من مركز الخرسانية مسافة 120 كلم.
أما أم هندي فأشارت إلى عدم استمرارية الزيارات الميدانية الدورية للمشرفات والمسؤولات عن التربية الخاصة في المنطقة الشرقية
واشتكت إنتصار - والدة طالبة ضعيفة النظر في القطيف - من عدم وجود مناهج ملائمة للطالبات اللواتي يعانين من ضعف النظر، بالرغم من المطالبات بإعداد مناهج بكلمات مكبرة، وأفتتاح معهد للنور خاص بالكفيفات في سيهات.
المصدر
صحيفة عكاظ