00ماذا تتصورون لو أن حشرة وقعت في فنجان قهوة يشربها إنسان في مقهى؟ ثم مضى الخيال ليصور تصرفات الأمم؟ أما البريطاني فسوف يرمي بالكأس إلى الشارع بكل أرستقراطية، غابت عنها الشمس، من دون أن يدرك أبناؤها أنهم ينتسبون إلى العصر القديم، مثل فقير يعيش على سمعة والده الملياردير (لص المستعمرات السابق طبعاً؟) ثم يسرع بمغادرة المقهى فقد أسيء لذوقه الرفيع بالأذى؟
أما لو كانت الحادثة مع أمريكي فسوف يرمي الحشرة ويتابع شرب القهوة؛ فهو رجل عملي نفعي .. ولكن الصيني سوف يأكل الحشرة من جهة؛ فيمضغها بمتعة ولو بأعواد السوشي؟ ثم يتابع شرب القهوة بنكهة..
أما الصهيوني فسوف يبيع الحشرة للصيني، والقهوة للأمريكي، ولا يقف عند ذلك بل سيبكي في كل القنوات الإعلامية، أنه لا يشعر بالأمان قط، ويتهم عناصر الشر بتهديده من كل مكان؛ من الفلسطينيين الانتحاريين، وحزب الله المقاتلين، وسورية وإيران، والألمان الجرمان والملاعين الطليان، ونصف دزينة من دول العالم أنه يمارس عليه هولوكوست جديد بخطر الإبادة بالأسلحة الجرثومية؟
ثم يتابع البكاء على معاداة السامية وانتهاك حقوق الإنسان بطبل وزمر ونفخ وصنج ودبك على الطبول ..
وسوف يطلب من الرئيس الفلسطيني فورا وقف حملات الإبادة لليهود بزرع الحشرات في أقداح قهوتهم ولو يوم السبت؟؟
ثم كارتكاس (عقلاني كذا؟) فسوف يقوم ردا على مجزرة العرق اليهودي بالتسميم البيولوجي بإعادة احتلال الضفة وقطاع غزة بكل سبيل ممكن..
بهدم المنازل ومصادرة الأراضي وقطع الكهرباء والماء عن المنازل وإطلاق النار العشوائي على أطفال الحجارة..
ثم طلب دعم عسكري عاجل من الولايات المتحدة، وقرض بمليون دولار لشراء فنجان قهوة جديد..
ثم الطلب من الأمم المتحدة بمعاقبة صاحب المقهى من خلال جعله يقدم القهوة له مجانا حتى نهاية القرن؟
وأخيرا وليس آخرا، اتهام العالم كله بشكل دائم ولا يزال، حتى المتعاطفين مع الأمة الإسرائيلية بأنه لم يتبرع بما فيه الكفاية لسند هذه الأمة الديمقراطية المسكينة بين العرب الهمج؟؟
"لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى...".