بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكبار وحدهم يصنعون التاريخ ،ويتخذون القرار ؛ يهوون الخروج عن المألوف، فيصيرون الليمون شرابا حلو الطعم طيب المذاق ، ولئن كان ضعف القشرة الأرضية سبباً في حدوث تسونامي ؛ فإن الرغبة في التغيير والتبديل للأفضل سبب في حدوث تسونامي التغيير في مملكتنا الحبيبة ، ولئن كانت أسباب الحدوث واحدة ؛ فإن النتائج متباينة ، وكما هو الحال في أي تسونامي فإن هناك معجزات مصاحبة لحدوثه ، فكما أن هناك حالات نجت بأعجوبة في تسونامي 2004م ، فالحال كذلك هذا اليوم . قائد التغيير في بلادنا قوي ومؤثر كتسونامي ؛ تسونامي التغيير في بلادنا : ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين / الملك عبدالله بن عبد العزيز – حفظه الله -
غداً يشرق يوم جديد ؛ تتجدد فيه الآمال ، وتحيا فيه الطموحات . غداً ستندمل الجراح ،وتنبت أزهار الأمل في النفوس . غداً سيستل بعض اليائسين خناجرهم ليغتالوا اليأس؛ ويعدموا الظلام. غداً ستشرق النفوس وتبتهج الأفئدة ، كل صباحات الوطن غالية ، وصباح الغد أغلى ، وكل أيام الوطن مشرقة ،و يوم الغد أكثر إشراق ... غداً يُطل علينا فجر جديد بألوان زاهية ، وروائح زكية . غداً ستهب رياح التغيير ، بأنفاسها العذبة ونسيمها العليل ... التغيير لو لم يكن فيه إلا قتل الرتابة والملل لكفاه ، فكيف حين يكون مطلباً ورغبة ، وأملاً وأمنية !.
أحلم بغد يؤتى فيه بالتنظير ؛فيذبح بين التربية والصحة ثم يؤذن في الناس : أيها الناس لا تنظير بعد اليوم بلا تطبيق ... أحلم بغد ؛ تقل فيه الأخطاء الطبية ، يُختار فيه من الأطباء أكفأهم لا أرخصهم . أحلم بغد لا أحتاج فيه شفاعة لدخول المستشفيات ، ولا اعتماداً لنقل الطاريء من الحالات ، الحالة وحدها تحدد نوع الخدمة وتوفرها ... أحلم بغد لا تُنسى فيه المشارط في البطون ، ولا يُفقأ فيه الصالح من العيون ... أحلم بغد يُعاد فيه النظر بلائحة تقويم الطالب ،وتعاد فيه للدرجة قيمتها ،أحلم بغد تحفظ فيه كرامة المعلم وتسترجع هيبته ، أحلم بغد تقل فيه الخطط ويزداد الإنتاج . أحلم بغد يُرى فيه محتسبون بأيديهم كتب دينية ؛ومغلفات دعوية توزع مصحوبة بابتسامة هادئة وكلام لطيف ،أحلم بغد يختار فيه رفيقون فيما يأمرون به ، رفيقون فيما ينهون عنه . أحلم بغد أجد فيه قضاة بمكاتبهم يردون السلام ويبتسمون ؛ يلتزمون بمواعيد الجلسات ولا يتأخرون ،أحلم بغد يقنن فيه القضاء وفق الشرع ، ويتساوى في الأحكام البدو وذوي الزرع . أحلم بغد أجد فيه كتاب عدل لا يُفتون ، ومن أبراج رفعوا أنفسهم ينزلون . أحلم بغد أجد فيه محافظاً للنقد يحفظ للريال قيمته ؛ ولو زاد التضخم ألجمه ، أحلم بمؤسسة للنقد تتابع السلوك ، وتقف إلى صف المواطن لا البنوك ... أحلم بديوان مظالم ينطلق من قول أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – (الضعيف منكم قوي حتى آخذ الحق له ، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه ) ... أحلم بغد يخلو من المعصومين ، يحاسب فيه المعلم و الطبيب ،والقاضي والمحتسب ،والشريف والوضيع ،والشيخ والأمير...
باختصار : أحلم بدولة مدنية عصرية تحكمها الأنظمة لا الأشخاص ؛ قائمة على الدين الصحيح الوسط بين الإفراط والتفريط...
تحيتي للعمووم
الـتاج