السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يستعدان لبدء العمل
فضل عدد من الشباب السعودي العمل في غسيل السيارات بدلا من البقاء فريسة للبطالة، فبعد أن بحثوا عن العمل الحكومي في كل مكان ولم يجدوه. لم يكن ذلك دافعاً لهم ليستسلموا لليأس، ويركنوا للنوم. بل ولد لديهم اتجاها آخر بأن العمل الحكومي ليس البوابة الوحيدة للدخول منها لتحقيق أحلامهم، فتوجهوا لتكوين مشروعات صغيرة تكفيهم مذلة السؤال، فتوجهوا إلى أعمال لم يشاهد فيها العامل السعودي من قبل، وظلت حكراً على العمالة المقيمة، وهو غسيل السيارات. محدثين تغيراً واضحاً في ثقافة العمل، ونظرة البعض للشباب بأنه ينتظر العمل خلف المكاتب المكيفة بعيداً عن أشعة الشمس الحارقة.
هم مجموعة من الشباب يتجاوزون العشرة بمختلف الشهادات الجامعية والمهنية موزعين على مغسلتين للسيارات أنشؤوهما بأنفسهم في مركز القوز في محافظة القنفذة، متغلبين على عقدة الخجل فكانوا طريقاً لغيرهم من الشباب بالانخراط في هذه الأعمال.
يقول عبدالله محمد الناشري (خريج المعهد المهني فني لحام ويعمل بمحل لغسيل السيارات) "عند تخرجي من المعهد المهني بحثت في كل مكان عن عمل، ولم أجد، فاقترضت مبلغا من المال لشراء وايت، وبدأت أحقق دخلا بسيطا. ثم فكرت في مشروع يجلب لي دخلاً إضافيا فطرحت الفكرة على زميل لي، ودرسنا مجموعة من المشاريع، واستقر بنا الرأي على مغسلة سيارات، فهي غير مكلفة، ولا تحتاج خبرة كبيرة، وبالفعل بدأنا بتجهيزها، وكلفتنا 22000 ريال لشراء معدات موتور ضخ ماء وكمبروسر هواء، وإسطوانة رغوة، وماكينة تنظيف كهربائية، وماكينة خياطة وتغليف الدعاسات، وتكلفة تجهيز مثل هذه المغسلة تتراوح بين 50 - 100 ألف ريال، وذلك بحسب نوعية الماكينة وطريقة التجهيز. إلا أن ظروفنا لم تساعدنا على توفير المتطلبات الأخرى".
وأضاف "بدأنا العمل قبل ثلاثة أشهر والحمدلله الدخل اليومي يتراوح من 200 - 300 ريال، رغم أنني أعمل في الفترة المسائية فقط. حيث إنني أعمل في الفترة الصباحية ببيع المياه بواسطة وايت خاص".
وعن مدى تقبل الناس لهذه المهنة أوضح أن "البداية رافقها بعض التحرج منا والزبائن. إلا أنها سرعان مازالت هذه المشكلة مع العمل وثقة الناس بنا والذين أصبحوا يفضلوننا عن غيرنا من العمالة".
ويشير الناشري إلى أنه من الطرائف التي مرت بهم أن أحد زملائهم الجامعيين جاء لغسيل سيارته وتفاجأ بنا بل واستغرب عملنا بغسيل السيارات، ونصحنا بتركه بحجة أن وضعنا الاجتماعي لا يسمح بذلك، فقلت له نحن أفضل منك أنت جامعي، وتعيش على مصروف والدك، وتنتظر التعيين وقد يطول الانتظار، ونحن نعتمد على أنفسنا والعمل لا يعيب الرجال".
وأضاف "في اليوم التالي عاد الزميل إلينا وطلب منا أن يعمل معنا، وبالفعل انتظم معنا للعمل أيام الأربعاء والخميس والجمعة من كل أسبوع. أما بقية الأيام فهو ملتحق بدورة دبلوم تربوي لعام دراسي. بل وأصبح يجلب لنا الكثير من الزبائن وكانت بداية محورية في حياته العملية حيث أصبح يعتمد على نفسه".
ويقول زميله علي هادي الناشري (خريج المعهد المهني فني نجارة) " لم أستفد من تخصصي الدراسي، فقد عملت حارس أمن، وفي الاستقبال بالشقق المفروشة، ومع أنني استفدت كثيراً من التجارب إلا أنني لم أستمر في هذه الأعمال، وذلك لقلة الراتب ووجود ارتباطات أسرية لدي، فأنا متزوج ولدي أبناء، ففكرت في إنشاء محل يوفر لي دخلاً، ولا يكلفني كثيراً، ولم أجد أمامي إلا مغسلة السيارات، فذا عمل متاح للجميع ولا يحتاج إلى مؤهلات أو خبرة طويلة، وبالفعل بدأنا قبل ثلاثة أشهر وكانت البداية ضعيفة. أما الآن ولله الحمد الدخل طيب، بل إننا نعتذر أحيانا من بعض الزبائن ونطلب منهم مراجعتنا في اليوم التالي".
ويشير علي إلى أنهم يعملون يوميا هو وزميله من بعد صلاة العصر حتى منتصف الليل. أما في نهاية الأسبوع فهناك زميل ثالث طالب بإحدى المدارس المتوسطة ( متوسطة ولي العهد )، وزميل رابع حاصل على المؤهل الجامعي يباشران العمل بالمغسلة.
وعن الدخل قال علي إنه يتراوح بين 200 - 300 ريال يوميا، ويتضاعف في نهاية الأسبوع والإجازات.
ويأمل علي أن يحظوا بالدعم، بمنحهم قروضا ميسرة والاستغناء عن شرط الكفيل، وتزويدهم بأدوات في عملهم. حيث إنهم بحاجة إلى آلات حديثة تصل قيمتها إلى 60 ألف ريال، وهم لا يستطيعون شراءها لوجود التزامات عليهم تصل إلى ثلاثة آلاف ريال شهريا تشمل إيجار المحل وأقساط تجهيزه
المصدر
صورة مع التحية لوزير العمل
صورة مع التحية لمجلس الشورى