ســــــــقط القناع
لطالما حاولت مرارا
أن أكذب على نفسي
أن أخدع نفسي
لكنَّني لا أستطيع
فالحقيقة هنا
ماثلة أمام ناظريَّ
ليس في مقدوري مهما فعلت
تجاهلها
الآن قلبي ينزف دما قانيا
بين يديك
وعبراتي تنهمر مدرارا
أمام عينيك
لكنَّك
تتلذَّذ برؤية الدِّماء
تقطر من جوانب قلبي
الجريح
سخرت من دموعي وجراحي
سخرت من عذابي وحزني
تركتني هنا في الظَّلام
ورحلت
عدت إلى مكتبي
إلى دفاتري
إلى صوري
بكيت طويلا
تألَّمت طويلا
أمَّا الآن
فلا
ها أنا ذا قد انتشلت نفسي
من لجَّة الظَّلام والأحزان
تقدَّمت إليك
ومددت يدي نحوك
وقلت لك
وعلى شفتيَّ ابتسامة
ساخرة
شكرا لك
تابعت طريقي
والفرح يغمرني
لأنِّي أعلم
أنَّ النُّور ينتظرني
أمَّا أنت
ظللت جامدا في مكانك
كتمثال من العاج
تلاحقني بنظراتك
الذَّاهلة
إلى أن تواريت عنك
خلف تلك الأعمدة البلَّوريَّة
والسَّتائر المخمليَّة
بلغتني أصوات ضحكك
الهازئة منِّي
فضحكت أنا أيضا
نعم ضحكت
ضحكت ساخر منك
من جهلك
من غبائك
ومن تفاهتك
لكنَّني أعلم جيِّدا
أنَّك ستذرف مثلي الدُّموع
حينئذ
قد فات الأوان
أنت لم تفهم بعد
ولن تفهم أبدا
من أنا
ومن أكون
لكنَّني
قد أدركت
من أنت
ومن تكون
أنت لست سوى كذبة
سوى وهم وسراب
في عالم من الأوهام
من الأحزان والأوجاع
لكنَّك
مهما فعلت
لن تستطيع تخليص نفسك
من تلك الكذبة
أنت شخص خادع
تزيِّف الحقيقة
لكنَّك في ذات الوقت مخدوع
بتلك الحقيقة المزيَّفة
الآن وقد ذهبت
أنا لست حزين
لن أندم عليك
ولن أشتاق إليك
بيد أنَّني شاكر لك
لأنَّك قد كشفت لي الحقيقة
يوم سقط القناع
عن القناع