عرض مشاركة واحدة
  #472 (permalink)  
قديم 26-03-2009, 08:49 AM
الصورة الرمزية شموخ امرأه
شموخ امرأه شموخ امرأه غير متصل
نجم المنتدى
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: في غربة
المشاركات: 2,203
معدل تقييم المستوى: 10652
شموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداع

من تجاويف الوحدة ومن شتات الذكريات / من الوحدة التى تطوقني هذا الصباح وبعد أصراري على أن أكون هنا ولوحدي .
منذ الصباح الباكر وكل الذكريات الحميمة / ذكريات تلك الطفلة الشقية تقف على حدود حنجرتي / وأنا لا أفتاء على مد يدي إليها وكأني أجلد نفسي بها أو التسول إليها أن تعيد إلي بالذي (رحل ) !
مشحونة أنا بالأفتقاد / بمرارة الرحيل / إلى أن بات الوداع يستحي مني من كثر ماتجرأ على حدودي وعبث بخافقي .
من عمق الآه ومن تلابيب صدري تحسست ( جدي )..
سألت المكان من حولي بربك يا أيها المكان أما إشتقت إليه ؟!!
أما تأكلك الحنين نحوه وفتك بك جوع الشوق إليه..!!

أغمضت عيني ونفضت الغبار عن الذكريات التى يجلس عليها حزن أفتقاده حزن يزدد في صدري يوماً بعديوم.
تذكرت جدي وجلوسه كل صباح هنا بجوار جدتي / جدتي التي تحكي لي ولوالدي ولأخوتي دوماً عنه وهي تسابق دمعه ربما تتفلت منها أمامنا / تذكرت أحاديثهم التى لا أذكر منها الآن شيئاً لصغر سني في ذاك الوقت سوى أن أتذكر بأن السعادة كانت تحفهم من كل حدب وصوب .
تذكرت خروجي وأنا أركض كل صباح إلى أن أرتمي في حضنة وهي يحتضني بحنان لازلت الى الآن أتحسس طعمه في صدري / تذكرت ونحن نركض هنا وهناك وأنا أساله عن هذه الشجرة وتلك وصوته الحنون يجيب على عبثي الطفولي بلا كلل ولا ملل .
الحكاية أنحرفت بوجع / والذكريات غزت قلبي عندما تذكرت أني رأيته في المنام بعد وفاته ببضعة أيام كان في ملابس بيضاء وفي هيئة سليمة وقد عاد إليه تكامل جسدة الذي أضمحل بفعل مرضه في أيامه الآخيره.
أستيقظت من نومي وأنا أرتعد وأنتفض !
جدي ذلك الرجل العظيم / الذي لم أصادف في حياتي رجل بعظمتة / ولا بحكمته / ولا رحمة قلبه .
إلى الآن وأنا أنتفض كل ما ولجت إلى هنا وكل ماتذكرت ليلة رحيله وكيف أخذوه من هنا إلى المشفى / وكيف كان قلبي يحدثني بأنه لن يعود / لازلت أتذكر دموع جدتي ونحيبها الذي كاد أن يفقدنا إياها أيضاً / لازلت أتذكر والدي وأنه لم يبكي ولم يتحرك ولاذ إلى الصمت وإلى الهروب.

في تلك الليلة لم أتذوق النوم وأخذني الحزن إلى غرفة جدي ولست أدري لما؟
ذهلت وكدت أن أفقد صوابي وأنا أسمع والدي يجهش ببكاء حاد وكانه أطلق العنان لصرخة المكبوتة بداخله / كان الوقت يبلغنا بأنبلاج الفجر والبيت وكل من فيه يقف على حدود الأفق الحزين !

ذات يوم كنت أجلس مع جدي تحت هذه الشجرة كان يوم (خميس ) وكان الوقت صباحاً كالآن !
ولكن هاهي الشجرة وهاهي أنا وهاهو الخميس وهاهو الصباح .. ولكن أين هو؟!!


رحمك الله ياجدي وأسكنك جنة الفردوس الأعلى.


شموخ!

التعديل الأخير تم بواسطة شموخ امرأه ; 26-03-2009 الساعة 08:53 AM