يوم الجمعة الماضي الموافق 10/4/1428هـ قبل أن تصلني هذه الجريدة وقبل أن أقرأ زاويتي «أشرعة» التي كان عنوانها «أنقذونا من مديري مكاتبكم» تلقيت عبر الفاكس رسالتين من قارئ كريم اسمه «عبدالله أبو هشام» - من مكة المكرمة.. ملخص رسالته الأولى كان يثني فيها علي أحد القادة العسكريين من ذوي الرتب العالية ويذكر أنه -كان قبل إحالته الى التقاعد- يخصص عدة ساعات في المساء من كل يوم ثلاثاء يتلقى فيها مباشرة -دون سكرتير ودون مدير مكتب- شكاوى منسوبي إدارته ويحل قضاياهم ومشاكلهم بطريقته الخاصة وحكمته الإدارية المحنكة ويأخذ بالنافع من اقتراحاتهم ثم يعلن ذلك في طابوره الشهري معلناً ما يستحق الإشادة ومتجنباً التشهير والإساءة بما سوى ذلك ثم يتمنى من كل مسؤول أن يسلك ذلك المسلك الحكيم.
أما في رسالته الثانية فيشير إلى أن أخاً له كان يحمل شهادة في تخصص من التخصصات وأنه تقدم لإحدى الشركات التي يتلاءم عملها مع تخصصه حيث أحيل ملفه وشهاداته إلى قسم السعودة بالشركة وهنا كانت المفاجأة العجيبة إذ وجد أن الموظف المسؤول عن السعودة شخص من إحدى الدول العربية الشقيقة الذي قال لطالب العمل السعودي: «الرزق يحب الخفية «روح» ابحث لنفسك عن عمل في مكان آخر وبعد سنتين راجعنا إن شاء الله نؤمن لك عمل بعد انتهاء عقد أحد المتعاقدين». ويواصل أبو هشام قوله:
نقل لي أخي هذه المعلومة فذهبت بنفسي الى الشركة للتأكد وبالفعل وجدت المسؤول الوافد الذي أكد لي أنه هو مدير السعودة.. شكوت لمدير مكتب المدير فرفض أن يدخلني عليه قائلاً لي: إن المدير مشغول.. وهنا لم أجد بداً من أن يرتفع صوتي وأدخل في معركة صياح مع مدير المكتب الأمر الذي جعل المدير العام يخرج من مكتبه المغلق ويستفسر عن الأمر وأمام الأمر الواقع حاولت تهدئة انفعالي وطلب من أخي أن يقدم له الملف وأفاده بأن المكتب سيتصل به على رقم تليفونه الموضح بالأوراق. ومرت الأيام والليالي والشهور وأخي في حالة انتظار إلى أن وافاه الأجل إثر حادث سير مأساوي.
يا أخي «أبو هشام» ليس لي من تعليق على رسالتك فهي أبلغ من كل تعليق.. كل ما في الأمر آمل أن يقرأ اشرعتي -هذا اليوم- أحد مسؤولي وزارة العمل من يستطيعون تحريك المياه الراكدة مع سؤالي أن يتغمد الله أخاك بواسع رحمته وهنيئاً له الانتقال إلى جوار ربه الذي أراحه من منغصات هذه الحياة
المصدر