لما لا أشعر دفء حضنها الا إذا كنت طريحة المريض أو على وشك أفتقادي؟!!
قالتها وهي تبكي وترمقها بنظرة عتاب وهي تغادرنا وتغلق خلفها باب الحجرة!
بعد أن أنحنت والدتها لتطع قبلة حنونه على جبينها وتبتهل إلى الله بالدعاء في أن يحفظها لها .
نظرت إلى وهي تقول أنا تلك الطفلة المنسية منذ زمن تلك الطفلة التى كبرت ووالدتها ووالدها في غفلة عنها
كل منهما متورط في حياته ومعمة أشغاله.
والكل يشغل حيز في حياتهم الا أنا.
لا أرهم ولا أشعر دفء حنانهم الا إذا تهالكني المرض أو أحتجت لأمر ما .
أخذت أسمع إليها بأهتمام شديد أسمع لها كطفلة تخبيء في صدرها ألف لغة عتاب . رفعت رأسها إلي وهي تشهق وتغص الحروف بداخلها وتسابق شهقات صدرها وهي تقول حتى ماما لما أشعر بدفء هذه الكلمة , ولم أتذوق مدى حلاوة هذه الكلمة؟
الكل كان يؤاسها في مرضها الا أنا شعرت بأني أؤسيها في حزنها وفي أحتياجها وفقدانها لوالدتها وهي أمام نظرها؟!!
آوه ياغدير أي حزن جعلتيه يسكن صدري , بالأمس أحسست بأننا مهما كبرنا نحن بحاجة ماسة للدفء مهما تغربنا بحاجة لحضن الوطن ,
بالأمس رميتِ على كاهلي حزنك إلى الدرجة التى أنعزلت فيها مع نفسي وأخذت أدقق في كل ملامح من يمر أمامي وأنا أسال أي حزن يكسو هذه الوجة أي غصة ألم تخفي تلك القهقه ؟!!
في الوحده فقط تتعرى ذواتنا , نرى كل مانفتقد أمامنا لا يلبث على أن يبكي معنا , ونمارس كل طقوس الحزن تحت ستار ووشاح من الظلام؟!!
كم أم تحمل صورة مماثلة لأمك؟!!
كم طفلة تعاني من شح عاطفة الأمومة؟
كم فتاة باتت تبحث عن الحنان في مسار آخر؟!!
أتعلمين يا غدير
أمنية جميلة من أمنياتي أن يرمي بكِ القدر في بحر لا حدود لا حنانه
وأن يعوضكِ خيراً
شموخ!