لِمَسَاءَاتٍ مُحَمّلَةٌ بِنَشَوَاتٍ عِطْرِيّة .. تُذِيبُ مُخمل هِنْدَامِي الْمُوشّى بِحُبيبَاتٍ كرِيستَاليّة لأجلِ مَدَارَاتٍ
أَنتَ فُصُولُهَا الأرّبَعَة .. ! تَنَافَسَتْ تَفَاصِيلي , لِتَرّكُل لَكَ بِبَعْضِهَا .. فِي حِين تَحْتَفِظُ بِبعّضُهَا الآخرْ الخَجُول
لِذَواتِ جَفَافِ الخافِق عَنْ حُبِّي ؛ وَ إِنْ إِسْتَحَال إِسْتِدْرَارُ ذَلِكَ فِي يَوْم / وَ بالصدَّرِ إِيّمَان !
تَستطعِمُ مِنْ تَقَلُّبَاتِ وَرِيدي / دَمُه .. ؛ لِتَتسِّمْ بَهذَا الدَّم وَ تَتقمّص إِحْمِرَارُه فِي جسَدِي الضَامِرْ للإتِصَاقِ بِالنَوافِذُ القَرِيّبَةُ مِنْ مَسَامِعُك
وَ تُغَنِّي مَيلان الحَنِيّن فِي لَحْظّة , وَ فِي لَحَظاتٍ تَنبِشُ عَنْ أَغَارِيدٌ مَاضِية فِيْ ذَاكِرَتُكَ المَوصُولَةُ بِي ! , وَ مَا أَنْ تَتجذّرْ الإبْتِسَامَةُ بَيّن العُلويّةُ مِنْ شَفتيّكَ وَ السُفْلَى , حَتّى تَنشّقُ السَّمَاء الثَامِنَة مَطَراً / .. وَ ينصبُّ مَاءً شَهيّاً يَغْسِلُ شَطآنٍ جَافّة وَ يُبَلِلُهَا بِريقٍ مَحْشُوٌّ بِضَفَائِرِ الأمَانْ ,
وَ هَلْ لأنْفَاسٍ تَتقيؤ رُوحَهَا أَمَامَ أَضْلاَعُكَ العَاجِيّة أَلاَ يَكْسُوهَا إِرْتِدَاداتُ الأمَانْ ؟!! .. " لا " وَ مَنَافِذُ الرُّوحِ التّي تَدُورُ علَى هذِهِ الأرضُ وَ تحيا مُنزَويةً بِجَلِيدِ الإِذَابة أَنْ ذَاتَ عِشقٍ ستصْحُو مِنْ نشَواتِ القيلُولةِ - الغُرّبة - وَ يُلْهِمُكَ الشوّق الزَّوَايا المنكُوشَة بشَالٍ مَا فَرِغتُ
مِنْ غَزْلِة , وَ تُشْرِقُ شُمُوسُ الرَّبِيع مُغَنِيةً :
" يَا أَرّضِي أَنتَ وَ سمَائِي , يَا جُلَّبَاب خَديّ , وَ مِظَلّةَ أَمطَارِي ..
يَا عِطرِي أَنتَ وَ مِكْحَلَتِي .. ياسَوّسَنَتِي وَ أَوْرَاقِي .. أشيَائِي وَ أصواتِي .. لُغَتِي وَ لهَجَاتِي .. تَوّقِي وَ أشْوَاقِي .. حُليّ وَ ألوَانِي
شَعْرِي وَ أشْعَارِي .. صيّفَ فُصُولِي وَ أثوابِي , مُوسِيقاي إِصْبَعُكَ وَ أَنْغَامِي .. أَدْرِكنِي مِنْ هيئّةِ الزهرِ قُبلاتاً غَنّاء
وِمِنْ الغِيابِ الإِحْرَاق المؤبّد ! .. وَ مِنْ ذُقنَكَ الأسمّر عُشباً مُورِق , وَ لتجْعَلُنِي لعيّنُِكَ اللوّن .. وَ لِقَلمُكَ البَاءَ والنُّونْ ,
وَ إِلْتَزمِني كَظِلالِي يَا حَبِيبي فمَا هُم بقَانِطين كَبِدي كَمِثْلِكُ لِيومَ يُبْعَثُون " !