طالما جهلت سر خفقات قلبي عندما أرى شروق الشمس

وهي تعانق البحر وترتفع عن صدره شيئاً فشيئا

وكأنها كانت في موعد معه

ومرتمية في أحضانه طول الليل في أجمل لوحة ملهمة للعشاق

وما أن يحين وقت شروقها حتى تودعته في منظر أثيري

حتى أكاد أُجزم أنني

أرى يدها الناعمة ترتفع من على صدره

بخفة ونعومة حتى لا توقضه

وترتفع عنه لتطير مودعة له في النهار

وما أن يحين وقت الهجوع وإستراحة الأجساد من حرقة نهار شاق

تعود إليه لترتمي في أحضانه كعاشقة تأبى أن تفارقه

فهي غيورة عليه جداً

تأبى أن تتركه طول ليله وحيدا

لاتسمح له أن يفكر في غيرها

وتضع رأسها فوق صدره في منظر تثب له قلوب العشاق في جنون

وترقص له أرواح المحبين طربا

ذات يوم

وقفت على شاطئ البحر

قررت وقتها أن أراقب تلك العاشقة ( الشمس )

وذاك المتيم ( البحر )

لأرى ماذا يفعلان وقت اللقاء

ولكني شعرت بقلبي يتقافز بين أضلعي حتى كاد يخترق جلدي

رأيت بحري

وكنت أنا شمسه

ظهر حبيبي كالفارس المنتصر

يعلو جبينه إكليل الغار

ويحمل في يمينه راية النصر

تقدم نحوي باسماً

وخفقات السعادة تضطرب في قلبي

أشرقت شمسي وابتسمت

فأضاءت الابتسامة محياي

ورسمت في ثغري علامات الفرح

إقتربت منه أكثر

وذابت بلقائنا خطوات الدرب الطويل

وانجلت كل آلام الماضي وسلبياته

تعانقت الأرواح قبل الأيادي

وضمنا عناق طويل

إستراحت من خلاله كل خلايا الشوق