عرض مشاركة واحدة
  #5 (permalink)  
قديم 12-04-2009, 12:58 AM
الصورة الرمزية خالد العمري
خالد العمري خالد العمري غير متصل
نجم المنتدى
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: K.S.A. - JEDDAH
المشاركات: 3,672
معدل تقييم المستوى: 429803
خالد العمري محترف الإبداعخالد العمري محترف الإبداعخالد العمري محترف الإبداعخالد العمري محترف الإبداعخالد العمري محترف الإبداعخالد العمري محترف الإبداعخالد العمري محترف الإبداعخالد العمري محترف الإبداعخالد العمري محترف الإبداعخالد العمري محترف الإبداعخالد العمري محترف الإبداع

أرجو قراءة الموضوع بتمعن وروية حتى نهايتة



الباراسيكولوجيا والظواهر الخارقة


" 1 "

كثيراً ما نرى بعض الظواهر الغريبة مثل السحر والتنجيم وما يشابهه ، والتي قد يؤمن بها بعضنا ، هذه الظواهر الخارقة أو الظواهر التي ليس لها تفسير من الناحية العلمية والتي يطلق عليها العلماء بالـ " باراسيكولوجيا " أي الدراسة العلمية لبعض الظواهر الطبيعية التي ربما تكون أو تظهر كخارقة كالوساطة الروحية والتي هي محاولة بعض الأشخاص بالاتصال مع بعض الأرواح ، والباراسيكولوجيا أو الدراسة العلمية للظواهر الخارقة تحتاج لعدة دراسات ومن عدة اتجاهات كدراسة الحوادث التي يتعرض لها الشخص أثناء ممارسته لتلك الظواهر.

الباراسيكولوجية تنقسم الى قسمين رئيسين هما :

(1) التحريك الخارق : أي التحكم بحركات جسم الإنسان أو بجسمه كلياً دون أن يحدث أي حركة أو أي إطراء للجهاز الحركي والتحكم به عن بعد والتي تعرف باسم :

" العقل فوق المادة " وهذا التحكم يكون عن طريق التحكم العقلي لا بالتحكم الفيزيائي أو التحكم الواضح ومنها كـ ليْ بعض المعادن دون استخدام العضلات .


(2) الإدراك الحسي الفائق : ومن أبرز أنواعه التحريك الخارق هو التخاطر والذي هو الاتصال غير المدرك بين أطراف الظاهرة دون استخدام أي حاسة من الحواس الخمسة ومن أبرزها أيضاً معرفة الأحداث المستقبلية ومن أبرزها أيضاً معرفة معلومات عن حادثة بعيدة أو شيء بعيد دون تدخل أي من الحواس الخمسة وأيضاً كالمشي على الفحم الساخن أو ملامسة النار ومنها الروح الضوضائية كتعلق بعض الأشياء في الهواء و الباراسيكولوجية التي تنقسم وتتجزأ لعدة فروع ما هي إلا تحقق من بعض الظواهر التي تحير الإنسان والتي قد يؤمن بها بعض الأشخاص ومنهم من يوشك على ذلك ولكنه يتساءل فالظواهر الخارقة المتواجدة على الأغلبية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية رغم توضيح الإسلام لبعض الأمور عن السحر مثلاً ، لكنها الى الآن متواجدة ومنهم من يختلق حجج كاستخدام سيدنا سليمان للجان ومنهم من يتحجج بنهضة الفراعنة القدماء رغم استخدامهم للسحر . فـ الباراسيكولوجية قد تكون دراسة لأشياء حقيقية ممكن أن نؤمن بها أو لا نؤمن بها وليس معنى ذلك أن نعتقد من دخل هذا المجال يُعد شخص من ( المتخلفين ) أو نجعل هذا الشخص محقاً تماماً فكما نعلم هناك عدة ظواهر لا يفهمها و يحبُ الإنسان أن يفهمها بطبيعته فكلنا معرضين لتصديق هذه الظواهر أو عدم تصديقها وقد لا نصدق أن لبعض مستخدمي الظواهر الخارقة تفوقٌ بإبطال الشلل ومنهم من لم يستطع إنقاذ الإنسان من أمراض خطيرة لكن العلم قد استطاع حلها .

"2"

أهم الظواهر الباراسيكولوجية تشير الى قابليات خارقة في علاج بعض الأمراض و الإصابات ، وهذه القابليات ممكن أن تزيد من فهم الأنسان لنفسه ، ومن أساليب العلاج الباراسيكولوجية منها العلاج غير التقليدي والتي تسمى بالطب التكميلي ومنها من هو أكثر ثورية إذ تطرح كبدائل للعلاج التقليدي والذي يطلق عليه اسم الطب البديل ، وتصنيف العلاج التقليدي على أنه تكميلي أو بديل يعتمد على ما إذا كان يستعمل كأساليب علاجية تقليدية وفي هذا يسمى علاج تكميلي ، ويكون بديلا عن الأدوية الكيميائية فمثلاً أن بعض الأعشاب يمكن أن تكون بديل عن الدواء الكيميائي ، ولكن يجب على الإنسان أن يستعمله كعلاج تكميلي .

وكما في الأوقات الحالية يشاع أو يطلق على الطب الغير تقليدي بـHEALING أي " الشفاء " أو " العلاج " والذي تشير أيضاً إلى الأساليب العلاجية التي تحاول علاج المريض من خلال تحسين حالته السيكولوجية والمعنوية ، لذلك يستخدم مصطلح " علاج " إلى ظواهر العلاج بشكل عام .

توضح النظريات التي تقوم عليها منهجا الطب التكميلي والطب البديل ودلالات أساليب العلاج التي يطرحها من جهة وبين أسس وممارسات الطب الغربي الحديث التقليدي من جهة أخرى نقاط تقارب واختلاف . ففي النظريات الطبية الغير التقليدية ما يمكن جمعه مع مبادئ الطب التقليدي بقليل من الجهد ، الى أن هنالك أيضاً ما يتعارض بشكل جذري مع النظرة الطبية التقليدية ، وانصب الاهتمام الآن على بشكل رئيسي على تلك الظواهر الطبية التي لا يمكن للنظرية الطبية الغربية بشكلها الحالي أن تحتويها على الإطلاق ، حيث تصنف هذه الظواهر مع الظواهر الباراسيكولوجية باعتبارها تكشف عن قابليات علاج " خارقة " تتجاوز ما يتوقع و جوده النموذج الطبي الغربي . إلا أنه سيتم أيضاً التطرق إلى ظواهر العلاج " غير التقليدي بشكل عام لأن هذه الظواهر كثيراً ما تكون متداخلة وأحياناً إلى الحد الذي من الصعوبة وضع حدود واضحة بينها .

ومن أساليب العلاج الغير التقليدي :

1. التصور الذي وهو قيام المريض بخلق صور معينة في ذهنه لها علاقة بزوال مرضه وبإمكانية شفاءه وتحسن حالته الصحية .

2. التنويم وهو انتقال تأثيرات " مغناطيسية حيوانية " على جسم المريض .

3. تدريب التحفيز الذاتي وهو قيام المريض بالاسترخاء و تكراره مع نفسه عبارة أو جملة معينة كقوله " أن جسمي دافئ " فيحس جسمه فعلاً بالدفء .

4. التغذية العكسية الحياتية أي محاولة الشخص القيام بتغيير مفيد في فعالية جزء معين من جسمه أو نشاط إحدى وظائفه .

5. الوخز بالإبر وهو يعتمد على أن هنالك خطوطاً للطاقة تمر من الرأس إلى أصابع اليد والقدم ويرتبط كل منها بأعضاء وأجهزة معينة في الجسم ( تعرف هذه الخطوط بخطوط الذروة ) .

6. الهوميوباثي وهو يعتمد علاجه على تحفيز نوع من المناعة في الجسم وذلك بإعطاء المريض جرعة مخففة من مادة تسبب بالضبط أعراض المرض .

7. أوستيوباثي وهو يعتمد على أن سبب تحرك العظام عن مواضعها الأصلية ولذلك يكون علاجه هو التدليك اليدوي للمفاصل .

8. كايروبراكتيك والذي يعتمد على أن الجهاز العصبي يتحكم بالجسم ولذلك فأن أي خلل في الجسم لابد أن يكون هنالك خلل أو عوق مقابل له في أعصاب تلك المنطقة من الجسم و يكون علاجه بتقويم العمود الفقري للجسم .

9. العلاج بالعطر الذي يعتمد على استخدام الزيوت العطرية في تدليك الجسم .

10. التأمل وهو عملية التخلص من حالة الأفكار المتشاحنة والتي هي الحالة الاعتيادية للعقل .

" 3 "

تحتوي بعض الأدبيات العلمية الطبية الإنجليزية التي إذا أخذنا منها أمثلة باللغة العربية كـ " نفسي " يجعل من معانيها " روحية " مع اختلاف دلالات هذه الكلمة من مجتمع لآخر ، ومنها ما يكون معناه أو صيغة العلاج فيه يتعلق باعتقادات المريض حول نفسه وما سيحدث لها ، ومنها أيضاً يشير إلى الظواهر نفسها ، وتجاوزاً لاستخدام أي من هذه المصطلحات التي يوحي كل منها بتفسير معين بالذات ، ولأن الظواهر التي جرت العادة على الإشارة إليها بهذه المصطلحات تشكل في الواقع خليطاً من ظواهر تختلف بعضها عن بعض اختلافات نوعية جوهرية ، فسيستعمل مصطلح " العلاج الخارق " للإشارة لجميع هذه الظواهر .

" العلاج الخارق " هو قدرة بعض الأشخاص على إحداث تأثيرات إيجابية على الحالة الصحية على الكائنات الحية الأخرى ( بشرية أو حيوانية أو نباتية ) دون استخدام الأساليب التقليدية الطبية الحديثة الغربية ولا الأساليب الغير تقليدية التكميلية أو البديلة ، ولعل العلاج الخارق هو ما يعرف بأسلوب " وضع الأيدي " حيث يضع المعالج إحدى يديه أو كلتيهما قريب من جسم المريض من دون لمسه ، مع " التركيز ذهنياً " على علاج المريض ، ومن المعالجين من يضع يديه على علة المريض ومنهم لا يضع ومنهم أيضاً لا يحتاج حتى للتركيز الذهني ومن بعض الحالات المفاجأة والغير متوقعة ومن دون تدخل أحد من المعالجين كحوادث العلاج الخارق التي وقعت وتقع في الأماكن المقدسة .
[line]-[/line]
ومن التجارب التي قامت العالمة جستا سميث حينما أتت بالمعالج الهنغاري المشهور أوسكار ايستباني ، وحين إجراء التجربة استطاع هذا المعالج وباستخدام أسلوب وضع الأيدي لمدة 75 دقيقة استطاع زيادة فعالية سائل انزيم التريبسين وإحدث زيادة في سائل الانزيم تقدر بـ 10 % والغريب أن السائل كان موضوع في وعاء زجاجي مغلق وفي ذلك أثبت قابليات العلاج الخارق وقد أعادت العالم سميث مع معالجين آخرين ذوي قابلية اعتيادين ومنهم من يدعي هذه القابليات وحيث لم يفلح أحد منهم .

ومن التجارب الأخرى الجديرة بالذكر التجربة الذي أجراها العالم بيرنارد غراد وهذه التجربة قد أجريت لدراسة تأثير العلاج الخارق على الأنسجة والكائنات الحية ، وفي هذه التجربة قد استطاع أحد المعالجين أن ينمي نسبة البكتريا في أحد الأنابيب واستطاع قتل بكتريا موجودة في أنبوب آخر .

والمعالجين لهم قدرة على تشخيص الأمراض وعلى حلها أيضاً من خلال الأساليب السابق ذكرها ، ومنهم من استطاع من خلال التأثير عقلياً على أهداف مختلفة من منظومات بيولوجية من ضمنها الحيوانات الوحيدة الخلية والحيوانات شبيهة الجرذ وبالتأثير أيضاً على مستحضرات خلوية كخلايا الدم والأعصاب ومنهم من استطاع أن يشفي أحد مرضى السرطان .



الجراحة الخارقة

الجراحة الخارقة هذا المصطلح الذي يطلق على بعض الأفراد الموهوبين الذين يستطيعون إجراء عمليات صغرى أو كبرى دون استخدام أساليب التخدير والتطهير ودون شعور المرضى بألم أو تلوث جروحهم ، وعلماً أن الغالبية العظمى لممارسي الجراحة الخارقة لا تتعدى معلوماتهم الطبية ما يعرفه عامة الناس .

وبالنسبة لصور الجراحة الخارقة فلا تختلف وجهة نظر الباحثين لها عن الظواهر الباراسيكولوجية الأخرى التي تتحدى النظريات العلمية القائمة ، فبعض العلماء من يعتقد أنها غير حقيقية ولا يؤمن بها لالتصاقها بأعمال الغش والخداع ، ومنهم من شاهدها وصار يؤمن بها حتى لو كانت مبنية على أسس خرافية .

فعلى سبيل المثال قام أحد الباحثين في جامعة أوكلاند الأمريكية بمراقبته إظهار أن هناك أحد ممارسي الجراحة الخارقة قد جلب معه إلى موقع العمليات قطعاً من الأنسجة البيولوجية الميتة قد خبئها بين يديه ليخرجها أثناء العملية مدعياً أنه استخرجها من جسم المريض الذي يفترض أنه سيقوم بفتح جسمه بيديه المجردتين ومن دون استخدام أدوات جراحية ، ومنهم من يشكك في أن الظاهرة غير حقيقة وتنطوي على الغش والخداع فكما يبينون أن هنالك أحد ممارسي الجراحة الخارقة قد أجرى عملية جراحية دون أن يسيل الدم من هذا المريض ، وبالرغم من التقارير عن " خفة اليد " التي يبدو أنها فعلاً تمارس من قبل بعض مدعي الجراحة الخارقة فإن هذه الظاهرة ليست كما يدعي البعض بأنها عمليات غش وخداع يقوم بها الدجالون فهذا ما تبين بعد العمليات التي قام بها بعض الجراحين وفي الواقع إن من بين من أطلع على هذا الموضوع وقام بمراقبة شديدة للعمليات كانوا من حملة شهادات في العلوم الطبية مثل الياباني آزوما و البروفيسور الأمريكي المعروف في الطب النفسي ستيفنسون ، وطبعا ً مثل هؤلاء تكون مسألة خداعهم مسألة صعبة من قبل ممارسي الجراحة الخارقة بالإضافة إلى ذلك فإن بعض الباحثين قاموا هم بأنفسهم بمساعدة الجراح الممارس للجراحة الخارقة في العمليات التي يقوم بها كما حدث مع بروفيسور الأنثربولوجيا غرينفيلد ، ويمكن تلخيص تقارير وملاحظات العلماء والباحثين . وبالرغم من قيام بعض مدعين الجراحة الخارقة بعمليات الغش والخداع إلا أن هناك تقارير ودراسات أخرى دقيقة عن جراحين آخرين فلبينين وبرازيليين على وجه الأخص أثبتت حقيقة هذه الظاهرة .

ومن بعض الجراحيين الخارقين الذين يجدر ذكرهم تلك الحركة الدينية " الروحانية " التي ظهرت في البرازيل في القرن التاسع عشر الذي يعتمد فيه هؤلاء الروحانيون على قاعدة الافتراض بأن المريض في حالة وعي متغايرة خلقتها علاقة " الحامي " أو " التابع " التي تربط ما بين المريض والقائم بالجراحة الخارقة ، أي شعور المريض بتبعيته للجراح الخارق واعتبار المريض الجراح الخارق حامي له ، وبأن الجراح الخارق يقوم بحمايتهم بفضل قدراته الخارقة والغير طبيعية ، وقد قام هؤلاء الدينيون البرازيليين " الروحانيون " بإدخال المرضى أو " التابعين " إلى حالة غشية بحيث يكون المريض في حالة وعي متغايرة مما يجعل اشتراكهم في طقوس العملية سبباً في تقليل مخاوفهم وقلقهم إلى الحد الذي يجعلهم يبدءون يشعرون بتحسن .

أما النموذج الذي قدماه العالمان آزوما وستيفنسون عن الجراحة الخارقة في الفليبين فهو مشابه لما قاله غرينفيلد فهم يفترضون أن هذه الحالة مشابه لحالة التنويم ولكنها ليست مثلها تماماً بحيث أن العالمين وجدا في الفليبين أن الجراحيين الخارقين يقومون بإحاطة المريض بحشد من المتفرجين حتى يشجعوه ويجعلوه في حالة شبيهه بالتنويم وبذلك يعتقد المريض أن العملية سوف تنجح .

ما أدلى به العلماء السابقين " آزوما وستيفنسون وغرينفيلد " يدل على أنهم يؤكدون أن ظاهرة الجراحة الخارقة تستند إلى عامل رئيسي وهو حالة الوعي المتغايرة لدى المريض ، ومن الضروري الإلمام بالنظرة العلمية بالذات عما يعنيه مفهوم " حالات الوعي المتغايرة " والذي أصبح استعماله حتمياً في كل دراسة باراسيكولوجية .

روح الإسلام طريقك للقدرة الخارقة

" المفاهيم الخاطئة حول الطريقة التي توصلك للقدرة الخارقة "

نتطرق في هذا الموضوع إلى بعض المفاهيم الأساسية للفكر الصوفي بشكل عام .

إن أول مصدر يمكن الرجوع إليه لبناء فهم صحيح عن " الطريقة " هو القرآن العظيم الذي وردت فيه تسمية " الطريقة " في الآيات الكريمة التالية :

" قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما و يذهبا بطريقتكم المثلى "(1) ، " إذ يقول أمثلهم طريقة أن لبثتم إلا يوما "(2) ، " وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا "(3) . في هذه الآيات تبين أن تعبير كلمة " طريقة " يفيد معنى " طريق " بشكل عام ، إلا أن الآية الأخيرة تشير إلى ما اصطلح على الإشارة إليه فيما بعد بالتصوف ، أما اتباع " الطريقة " فقد أطلقت عليهم العديد من التسميات التي اشتهر منها على وجه الخصوص " المتصوف " أو " الصوفي " فعُرف صاحب " الطريقة " بـ " المُريد " لكونه " يريد " وجه الله ، ومن التسميات التي أطلقت أيضاً " العابد " أو " درويش " و " السالك " .

أما الآن أريد أن أتطرف لمسألة شيوع الكثير من الأفكار الخاطئة عن " الطريقة " و أسبابها و مصادرها .

لقد كتب الكثيرون عن " الطريقة " و عن أهل " الطريقة " من غير علم بحقيقة " الطريقة " وما يعنيه اتّباع " الطريقة " . ومشكلة الكثيرين ممن كتبوا عن " الطريقة " هي أنهم توهمّوا في أنفسهم علماً عن " الطريقة " و فهماً لها من بعد أن اطلعوا على بعض ما قد كُتب عن " الطريقة " . والحقيقة التي لم يستطع إدراكها هؤلاء هي أن علوم " الطريقة " هي علوم روحية بالدرجة الأولى ، وليست علوماً عقلية . إذ بينما يمكن تعلّم العلوم العقلية نقلياً ، نجد أن العلوم الروحية هي علوم قلبية أساساً ، ولذلك فإن إمكانية التعرف عليها بشكل أعمق من حد ظاهري معين ترتبط بشكل أساسي بأهلية القلب على إدراك أسرار هذه المعرفة . فبعد تعلّم ما يعُرف بـ " ظاهر الطريقة " بالقراءة والاستماع ، لن تؤتي قراءة عشرات بل ومئات الكتب وسماع الكثير من الوعظ شخصاً ما عِلْم " باطن الطريقة " إذا لم يكن في قلبه مستقر سليم لهذا العِلْم . أي بعبارة أخرى ، إن علوم " الطريقة " ذات وجهين ، ظاهري وروحي " و يُطلق عليه أحياناً مصطلح " باطني" . يُمثل علم ظاهر " الطريقة " الأسس الفكرية والفلسفية لمفاهيم " الطريقة " وتفاصيل تطبيقاتها ، لذلك فهو متناول العقل البشري . أما العلوم الروحية للطريقة فتشمل الأسس الغيبية لمفاهيمها وتطبيقاتها ، والوصول إلى هذه العلوم هو حصر بالقلب السليم . لذلك فإن ما فاته التمييز بين ما يمكن أن يُعمل عقله فيه وما لا يمكن لعقله أن يسبر أغواره لا بد أن يصل إلى نتائج وأفكار خاطئة عن " الطريقة " . و مما يثير العجب أن يرى المرء أغلب الكتّاب عن " الطريقة " ممن ليسوا أنفسهم أتباعً " الطريقة " ، يميلون إلى التركيز في كتاباتهم على مناقشة الأمور الروحية للطريقة .

لقد أجمع أساتذة ومشايخ " الطريقة " على أن السبيل الوحيد إلى العلوم الروحية للطريقة هو سلوك نهج " الطريقة " نفسه ، أي بأن يصبح الشخص نفسه مريداً من مريدي " الطريقة " . وطبعاً المقصود هنا أن يكون الشخص مريداً حقيقياً صادقاً ليصبح من أولي القلوب السليمة التي يمكن للأسرار الروحية للطريقة أن تنزل عليها . إن " الطريقة " بنيان من أفعال مقام على أسس من أقوال . فأساس الطريقة آيات القرآن العظيم والأحاديث النبوية الموثوقة ، وبنيانها أفعال الرسول (ص) التي تمثل التطبيق الكامل لأوامر القرآن العظيم .

هنالك أكثر من سبب وراء ظهور الكثير من الأفكار الخاطئة في كتابات معظم اللذين كتبوا عن " الطريقة " . فهنالك طائفة من الكتّاب كانوا لا أكثر من نقلة لأخطاء باحثين سبقوهم . وهنالك زمرة أخرى أنكرت الجانب الروحي للطريقة وأخذت تحلل ظاهر مفاهيمها وممارستها وترجعها إلى مختلف المصادر غير الحقيقية ، وإلى هذه الزمرة ينتمي معظم المستشرقين . كما كانت هنالك مجموعة من الباحثين لجأت إلى الكتب رغبة في استكشاف الأسرار الروحية للطريقة ، والعامل المشترك بين الكثير من هؤلاء الباحثين هو عدم أخذهم بما كان مشايخ " الطريقة " دائمي التأكيد عليه وهو أن الفهم الصحيح للطريقة يأتي فقط من خلال الإلمام بجانبها النظري وتطبيق جانبها العلمي اللذين لا يغني أحدهما عن الآخر ؛ أي يشترك هؤلاء الباحثون في إهمالهم لحقيقة أن " الطريقة " نهج مبني على الممارسة ، وبالنتيجة فإن الأسرار الروحية للطريقة يمكن أن تُدرك من داخل " الطريقة " فقط لا من خارجها . ومن الأمثلة التي طالما ضربها مشايخ " الطريقة " لتقريب مدى أهمية ممارسة " الطريقة " إلى أذهان الناس هو تشبيهها بالـ " طـَعْم " ، الذي لا يمكن أن يُدرك إلا بالتجربة ، أي بالتذوق . إذ لا يمكن لإنسان أن يُدرِك ، على سبيل المثال ، طعم تُفاحة من غير أن يتذوقها ولو قرأ عنها أو سمع كل ما كُتب وقيل في وصفها .

إن الطريقة منهج متكامل من فكر وممارسات لا يمكن الفصل بينهما . لذلك فإن التطرق إلى شرح بعض ما تمثله " الطريقة " يستوجب التطرق إلى فكرها وممارساتها في الوقت نفسه . وعدم الانتباه إلى هذه الحقيقة أو إهمالها هو في الواقع أصل معظم المفاهيم الخاطئة عن " الطريقة " بين عامة الناس وحتى بين الباحثين المتخصصين .

إن المفهوم النهائي عن " الطريقة " يجب أن يُبنى من تكامل ما تمثله من مفاهيم مع ما تمثله من ممارسات .



الـوعـي

" إنها لحقيقة غريبة ولكن لا تمكن نكرانها وهي أن الوعي ، جوهر عملية المعرفة ، لا يعرف نفسه بشكل جيد جداً " هذا ما قاله ايرنست روسي .

كأن هذا بالتأكيد لا يعني أن من المستحيل إعطاء صورة تقريبية لــ : " الوعي " وما يقصد به أنه من الصعب إعطاء صورة تحديدية لـــ " الوعي " أن وجود قدر كبير من اللاتحديد والتعميم لتعريف " الوعي " ، كما أن العلماء قد اتخذوا عدة مناحي للتكلم عن : " الوعي " فمنهم سلك منحى السيكولوجي البحت وآخر فيسيولوجيا الدماغ .

وفي الفترة الأخيرة ظهرت نزعة متزايدة نحو تعريف وتفسير " الوعي " بدلالة الاكتشافات الحديثة في علم الأعصاب ، وقد أجمع العلماء على أن " الوعي " هو ظاهرة مترابطة بالدماغ بشكل ما ، فأنهم في اختلاف كبير حول طبيعة هذه الرابطة .

وقال هينغيز بروفيسور علم النفس التجريبي على شيوع كلمة " الوعي " في مثل " فقد وعيه " استرجع وعيه " يقصد بها الحالة العكسية للنوم والغيبوبة . أي حالة التواصل مع العالم . كما أن مفهوم " الوعي " يشمل القدرة على ملاحظة الذات وليس العالم الخارجي فقط . ويتفق جميع العلماء على أن " الوعي " ليس عملية " انتباه " للذات والعالمي الخارجي والداخلي ، فبعض الحيوانات تعكس في سلوكها مثل هذه القدرات . إلا ان " الوعي " للإنسان أرفع من " وعي " الحيوان لأنه يتضمن عمليات التفكير العميق والتخطيط البعيد المدى واستخدام الرموز والإحساس بالجمال وغيرها ... .

وغالباً ما يعتبر الباراسيكولوجيون تأثير الوعي بأنه " العلة " الوحيدة وراء حدوث الظاهرة الخارقة المعينة . إلا إن وجود الكثير من المشككين يعتبرون الظواهر الخارقة من نتاجات الوعي البشري ، والفرق بين الرأيين أن الباراسيكولوجيون متأكدون أن الوعي له يد في حدوث الظواهر الخارقة وأنه موجود وجوداً حقيقياً أي متواجدة في العالم الخارجي ، أما المشككين فهم يؤكدون على أن الظواهر الخارقة ليست موجودة إلا في العالم الداخلي أو الوعي الباطني في الإنسان ولا أساس له في العالم الخارجي ولا برهان وهي مجرد خيال .

وهذه العمليات قد تساعد على إعطاء صورة عمومية شفهية لــ " الوعي " .

و أخيراً أستطيع أن أقول أن " الوعي " على درجة كبيرة من التعقيد وهو لغز من ألغاز الباراسيكولوجيا وسبب في الظواهر الخارقة .



حالات الوعي المتغايرة وعلاقتها بالظواهر الباراسيكولوجية

يعتقد الباراسيكولوجيون أن حالات الوعي المتغايرة لها دور في الظواهر الباراسيكولوجيا . ومن أهم الأسباب التي يعتقدها الباراسيكولوجيون هو نزعة " أنسنة " هذه الظواهر التي كان الناس من مئات وآلاف السنين ينسبون الكثير منها ، إن لم تكن كلها إلى قوى بشرية وبالتحديد للكائنات الغير بشرية " الأرواح وغيرها وأن الاعتقاد العام للعلماء والباراسيكولوجيون أن تفسير الإنسان لهذه الظواهر مبنية على أسس ميتافزيقية " فوق طبيعية " وإنما هي امتداد لمفاهيم " طبيعية ومادية . بديلة لاعتقادات الناس القديمة فيعتقد الباراسيكولوجيون أنها ناتجة عن علاقة وعي الإنسان بالعالمي الداخلي والخارجي وأنها ظواهر تحدث حدوثاً حقيقياً ،

أما المشككين فيعتقدون أن هذه الظواهر غير موجودة وغير حقيقية وأن من يدعي قدرته على فعل هذه الظواهر فهو كاذب ومخادع أو أنه أعتقد ذلك في عقله الباطني فقط أي أنه " محض خيال ووهم " ، ومن الملفت للنظر أن الباراسيكولوجيون يؤمنون إيمانا تاماً أن لا علاقة بالظواهر الخارقة بالميتافيزيقيا بل هي حقيقية موجودة . ومن أهم النقاط التي أشعلت الحرب التفسيرية للظواهر الخارقة بين الباراسيكولوجيون والمشككين أن العلماء قد أبطلوا الكثير من اعتقادات الظواهر الخارقة التي أمن بها الباراسيكولوجيون مثال : أن الباراسيكولوجيون اعتقدوا أن الخفاش له وساطة روحية تبحث له عن طريقه وبذلك لا يصطدم بالأشياء ولكن العلماء اكتشفوا أن الخفاش يصدر موجات صوتية تذهب وترجع له كالرادار وهي من تعلمه طريقه . وقد أدعى العديد من الباحثين بأن شيئاً من القابليات الخارقة يمكن أن تظهر عند أي شخص إذا استخدم الوسائل التي تعتبر مولدة لحالات الوعي المتغايرة كالحلم والتأمل والتنويم وتناول العقاقير المخدرة والحرمان الحواسي وما يستنتجه العلماء عادة من هذه الدراسات هو أن حالة الوعي المتغايرة المعينة تساعد على ظهور قابليات باراسيكولوجية . أما غاردنر مورفي فيعتقد بأنها ليست حالة الوعي المتغايرة هي التي تظهر قدرات خارقة ولكن الانتقال السريع من إحدى حالا الوعي المتغايرة إلى حالة أخرى هي من تفعل . وفي بحث شمولي أجراه أحد العلماء عن حالات الوعي المتغايرة وظواهر بساي " كقراءة أفكار الغير وغيرها .. " استنتج أن الواقع الفعلي لما هو متوافر من البيانات من البحوث الباراسيكولوجية التجريبية أكثر مما يعبر عنه افتراض وجود علاقة سببية مباشرة بين حالات الوعي المتغايرة وظواهر بساي وعلى سبيل المثال قد أجري اختبار لقابليات الإدراك الحسي الفائق لإحدى الوسيطات الروحية وظهر أنها تستطيع أن تظهر مواهبها بالقوة نفسها في الظروف الاعتيادية وخلال ممارستها الوساطة الروحية أيضاً .

اختصاراً لكل ما تقدم يمكن القول أن البحث الباراسيكولوجي قد ضّل سبيله بإصراره على دراسة الظواهر الباراسيكولوجية كنتائج لتغيرات في وعي الإنسان .





التنويم ( كحالة وعي متغايرة ) :

إن البحث العلمي في حالات الوعي المتغايرة متشابهة في حقيقتها ، وهي فرضية كانت قد نشأت نتيجة للتقليل من شأن الفروقات بين حالات الوعي المتغايرة المختلفة من جهة ، وطموح العلماء إلى وضع صورة مبسطة عن الظاهرة البشرية من جهة أخرى ، إذ أن كل الدلائل تشير إلى أن تركيب ووظائف الوعي البشرية لهي أعقد بكثير مما يتمنى العلماء .

ومن حالات الوعي المتغايرة نستعرض حالة " التنويم " ، هذه الحالة التي تعجز الأكاديميات العلمية تحديد تعريف لها . إن هذه الحالة تستطيع أن تتحكم بالإنسان فباستطاعتها أن تجعله يهلوس ، يحمل الأثقال ، .. إلخ . فكيف استطاع التنويم فعل هذا بالإنسان ، يقول العلماء بأن الربط بين هذه الظواهر هو نتيجة لمجموعة غريبة من الظروف التاريخية . في البدء كان مفهوم ومصطلح " التنويم " مختلف حيث أعتقد ( فرانتس ميزمير : طبيب نمساوي ) أن هذه الظاهرة تتضمن انتقال تأثيرات " مغناطيسية حيوانية " عبر المرحلتين التاليتين : المرحلة الأولى : تمرير مغناطيس نحو جسم المريض ، المرحلة الثانية : استخدام تمريرات من يده بدل من المغناطيس معتقداً بأن المغناطيسية الحيوانية موجودة في جسمه ، وأن هذه المغناطيسية الحيوانية تنشط دورة المائع المغناطيسي في جسم المريض التي يكون قد أضعفها المرض . ومع مرور الزمن تغير مصطلح الظاهرة من " مغناطيسية حيوانية " إلى تنويم مغناطيسي " . ومن الجدير بالذكر أن التنويم له فائدة كبيرة في الطب حيث يقوم بالاشفاء من أمراض الحساسية ، الصدفية ، الثؤلول والسيطرة على الألم ، بالإضافة للتغييرات التي يحدثها في درجة حرارة طبقات الجلد الخارجي ، وتغييرات فيزيائية وفسيولوجية أخرى في الجسم .

وبناءاً على عالم " التنويم " الغامض ، وحالات الوعي المتغايرة بظلامها ، هل من المستغرب أن لا تحدد الجمعية الأمريكية للتنويم السريري a.s.o.c.h تعريف " التنويم " ؟!!


التصوّف والباراسيكولوجي

غالباً ما تكون الظواهر الصوفية كالظواهر الميتافزيقية حيث أنها لم تأخذ حقها من البرهان والإثبات العلمي ، والسبب أن مواضيعها تدور دائما حول الحسيات المنفصلة عن التجريبية العلمية ، باستثناء بعض الظاهرات ( كتحمل الأذى بالسيوف والرصاص وبعض الرياضات الروحية كالتأمل المتعالي واليوغا ) .

إن جوهر القدرة الصوفية يتمثل في الإيمان القبلي لدى أصحابها ، ومثل هذا الإيمان هو الذي يعبر عن كونية الصوفية وتجسيداتها ، فالتجربة الذاتية برموزها وإشاراتها هي الرصيد الأول والأخير للصوفي ، وناتج ما يعتقده الصوفي أن عالما وراء هذا العالم لا نستطيع الاحساس به ، عالم لا نستطيع اكتشافه إلا بالإلهام . وكما هو الرأي الصوفي القائل أن لا أحد يصل لهذا العالم غير الأصفياء ومن اختارهم الحق ، وهم أولياء الله .

فالصوفية هي فئة مختارة من المسلمين والأولياء : " فإذا استقامت النفس على الواجب وصلح الإنسان بآداب الله ، سهل على الإنسان التفكر في هذا العالم ، وهذا هو علم المعرفة " .

كما أن الصوفية هي الفصيلة الشبه وحيدة التي تختص بعلوم الخواطر وعلوم المشاهدات وعلوم الإشارة وغيرها .. ولإن الظاهرة البارسيكولوجية في دائرة الجدل ، فإن هناك ثلاثة طرق تنقل ظواهر الإدراك فوق الحسي إلى قائمة العلوم السائدة :

الطريقة الأولى : الإثبات التجريبي المتكرر المبني على الوسائل الاحصائية العلمية .

الطريقة الثانية : تطوير الفرضيات المشكوك فيها حاليا لتفسير الظواهر الباراسيكولوجية بضوء منهجية العلوم السائدة باختلاف وجهاتها ، إلى نظرية علمية موحدة ترتقي لقوانين التجريب العلمية .

الطريقة الثالثة : مما تقدم يظهر لنا أن الخطوط الفاصلة بين الباراسيكولوجية والصوفية متوازنة ، فيما نجد بعض الصوفيات أصبحت كالظواهر البارسيكولوجية تماما . كما قد أصبحت بعض الوجدانيات سبب لجعل أحد الأشخاص متصوف ، تحت مصطلح ( ظواهر الإدراك فوق الحسي ) . وإذا كان من يحمل قدرة باراسيكولوجية لا يعلم ما هي ، فحالته مشابه للمتصوف الذي يعلق قدرته بالتمكين الإلهي .

ولئن اعتبرت بعض القدرات قوة نفسية فائقة فإن ما أطلقنا عليه " القدرات الفوق طبيعية " توضع في أمر " الغيب " أو في دائرة المستحيل ، إذ أن معظم القدرات تذكرنا بالخيال الإنساني المفتوح ، فقوة الصوفي التي تعادل بسرعتها سرعة الضوء تجعله سوبرمان يحول المستحيل حدث يومي في متناول اليد وتحت الطلب .
رد مع اقتباس