عرض مشاركة واحدة
  #577 (permalink)  
قديم 15-04-2009, 01:58 AM
الصورة الرمزية شموخ امرأه
شموخ امرأه شموخ امرأه غير متصل
نجم المنتدى
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: في غربة
المشاركات: 2,203
معدل تقييم المستوى: 10651
شموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداعشموخ امرأه محترف الإبداع
اللهم قومها بالسلامة

الثلاثاء..
18/4/1430هــ
10:00 صباحاً
سحر ..
صديقتي ورفيقة (همي ) وأحد المساندات لي في الكتابة , كانت تلتهم كل ما أكتب وبشغف شديد جداً , كانت دائماً ترسم حولي ولي... دائرة التفاؤل والامل وكل الأمور الجميلة التي يقال أنها من ضمن محتويات هذه الدنيا.
هذه الأنسانة متفائلة جداً جداً جداً , الأبتسامة لا تفارق شفتاها من يراها يظن بأنها ترتمي في أحضان الفرح , لكن في الحقيقة كانت تتقلب على أسرة الحزن والوجع ..
كثيراً ماكنت تتحدث عن همومها ومشاكلها وتقول في نهاية حديثها على سبيل المداعبة وبعد ضكحة تملؤها الدموع (مالت على الدنيا بكبرها )
كنت أضحك معها أحياناً من شدة الألم .. حيث أنه كانت تبلغ بنا السخرية من حالنا وهمومنا وأحلامنا ذالك المبلغ الذي يجعلنا وكأننا نهذي أو أصابنا مس من الجنون.
العام الماضي في يوم الخميس الموافق 19/ 3/1429هــ
أهدت لي كتاب (أستمتع بحياتك ) لدكتور محمد العريفي , إهدت لي هذه الكتاب ونحن على عتبة التخرج وكنت مشغولة جداً بمشروع تخرجنا هذا بالأضافة لبقية المود .
لم أكن أملك وقت للقرأءة بتاتاً حتى الكتابة كانت تأتي لي خلسة وكنت أتناولها على عجلة من أمري لضيق وقتي.
كانت سحر (مسويه لي قلق على هالكتاب وكل يوم تسألني وش قرأتي منه؟ وين تعليقاتك على هالكتاب؟ وش حسيتي فيه؟ بعد ماقرأيتي لو صفحة بس )
وفي كل مره كنت أقول لها لا وقت لدي ربما لن أقراها الا في الأجازة .
كانت تتضايق مني أحياناً , تعلقت سحر بهذا الكتاب بشكل غريب جداً كان دائماً في حقيبتها تقرأ منه مابين المحاضرات , في الممرات , في كافتيريا الجامعة وكنت كل ماسألتها عن سبب تعلقها الشديد بهذا الكتاب تكون أجابتها واحده( أقريه وبتعرفين)
قرأت الكتاب أكثر من مره , في هذا الكتاب كنت أجد ذات سحر , نفس تفاؤلها ونظرتها المشرقة وفلسفتها المبسطة للحياة وما بجعبتها ..وأدركت لما راق لها لهذا الحد.
اليوم فقط ألتقيت بسحر بعد فراق أوشك على أن يصبح عمره (سنه )
آخر مره رأيتها فيه كانت يوم الخميس الموافق , أذكر أني قبلتها كثيراً لأني أعلم بأني لن أراها الا نادر جداً وكنت أشعر بأني ربما لن أراها مره أخرى كانت تستعد هي لزواجها ومن بعدها الأنتقال (لجده) حيث مقر سكن زوجها وأهلها .
وكنت أستعد أنا لسفري الذي حاولت كثيراً أن ألغيه أو أفكر في تأجيل موعد الرحلة إلى أن أحضر حفلة زفافها لكني أعتذرت منها وأخبرتها (أني مجبره على الرحيل وأن البقاء في الرياض في الوقت الحالي سوف يقضي علي )
أفتقدتها كثيراً , حيث أنها كانت من ضمن من أفتقدت خارج الوطن .
كانت تنقل لي أخبارها أول بأول وكانت حالتي النفسية لا تسمح لي بالرد على رسائلها الألكترونية , إلى أن أخبرتني ذالك المساء بأنها تعاني من مشكلة ما ربما ستسبب لها تأخر الحمل لسنوات عدة , لم أكن أرد على أغلب الرسائل , لكن في تلك الرسالة بالذات شعرت بأنها تحتاج لي حقاً تجاوزت حالتي النفسية المتعبه وبعثت لها برسالة مطولة جداً.
اليوم قابلتها بالجامعة وأنا في أتجاهي لمكتب العمادة فجأة سمعتها تناديني ألتفت (خمتني بقوة ) وهي تقول ( وحشتيني ) ..
نزلت تحت معها ,جلسنا في زاوية ما سألتني عن أخباري وعن الأمر الذي أتي بي الى الجامعة مجدداً , سألتني عن التوصيات التي في يدي ..أخبرتها بأني أحتاجها للماستر سألتني (وليش بالأنجليزي ..بتدرسين برا )
أجبتها بلا مبالا ... ربما لم أقرر بعد إذا كان هنا أو في الخارج
أستلمت أنا بعدها عصا الأسئلة وسألتها ( أنتِ وش جابك لرياض )
... أكتشتفت أنها لم تستلم وثيقتها بعد مازاحتها بقولي (يمه يابرود أعصابك , أبو الشباب نسآك الدنيا ) ضحكت مني و تمسك بطنها وهي تقول ( وأنتي الصادقة البيبي هو اللي نساني )
صرخت فيها بفرح وأنا أقول (من جد سحوره ) بأركت لها وسألتها على سبيل الممازحة( يصير أحط رأسي وأسمع وش يقول عني البيبي ) ثم رفعت رأسي إليها وأنا أقول .. كم عمره؟!!
أجابتني وأجمل إبتسامة على شفتاها (شهرين )
نظرت إليها وأنا أقول (شفتي رحمة ربك ) ( الله عطاك اللي تبين وكل مخاوفك ماكان لها داعي )
أحسستُ اليوم بأنها غيمة تنتشي حبوراً وفرحاً , سحر كانت تعاني من داء السكرى وكان يشكل خطر بسيط على أحتماليه الأنجاب لديها , وكان هذا الموضوع من ضمن القائمة المليئة بالأمورالتى تقض مضجع نومها .
سار الوقت بسرعة , وجاء وقت الوداع , ودعتها بعد أن تمنيت لها السعادة والتوفيق وبعد أن دست في أذني الدعوة التى تعلم بأني أحبها نظرت إليها بفرح وأنا أقول ( الله كريم )..

في هذا اليوم
شكراً لله لأنه قدر لي أن ألتقي بها
شكراً لله لأنه أسعد إنسانه عانت كثيراً وحقق لها ماتطمح له
شكراً لله لأنه ساق لي خبر تحقيق أمنيتها وهي أمامي ومعي
شكراً لله لأنها أسعادها ..فسعادتها كانت تهمني كثيراً


شموخ!

التعديل الأخير تم بواسطة شموخ امرأه ; 15-04-2009 الساعة 02:03 AM