يا وزير العمل: ... قطار عمري مضى وأنا من دون وظيفة

إيمان شرعبي - الرياض الحياة - 19/05/07//

أين انت يا وزير العمل عني وعن عدد كبير من شباب السعودية؟ قلت في مقال سابق إن أكثر الباحثين عن العمل غير جادين! وقلت غير ذلك. ومن أجمل ما قلت وتعتبر من المقالات المنثورة في الهواء ولا أساس لها من الصحة إن البطالة ستكون ذكرى فقط عند الشباب السعودي. متى ستكون البطالة ذكرى؟ هل ستكون عندما نصل سن اليأس؟ ربما وصلناه وهناك من ينتظر، ولكن لا ينتظر الوظيفة قدر ما ينتظر وصول سن اليأس.
يا وزير العمل لن اعترض على حالنا، فحالي أفضل من الكثير ولله الحمد، لكن الوظيفة أمام أعيننا ويقولون لنا فجأة إنها غير موجودة، وبعدها نلاحظ أنها ذهبت إلى غيرنا.
هل الواسطة ضرورية في هذا الزمن الأغبر؟ هل حرف الواو هو المحرك لكل شي؟
تأملنا فيك كثيراً، لكنك لا تختلف عمن سبقك. اذهب إلى موقع ديوان الخدمة المدنية وانظر إلى ملايين الفتيات اللاتي ينتظرن منك إشارة... فقط إشارة. لا تقل لم يعد هناك مجال للوظائف الحكومية، «فنصف دخل السعودية سيذهب للرواتب ولن تتطور الدولة ولن يوجد المال الكافي لذلك»، هذا الكلام أنت كتبته في مقال سابق.
نحن نريد مجالاً في القطاع الخاص، نريد أي شئ حتى لو كان راتباً في حدود 1500 ريال، ونريد أن نثبت للجميع ان الشباب السعودي شباب مكافح يريد ان يثبت وجوده للجميع. لا نريد أن نسمع منك مفردة «تدربوا»، فنصف معاهد التدريب تطلب مبالغ طائلة اقلها 5 آلاف ريال، من أين نجدها ونحن لا نزال نبحث عن العمل؟
لن أقول لك إنني اكتفيت بشهادتي التي لم تعد ذات أهمية بالنسبة إليك، فقد تدربت كثيراً في معاهد للحاسب ودورات تأهيل للقطاع الخاص، إضافة إلى دورات متفرقة كي أقوي ملفي العلاقي الذي تريدونه! لكن ما الذي حدث؟ قالوا ببساطة: لا يوجد وظائف.
ماذا أفعل بكل هذه الأوراق؟ أخذتها يوماً ونثرتها في أرض حجرتي، أتعلم لماذا يا وزير العمل؟ كي أحرقها لأنها لم تعد صالحة للاستعمال.
أرجو منك يا وزير العمل مستقبلاًً ألا تقول شيئاً إلا وأنت متأكد أنك بعد إرادة الله قادر على تحقيقه. ربما أكتب تحت تأثير وضعي المؤلم، وهذا كله بسبب انتظار الوظيفة.
أتعلم أنني تقدمت إلى شركة كبيرة جداً، لكن مسؤوليها لم يقبلوا بتوظيفي بحجة أنني كبرت على الوظيفة. أتعلم أنني بلغت الـ 28 من عمري؟ أيعقل أنني وصلت إلى سن اليأس الوظيفي؟