ها هي ذاكرتي تستعيد ذاكرتها لحظة تحلق الطائرة بي صوب نيويورك.
قارتان بيني وبينك لكنني أخاف،
لأنني أعرف أن حضورك اللامرئي
سيحتلّ المقعد الفارغ إلى جواري.
لا أريد أن أظل أحبك.
لا أريد أن أحدّق بعد اليوم داخل مرآتي فأرى وجهك.
لا أريد أن أقف فوق الميزان في الصيدلية فتشير الإبرة إلى وزنك.
لا أريد أن يناديني الناس بإسمي فلا أجيب، والتفت حين يهمسون بإسمك.
ولا أن تقرأه شرطة المطارات فوق شفتيّ وعلى حقائب عمري،
لا أريد أن تحوّلني ثانية من امرأة إلى غيمة.
لا أريد أن أجد نفسي من جديد قنديل بحر تائهاً في أمواج محيطاتك.
لا أريد أن تغسل يديك بدمي بعد اليوم
وتجففهما بمنشفة النسيان.
لا أريد أن أحبك ولا أن أنساك،
أريد أن أظل أتأرجح على حافة ذلك الوجع الغامض،
الملقب حباً،
كي أظل أكتبك حتى النفس الأخير لمحبرتي.
وبين آن وآخر..
ضمّني إلى جناحيك وحلّق بي،
لنحتفي بأمسيات كنت أزورك فيها فيها شرنقة،
وأغادرك فجراً، فراشة!