@@ لاشيء يضاعف الشعور بالفقد..
@@ مثل حلول المناسبات الروحية.. أو الاجتماعية.. أو الخاصة..
@@ ولاشيء يعمق الإحساس بالحرمان من رؤية عزيز عندك.. أكثر من ان تفتقده في الأوقات التي تعودت أن تراه فيها..
@@ ان تطبع قبلة حانية على جبهته..
@@ ان تحتضنه..
@@ ان تقبل يديه..
@@ ان تطأطئ رأسك أمامه..
@@ وأنت تقول له: كل عام وأنت بخير..
@@ وكل عام وأنت تملأ حياتنا بالسعادة.. والمحبة.. والوئام..
@@ وكل عام.. وأنت تجمع شتاتنا.. وتوحد قلوبنا.. وتؤلف بين مشاعرنا..
@@ وكل عام.. وأنت تسأل عنا.. وتستفسر عن أحوال كل منا..
@@ وكل عام ونحن نشعر بالأمان.. وبالراحة والاطمئنان في ظل وجودك معنا..
@@ لكن الإنسان الفاقد لكل هذا..
@@ الفاقد للحب..
@@ والفاقد للُّحمة.. والتواصل مع أهله.. وإخوانه.. وأحبابه..
@@ الفاقد للحنان الأبوي الخالص..
@@ الفاقد للخوف عليك.. والحرص على أبنائك.. والاهتمام بكل شأن من شؤونك..
@@ هذا الفاقد.. لاتتخيلون قدر شعوره بالخوف وبالألم.. وبالخسران (!!)
@@ لأن من تعود أن يروه وهو يقول لهم (كل عام وأنتم بخير) قد ابتعد عنهم .. قد تركهم.. قد اختفى من أمامهم وإلى الابد.. قد مات وغاب..
@@ فهل هناك ما هو أقسى من أن يفرح الناس بقدوم رمضان.. فيما هو يتسربل بأردية (الحزن) ويغرق في (بحر) من الدموع.. والآهات.. ؟
@@ وهل هناك ماهو أصعب من ان تتذكر كل كلمة.. كل حركة.. كل سكنة.. كل عادة.. لمن افتقدت وأنت تعيش أياما روحانية جميلة.. بإحساس الإنسان الغريب الفاقد؟!
@@ لقد علمتنا الحياة كيف نحب.. وكيف نتألم.. وكيف ننسى؟!
@@ لكنها لم تستطع أن تقتلع من داخل نفوسنا الإحساس بغياب من نحبهم.. من نحتفظ لهم بين جوانحنا بالولاء.. وبالوفاء.. وبالحب.. وبالابوة التي لابديل لحنانها عن أي شعور آخر في الدنيا..
@@ عفواً.. فأنا لا أريد أن أنكأ جروح أمثالي.. ممن فقدوا أبا.. أو أما.. أو أبويهما في آن معاً..
@@ لا أريد ان أتسبب في إشعال الحزن.. في قلوبهم.. في وقت يفرح فيه الناس بأجمل أيامهم ولياليهم في حضرة هذا الشهر الكريم..
@@ لكنني أردت أن أعبر لكم عن بعض مشاعري.. ومشاعر أمثالي..
@@ فالإنسان الغالي.. لايمكن أن يغادر مشاعرنا.. ولا أن يُطمس من ذاكرتنا.. وإن آمنا بقضاء الله وقدره.. وإن التمسنا في عفوه.. ومغفرته.. وعونه.. القوة كل القوة في ان نطوي آلامنا بين جوانحنا.. لنعيش بقية أعمارنا نتجرع مرارات الصبر والحرمان.. والله مع الصابرين.. والمستغفرين.. إنه على كل شيء قدير..
ضمير مستتر :
.. لا أحد يعوض أحداً.. ولا شيء يعيد الفرحة إلى النفوس المحرومة