رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهمَّ ارْزُقْنِي الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ
( كـــتـــابُ الـــْـعِـلــْم )
باب: (مَنْ خَصَّ بالـــْعِلـــْمِ قَـــوْمَــاً دُونَ قَــوْمٍ كَــــرَاهِــيَـــةَ أنْ لا يَـــفْـــهَـــمُـــوا)
وَقَالَ عَلِيٌّ:
"حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟".
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ عَلِيٍّ بِذَلِكَ.
* رواهـ الـبـخـاري.
(فتح الباري بشرح صحيح البخاري)
قَوْله: (حَدِّثُوا النَّاس بِمَا يَعْرِفُونَ):
الْمُرَاد بِقَوْلِهِ: "بِمَا يَعْرِفُونَ": أَيْ: يَفْهَمُونَ.
وَزَادَ آدَم بْن أَبِي إِيَاس فِي كِتَاب الْعِلْم لَهُ عَنْ عَبْد اللَّه بْن دَاوُدَ عَنْ مَعْرُوف فِي آخِره:
"وَدَعُوا مَا يُنْكِرُونَ": أَيْ: يَشْتَبِه عَلَيْهِمْ فَهْمه.
وَفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الْمُتَشَابِه لا يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَر عِنْد الْعَامَّة.
وَمِثْله قَوْل اِبْن مَسْعُود: "مَا أَنْتَ مُحَدِّثًا قَوْمًا حَدِيثًا لا تَبْلُغهُ عُقُولهمْ إِلا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَة". رَوَاهُ مُسْلِم.
وَضَابِط ذَلِكَ أَنْ يَكُون ظَاهِر الْحَدِيث يُقَوِّي الْبِدْعَة وَظَاهِره فِي الأَصْل غَيْر مُرَاد، فَالإِمْسَاك عَنْهُ عِنْد مَنْ يُخْشَى عَلَيْهِ الأَخْذ بِظَاهِرِهِ مَطْلُوب.
وَاَللَّه أَعْلَم.
وأسأل الله لي ولكم التوفيق
وشاكر لكم حُسْن متابعتكم
وإلى اللقاء في الحديث القادم