[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا, قصة قصيرة ليس لها نهاية .
جاء رجل (وربما إمرأة) عند قوم يسألهم بخير يريده, فرأي منكرا انساه ما كان له به حاجة.
احتار الرجل بسؤاله, فمن جهة, يريد ذلك الخير, ومن جهة اخري أغراه ابليس بما رأى.
فبدأ الرجل يسأل عن احوالهم, يجس نبض القوم (ماذا يحبون وما الذي يكرهون).
بدأ بما يخشي سؤاله (هل لديكم خمرا), جاءه الجواب صاعقا:
قبحك الله, ماشاننا وشأنك بخمر طلبته منا؟, اعتدل الرجل بجلسته واردف يقول:
معاذ الله ان تكون لي ولكم به حاجه, بل هو استفسار لما رأيته (واغضبني) بقوما من قبلكم.
ردوا عليه: من هم القوم؟
اجاب الرجل: هم قوم تكرهونهم (واكرههم).
تدارك الرجل بسرعة قبل ان يسأل سؤال آخر وقال:
الصلاة عماد الدين وخسر من ضيعها.
تجهم القوم من هذا القول واغلظوا برد قاسى عليه:
قاتلك الله,وهل ترانا كفارا لا نصلي؟
رد عليهم قبل ان يحشر بمحشر:
لا والله بل ان الذكري تنفع المؤمنين.
اجابوه بصوت واحد:
وما للذكري للقلب الميت من سبيل.
_________
هذا هو حال بعض البشر, قلبه ميت, ينتظر موجة يركبها.
تري منه الخير, وتشعر بالشر في خيره.
تجده تارة في اقصي اليمين, وتارة تجد منه آراء هي في اقصي اليسار...
هل تعلمون من هم؟
هم منا وفينا.. ويكفى..
حاله كحال من صلى الجمعة وفرط بالصلاوات الخمس.
لو انه تركها جميعا لسلم من النفاق, ولكن ابت نفسه الا ان يكون من
المنافقين الكافرين. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
"العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة, فمن تركها فقد كفر".
فلايستوى الامران, ولا يختلط حابل بنابل-وان هي اختلطت-,
فصيد الحبال يختلف عن صيد النبال.
::خلاصتهم::
طال بهم المسير ضلالا فأعياهم. استصعبوا العودة, ففضلوا استمرارا بطغيانهم.
فهم في طغيانهم يعمهون.
فأحذر من الاختلاط بمن هم بهذا الخبث, لن تهديهم بل سيضلوك (ان تأتيه ينبح وان تتركه ينبح).
هذا النوع الاول, اما النوع الثاني فينطبق عليه مثل (مع الخيل ياشقرا).
ليس له توجه واضح, انسيابي في تحركاته, يضع السم في العسل وليس له علما بما هو سام.
حالة كحال الرويبضة, تجده يفتي بالخير ويدعو للشر, ولا يعلم ايهما شرا وايهما خير,
ضل عن السبيل ولم يعلم بضلاله, يرجي منهم هداية, وتخشي منهم ضلال.
::خلاصتهم::
جاهلون ولا يعلمون بجهلهم, ماضون بطريق لا يعرفون نهايته.
فهم صم بكم عمي لا يعقلون.
نسأل الله لنا وللجميع الهداية.
والله اعلم
[/align]