السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعضاء منتدى حلول البطالة الكرام أسعد الله صباحكم ومسائكم واحساسكم بكل خير وسعاده
كتاب صيد الخاطر..
أتوقع ان الغالبية تعرف هذا الكتاب..وهو عبارة عن مجموعة من الخواطر للشيخ ابن الجوزي
كان الشيخ رحمه الله إذا خطر له خاطر دونه حتى ألف فيه هذا الكتاب وهي مجموعة خواطر
مختصرة تتميز بعذوبة ألفاظها وسلاسة معانيها ووصولها الى القلب فتغمره بمحبة الله والشوق إليه..
نقلت لكم هنا من هذا الكتاب خاطرة اثرت فيه كثيرا..
..وهي بعنوان..
**ومالعيش إلا في الجنه**
يقول الشيخ رحمه الله..تفكرت في نفسي,فرأيتني مفلسا من كل شيء!
ان اعتمدت على الزوجة لم تكن كما اريد,ان حسنت صورتها لم تكمل اخلاقها,وان تمت اخلاقها
كانت مريدة لغرضها لا لي,ولعلها تنتظر رحيلي!
وان اعتمدت على الولد والخادم فكذلك,ان لم يكن لهما مني فائده لم يريداني,
وأما الصديق فليس ثم, وأخ كعنقاء مغرب, ومعارف يفتقدون أهل الخير ويعتقدون فيهم قد عدموا,
وبقيت وحدي..وعدت الى نفسي-وهي لاتصفو الي أيضا ولا تقيم على حالة سليمه-
فلم يبقى إلا الخالق سبحانه..
فرأيت إني إن اعتمدت على إنعامه فما آمن ذلك البلاء,وإن رجوت عفوه فما آمن عقوبته,
فواأسفاه!... لاطمأنينة ولاقرار.
واقلقي من قلقي, واحرقي من حرقي!
بالله ماالعيش إلا في الجنه, حيث يقع اليقين بالرضا والمعاشرة لمن لايخون ولايؤذي,
فأما الدنيا فما هي دار ذاك.
وهنا يصف الشيخ وصف راائعا لجمال العابدين وشوقهم للقاء الله..فيقول:
كان خلق من الناس غلبت عليهم محبته فلم يقدرو على مخالطة الخلق..
ومنهم من لم يقدر على السكوت عن الذكر..ومنهم من لم ينم إلا غلبه..
وفيهم من هام في البراري ومنهم من احترق في بدنه..
فيا حسن مخمورهم ما ألذ سكره..وياعيش قلقهم ما أحسن وجده!
كان أبو عبيده الخواص قد غلبه الوجد فكان يمشي في الأسواق ويقول:
واشوقاه الى من يراني ولا أراه..
وكان فتح بن سرخف يقول: قد طال شوقي إليك,فعجل قدومي عليك.
هل رأيت عراة قط أحسن من المحرمين؟
هل رايت للمتزينين برياش الدنيا سمتا كأثواب الصالحين؟
هل رأيت خمارا أحسن من نعاس المتهجدين؟
هل رايت سكرا أحسن من صعق الواجدين؟
هل شاهدت ماء صافيا أصفى من دموع المتاسفين؟
هل حرك نسيم الاسحار أوراق الاشجار فبلغ مبلغ تحريكه أذيال المتهجدين؟
هل حرك القلوب صوت ترجيع لحن أو رنة وتر كما حرك حنين المشتاقين؟
انتهى كلام الشيخ..
ياااالله إنها المحبة الخالده..محبة الله..
وياااأسفاه أين نحن منهم..
أتمنى كما أثرت فيني واعجبتني..ان تبقي لديكم الاثر الطيب
ونسأل الله ان نكون ممن يحبهم ويحبونهم ويشتاقون للقائه
أختكم
غدا يوم آخر