بداايــــــــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد..
الصبر ولا شيء غير الصبر:
كتبت ما كتبته لكم صباح يوم الاثنين الموافق للخامس من رجب لعام ثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة على صاحبها أفضل صلاة وتسليم، كتبته وأنا بالله صابر محتسب أرى مصائب غيري فتهون علي مصيبتي في المجال العملي والكسب المعيشي .. ولقد خلقنا الإنسان في كبد!!
أيها السادة.. لم أستعطف أنظاركم حتى أقول اسرد مصيبتي وشقاي وأثبت شقاي أشد وطئته من شقاء غير لا بالعكس فمن المصائب ما تعزيك وتريك أنك في جنة المأوى.
لا أطيل عليكم فإطالة الكلام يسمج الكلام!! ويقلب حاليه مرا، ولكن لا أدري كيف أبدأ وإلى أين أنتهي وفي أي محلٍ أضع مقالتي..
أنت سعودي للأسف:
قرابة الــ 40% أو يزيدون يعملون في قطاعات خاصة ملاكها تجار يديرون تجارتهم حسب أنشطتهم، وقد قيظ الله ولاة الأمر لوضع خطط سديدة لحفظ حق المواطن السعودي، غير أن الخطط لا بد لها من مطبق وقائم بالحق يقوم بها، ولم ترى عيني يومًا مقالة تنظر وتحقق في مثل هذه القضايا تشرح معاناتها، ووضعها تحت المجهر.
معاناة الشاب السعودي مع القطاعات الخاصة:
يعي الجميع أن القطاعات الخاصة تحاول استغلال أكبر طالبي الوظيفة خبرة بأقل الرواتب وأدناها وأنا أتكلم عن العاملين في الشؤون الإدارية بالخصوص.. لايهمها أكان متزوجا؟ أم عائل يعول والديه وإخوانه؟ فهمهم قائم على أداءه وقوة إمكانيته في إنجاز الأعمال المكلف به، وقلة تكاليف هذا على السعودي فقط!!
تجاربـــــــــي:
فأنا أعمل إداريا في قطاع خاص على سبيل المثال لا الحصر والذين مثلي هم كثر صحيح أنهم بين أهليهم وذويهم غير أنهم يعيشون حالة دون مستوى الفقر مقارنة بمتطلبات الحياة اليومية، وكذلك يتأزمون نفسيًا مع التقلبات التي تحيق بمكانتهم الوظيفية، عدا الأمن الوظيفي الذي سرعان ما يحدق به ويؤرق منامة، بالنسبة لي تجاوزت خدمتي لهذه القطاع قرابة الـ 5 سنوات.
وعلمي ابتدأ كمراسل مع أن لدي مؤهلات في الحاسب من إدخال للبيانات واستلامها ولدي خبره زادت عن السنتين في المجال القانوني، لكني سعودي وأمتلك سيارة فلماذا لا أكون مراسل على حسابي الخاص؟! تماسكت وقلبت بالمهمة وأصبحت مراسلا لم أترك شبرا فالرياض بل وخارج الرياض إلا وولجته، ويقتضي عملي كذلك التحصيل، والمعاملات البنكية من إيداعات وطلب لكشوفات الحساب، وأعمال التعقيب من تقديم للمعاملات الحكومية والعمل عليها.. هذا كان في بادئ الأمر.. وللأمانة لم أعترض سوى على ضغط الأعمال وعدم وضوح الخطط.. طبعًا قس على ذلك على حر الرياض وزحامة والمخاطر التي تحيط بسيارتي من حوادث مرورية وما يلحقها أتكبد عناها وشقاها لوحدي.
وبعد أن أوفي عملي حقه فأنا ملزوم بالحضور للمكتب إلى انتهاء ساعة العمل الأخيرة !! فيها أقوم بتلبية ما يأمرني به المدير المباشر من ترتيب وتنظيم للأرشيف، وإعداد للخطابات، وكافة أعمال السكرتاريا وأحيانا قبل نهاية الدوام أكلف بمهام أخرى.. وأنا قانع بأن هذا عملي وواجب علي القيام به على أكمل وجه.
غير أن المشكلة أحيانا تدفع من جيبك لإنجاز مهمة ما، وعليك عمل إجراءات معينة حتى تستلم مصروفات العمل وهي لا تتعدى الريالات وأحيانا تنهي إجراءات معينة واستحقاقها يفوق المئات وتعمل الإجراءات ثم تنتظر عطف المدير حتى يصرفها لك من العهدة.
هذا شيء من حالي في الثلاث سنوات الأولى مع العمل!!
في السنتين الماضيتين عينت بالهامش مسؤولا إداريا في المكتب بلا مهام واضحة بل عشوائية وهناك غباء إداري في تقسيم العمل لدى مديرنا المباشر "أجنبي.. طبعًا" حيث أنني مكلف بجميع أعمال التعقيب خارج المكتب ومكلف أيضا بمتابعة شؤون السكرتاريا حال وجودي في المكتب، وكثير من الأعمال الخارجية تعيق العمل السكرتاريا في المكتب لتجاهل بعض زملائي لواجباتهم المناطة بهم.
فأحيانا كثيرة أعود للمكتب وأجد التوبيخ من المسؤول الأعلى "كالرئيس التنفيذي أو المدير الفني" فلا أمتلك إلا إجابة واحدة وهو أني في مهمة خارج المكتب بتوصية منكم لإنهاء معاملات خارج المكتب، غير أني أجد أعمالا من المفترض أن يقوم بها زملائي!! غير أن الأعمال تتكدس حتى وإن كنت في إجازاتي التي لم أحظى بها كاملة ولم يأتي ذلك سوى من التمييز العنصري لدى المدير المباشر فهم أجانب وأنا سعودي.
هناك من الهموم الشبه يومية الأنظمة التي تصدر يومية من جهات ذات علاقة بالقطاعات الحكومية كوزارة العمل ومكتب العمل ووزارة الخدمة المدنية ووزارة التجارة ووزارة الخارجية ووزارة الخارجية في كثير من الأحيان أكلف بإنجاز معاملة ما وفي بعض الأحيان لا يتأتى الأمر على نحو ما أريد إما لعدم وضوح الأنظمة، وإما لغياب الموظف، وإما لتسويف الموظف.. الحكومي.. وبالمقابل يقع علي لوم كالجبال على أني مهمل، وغير ذكي ــ كما ذكر في تقييمي الشهري في فترة من الفترات ــ ، ولإنجاز معاملة في كثير من الأحيان أعمل المستحيل كأن أدخل أناس من معارفي لانجاز المعاملة كي أحظى بشيء من التقدير.
الكلام يطول.. ولا حرج أن قلت لكم أن لي إلى الآن قرابة الخمس سنوات ومديري المباشر يشيط بغضبه ويصرخ علي على أدنى إشكال.. ووالله ثم والله ثم والله لم يفعلها والدي معي ولم يسبق لي أن صرخ علي أو يهينني أحد؛ إلا ورددت عليه بالمثل وأسوأ.. أقسم بالله لم يمر شهرين أو ثلاثة ألا ويتم بيننا خصام يقوم فيها بالضغط علي وبعد أن تقع أي مشادة بيني وبينه، يكلفني بأعمال الأرشفه والمحافظة على الأرشيف ونظافة المكاتب.
من المتسبب
إن المتسبب الأول والأخير هي القطاعات الحكومية المعنية بحفظ حقوق الموظف السعودي، التي يجب عليها متابعة ما يمس المواطن السعودي. فإن كانت الجنسية السعودية ذا سعدٍ علينا فخير لها أن تحفظ لو القليل من ماء وجوهنا حين أن ترك أمرنا حله وربطه للشركة الخاصة..
وتلك القطاعات الحكومية هي سبب رئيس في ضعف الرواتب فأحاسيسنا قد تبلدت لا يهمنا ننهان وأنا ما عندي مانع تعودت على الاهانة في بلدي من شخص ليس من بلدي برضا من ابن بلدي فلم الرواتب لا تخصص وتصبح لنا رواتب ثابتة من الدولة تعيننا على مشاق الحياة ووعثائها..
أولسنا نساهم في دفع البطالة؟!
أولسنا نساهم في دفع عملية التنمية الاقتصادية؟!
أولسنا نساهم في بناء مستقبلنا وحاضر ابناء البلد؟!
أولسنا نخدم البلد؟!
ألسنا سعوديون؟!
لم لا يكون لدينا حظوة لدى حكومة خادم الحرمين الشريفين؟
ما دور صندق المؤية الذي يشاطر الشركة راتب الموظف؟
والذي لا أرى غباء قام به مسؤولون لا يعون من مبادئ التنمية الاقتصادية شيئا، أم هي حسنة لتوظيف الشاب لو أنكم عطيتوه الدراهم وخلوه قاعد فالبيت أبرك.. والسعودة إيش حصيلتها هل هي خطوة ماكره كي تقوم الشركات بالتعاقد من جهات حكومية تكسب منها ملايين على حساب ثلاثة سعوديين أو خمسة.. يعملون كالعبيد أو مصرفينهم ونايمين في بيوتهم.
مكتب العمل ما دوره في تحقيق العدل للموظف أين اللجان اللي تتابع الشركات وسلامة أوراقها التي قد تكون وهمية ؟!
له من ضمان لحقوق موظفي القطاع الخاص؟!
الكلام يطول وأنا سمئت الكتابة حيث لا حياة؟!