[align=center] بيع شاي وذرة أفضل من البطالة
سعيد رافع ـ تنومة
لأن الحاجة أم الاختراع، لم يكن أمام بندر بن عبد الرحمن الشهري (23 سنة) طريقة لكسب المال في سبيل إكمال دراسته الجامعية بنظام الانتساب سوى بيع الشاي والذرة للمسافرين على الطريق المجاور لقريته الظهارة في تنومة.
وإذا كنت متوجها إلى مدينة أبها فلا بد أن تلاحظ قفصا مغطى سقفه وبعض من جوانبه بسعف النخيل، وما تبقى بأقمشة خيمة بالية، ولوحة مكتوب عليها «أهلا وسهلا»، وشاب يقف أمام هذا القفص يصنع الشاي وبعضا من الذرة على الجمر. يقول بندر: «اللوحة الدعائية أهداني إياها صاحب محل للدعاية والإعلان من باب المساعدة، وهناك الكثير ممن يحضرون للحصول على الشاي لدي، وذلك بهدف دعمي».
قصة بندر الشهري الطالب المنتسب في قسم إدارة أعمال في جامعة الملك خالد بدأت قبل ثلاث سنوات، حين لم يجد بشهادة الثانوية العامة جامعة تقبل به ضمن أقسامها، مما دفعه للانتظار حتى ظهر نظام الانتساب المدفوع المطبق في جامعات المملكة.
وعن كيفية قدرة الشهري على التوفيق بين الدراسة والعمل في آن واحد، يوضح قائلا: «بحكم أني أدرس بنظام الانتساب فهناك لدي الكثير من الوقت للدراسة، ولدي قناعة أن العمل لن يؤثر سلبا على دراستي، خاصة أن نظام الانتساب لا يعتمد إلا حضوري للاختبار فقط».
يعيش بندر الشهري خلال هذه الفترة أمام مفترق طريقين لا ثالث لهما، فإما أن ينهي دراسته وتتحول مهنته الحالية إلى ذكرى عابرة بعد أن ينهي دراسته ويجد وظيفة جديدة، أو أن يبقى بيع الشاي والذرة على قارعة الطريق مهنة لا تفارقه طيلة حياته.
[/align]