شوارعنا ومعاناتهـــا مع الحفريـات
أنا على يقين بأنه لو أ ُذن للجماد بأن ينطق...
لصرخت الشوارع ( ارحمـــوا من في الأرض..!!)
ألفنا منظـر الحفريات..والمطبات..واللوحات التحذيريـــــة
أصبحت أنغام حفارات وكسارات الطريق تتدفق لمسامعنا صباح مساء..
وما أجمله من صباح عندما تتناول إفطارك وأنت تستمع
لمقطوعـة شعرية بعزف..(آلات الحفــر)
ثم تخرج بسيارتك "الغلبانة" إلى الدوام ..
لتبـدأ رحلة البحث عن طريق
وبعد صولات وجولات..واستخارة واستشارة..والبس نظارتك يا ولــــد
تهتدي لأحد هذه الطرق مجبوراً..
لتنعم برحلة ممتعـة مع "الطلعات والنزلات"..
و شعور تغمرهـ الفرحـة بانتقال جبال الهملايا لشارعنا المصـون..!!
فتصل إلى مقر عملك بكل أريحيـــة..
وقبل انتهاء الدوام بنصف ساعـــة..
تأخذ نفس عميق..وكمية من الهواء البارد..قبل أن تنزل لمواقف السيارت
استعداداً للوقوف أمام سيارتك الفارهـة..في توسل مهين ومحاولة بائســــة
لإعادة النبض للقلب المكلـــوم..
وبعـد هـذا الكفاح وتنقـل شبه يومي بين غرف العمليات في"البناشر"
( أسمـــع جعجعــــة ولا أرى طحينــــاً )
طفحت شوارعنا بمياهـ "المجـاري"..داهمتنا الأمطار..وأغرقتنا السيـــول
الأنوار معطلة والأرصفـة متهالكــــــة..
مازالت سرعة الاتصال تعاني ضمور في الخلايا العقليـــــة ..
لم نشهد أي استبدال للإشارات الضوئيـة بالأنفـــاق..!!
أصبحت قلوبنا كشوارعنا..بسبب مايزهق من أرواح نتيجـة عمليات "احفـر وادفن"
ومازلنا نتساءل
إلى متى سنستمر في معمعـة "الشـق والترقيــــع"..!!
هل سينتهي هـذا التخبـــط يوماً..أم أنها مسألة تبادل مصالح و"امسكـ لي واقطـع لكـ..!!"
هـ ـ ـ ـ مـ ـ ـ سـ ـ ـ ـة
كل ما أخشــــاهـ هو أن يكـمن الحـل في اقتراح ساخن
(خـــذوا لكم وانيتات .. واتركـوا الفشخــــرة لأهلهــــا..!!)
هــــذهـ معاناة أهـــل جـــدة..
وقبل كتابتي للموضوع قرأت الكثير عن معاناة الموظفين..وأسـر المفقودين
عـلاوة على ما أشاهـد من مأساة عند خروجي من المنزل لغـرض ما..