بدر الغامدي- الوئام
زنادقة الإعلام .. بين مايكل الكافر و ابن جبرين الإمام
في يوم الثلاثاء الماضي ، انسكبت الدموع من مشرق العالم إلى مغربه ،تودع الأمة الإسلامية عالمها و إمامها : عبد الله بن جبرين ، الذي عقد حلق الدروس يوم أن كان جل إن لم يكن كل من يقرأ هذه السطور الآن لم يخلق بعد !
عقدها قبل أكثر من 50 سنة ، و ما فتر عن تعليم و دعوة و نصح و إرشاد و إفتاء .
حتى انه قد نشر إعلان دروسه الصيفية لهذه السنة و هو في العناية المركزة ، و قد كتبت فيه ملاحظة : إن شفا الله الشيخ سيقوم بشرح الدرس !
، و عزاؤنا أنا فقدنا حبيبنا الأول محمد صلى الله عليه و سلم من قبل ، و عزاؤنا ،أن الأنبياء دفنوا ، و عزاؤنا ، أنا أمتنا قد ودعت أبا بكر وعمر و عثمان و علي و أبوحنيفة و مالك و الشافعي و ابن حنبل و ابن تيمية و ابن القيم و ابن حجر و ابن باز و ابن عثيمين ..و اليوم نودع ابن جبرين
الألسن تلهج بالدعاء ، و الأعين تذرف الدموع سحاء ،و لا نقول إلا ما يرضي ربنا ، فرحمك الله ، و غفر ذنبك و أعلى ذكرك و جمعنا بك في الفردوس الأعلى مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين .
ثم إني لم أكن أظن يوما أن أكتب كلمات كهذه في مجتمع مسلم !!
أإبن جبرين الإمام ، و مايكل الكافر العربيد يجمعهما عنوان واحد !
و لكن ما الحيلة و قد حصل !
يوم أن خرج علينا مذيع سفيه في قناة إم بي سي ليقول : من كان يحب مايكل فإن مايكل قد مات ، ومن كان يحب البوب فإن البوب باقي لم يمت !
و ها هي الأحداث تتوالي لتكون شاهدة على زندقة أرباب الإعلام ، بالإمس القريب فقدنا نبراسا و علما العلامة : بكر أبو زيد رحمه الله ، و كان إعلامنا في دهاليز الظلمات تائه ، حائر ، لم نسمع له همسا .
و بالأمس تفقد الأمة الكافرة أحد فجارها المغنين ، فتسمع دويا و حركة دؤوبا في دهاليز ( إعدامنا ) المضلل ، حتى أصبح ***** أسدا ، و الثرى ثريا ، و الذنب رأسا .
و مع هذه الأحداث ، يبقى التساؤل الدائم : إلى متى يبقى إعلامنا مخدَرا مخدِرا ؟ ضال مضل ؟
إعلام الكفار و أهل البدع يخدم قضاياهم عدوانا و بهتانا و طغيانا ، و لكن أين إعلامنا ؟ اجردوا إن شئتم قائمة القنوات العربية ، و ابحثوا لي عن قناة أبية ، لديها حمية ، تنصر المظلومين ، و هل هم إلا نحن ؟ و تفضح الظالمين ، و هل بعد ما يفعله الكفار اليوم ظلم ؟
بالأمس ، خرج علينا رويبضة الإعلام ينبحون : ليس لنا علاقة بكفره بل نحن ممن يستمتع بفنه ! يا معبود الجماهير ، يا أسطورة المغنين ، يا إعجاز الراقصين !
و محصلة كل أفعالهم : عقيدة الولاء و البراء ، تهشم و تكسر ، ثم تطحن و تبخر .
هل يحترم المنافقون و الزنادقة رؤوس أهل الإسلام و عظماءهم ؟ أم هم للكفار تبعٌ حذو القذة بالقذة ؟ هل تُضيء الصفحات بسيرة جبل العلم ابن جبرين ، بعد أن سودتها وجوه الكتاب المنافقين ؟
الواقع مرير ، و في الحلق غصة ، غصة الواقع ، و غصة الفراق ولكن ..
نحن شهداء الله في الأرض :
اللهم إن نشهد أن عبدك عبد الله بن جبرين لم نعلم عنه إلا صلاحا و تقوى ، جاهد و علم و دعا إلى سبيلك ، ربنا ارفع ذكره دنيا و آخرة ، و اجمعنا به في جنتك ، و رحم الله عبدا قال : آمين .