تركي الدخيل
هاجس القبول بالكليّة أعنف من هاجس التخرج من الثانوية!
لأن الخريج يحتاج في الغالب إلى واسطة قوية، هذه خريجة معدلها فوق 96% لم يتم قبولها في كلية الطب واضطرت إلى دخول قسم الرياضيات، يذكر لي صديق قصة دخوله إلى كليته، يقول: جئت إلى قسم القبول والتسجيل وطلبت الانضمام لكلية اللغة العربية، فقالوا لي "عفواً المقاعد ممتلئة لكن لدينا مقاعد فاضية في ذلك القسم" وكأنه يريد أن يحجز مقعد في طائرة إلى بلد يكتظ بالسياح! ثم اضطر إلى دخول قسم آخر.
لا يعرف هؤلاء أن دخول الكلية يحدد حياة الشخص ومصيره العلمي والعملي، وبعض المسؤولين في عمادات القبول والتسجيل يفرزون المقدّمين للكلية بأقلامهم وكأنهم يفرزون حجاج مؤسسة لتوزيعهم على الباصات، هناك استسهال لمسألة التخصص من قبل بعض المسؤولين الذين يجبرون المتقدّمين على دخول تخصصات لا تهمهم.
في اليابان هناك مؤسسات علمية بإمكانها تحديد موهبة الابن الصغير، هل هو يعشق الأرقام أم التحليل أم الحفظ أم الأعمال اليدوية، وتقوم عائلته باكتشاف هوايته ويرسم من بعدها مساراته المعرفية وفق ما يبدو له من موهبة، فيما تجد الإنسان عندنا في سن العشرين ولم يعرف بعد ما هي هوايته العلمية، ما هو الفن الذي يستمتع به ويتلذذ بمتابعة جديد ذلك الفن. الحقيقة أننا نموت ولم نعرف ما هي ميولنا!
ولو طرحت على القراء السؤال التالي: على أي أساس اخترت التخصص الذي نلت عليه شهادتك لجاءت الإجابة في الأعم الأغلب لأسباب تتعلق بالمجتمع أو بالمقاعد الشاغرة في الأقسام الأخرى، يبدو أن المشكلة الأساسية أننا لا نعلم كيف امتلأت تلك المقاعد مع أن الطلاب قاموا بالتقديم على الكليات في وقت واحد؟ ولا ندري هل هي شاغرة أم محفوظة لبعض من لديهم واسطات؟
قال أبو عبدالله غفر الله له: مع افتتاح الكليات المتتابع والمتواصل، وانتشار التعليم الجامعي في كافة أنحاء المملكة، نتمنى أن تنتهي مأساة الطلاب والطالبات وهم يبحثون عن مقاعد في التخصصات التي يرغبونها، وألا تقفل بعض الكليات في وجه البعض وأن لا يقتصر القبول فيها على من لديهم اتصالات أو وساطات!
جريدة الوطن