الليلة ومثل كل ليلة ... في حياتي ...كنت انظر بملل وجفوني نائمة على عيوني ليس نوم ولكن لكئابه مفرطة.. إلى مجلد الأناشيد لأختار أنشودة أظن جزافا انها سوف تكسر حاجز الملل والفراغ عندما اسمعها للمره الألف ...
بينما انا كذلك..سمعت ارتطامه في الأرض فاجأتني حتى التفت بسرعة إلى مصدرها وأنا جاحظة العينين و ابسمل فزعا ..."بسم الله .... ايش هذا ..."
واذا به ملف [وثيقتي] الفاخر ذي اللون الأحمر ومجلد اخر يحوي كل الدورات والخبرات أصول وصور كان الأخير من أظنه اصدر تلك الجلبة لأنه ضخم بعض الشيء ...
قمت إليها مسرعه ووقفت إلى رأسها ...
تناثرت أوراقي ... آه ...ما أقسى ذلك المنظر ....
لم تكن مجرد [أوراق] ... كانت أحلام وطموحات...وسهر ليالي وقطع مسافات ....ودموع فرح وابتهالات .....ثنا ترث على بلاط الغرفة البارد كبروده حياتي سائر الأيام ...
آي ....كم هو [مؤلم] ...
لماذا يا وثيقتي ...كيف خرجتي من تابوتك ...
قد قضيتي فيه شهور وترحمت عليك و أخذت فيك العزاء وأظن ان الميت لا يعود حتى لو قضى فيه سنوات !!
اعلم انك تستحقي [الحياة] .. فأنتي كفؤ لها ... ولكن ...كذا هي الحياة يعيش من لا يستحق العيش ... ويموت من يسحق الحياة ... ولا عدل إلا الله ,,
لماذا يا [وثيقتي] ... هل تريدين ان توقضي مضاجعي وتقلبي علي هامات الفشل ...
ارجوكِ ... أنا من اطلب ذلك اليوم ....لا تحيي [امل] ... قد خبى ... فأشقى به ...كسابق أواني ...
ألا يكفيك [الألم] الذي أصبح جزء من حياتي ... ألا يكفيك عزة النفس المفرطة التي كثيراً ما كسرتني وبعثرتني ...عندما تدس أمي المال في جيبي ...
كفى تعذيبا و تأنيبا ... صدقيني لست من كان سبباً في وئدك ...
حاولت ان أنقذك كثيرا ... وذاك الصاحب الذي سقط بجانبك اكبر دليلا على ما فعلت لأجلك ....
و هاهو يتبرم ضجراً من رائحة الظلم ...
اعلم إنني اقبع على [أرض] هي اشد ما تحوج إليك ...من ان تبقي ميت متحلل بتابوت بالي ..
ولكن [الأرض] ذاتها و ضيوفها قد يسلبوك حتى تابوتك ...!!... فأن لم تعيشي بكرامة فيكفيك موت بها ...
[وثيقتي] ...
كنت يوم وقعت عيني عليك ...بطموحات عظيمة ... وآمال شامخة ...
واليوم هزل الجسد و الأمل ...
لا اعلم من منا كان سببا في بؤس الآخر ... ولكن ما اعلم اننا تعساء ... بلا [هدف] ...
اكثرت عتابك الليلة ....انا آسـفــــــــه ..
لا تحزني يا حبيبة ....
سيسال الله من وئدك يوما ... فلا تحزني....( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)
هيا تعالي أعيدك إلى رفك ...
حيث الكرامة والصدق والأمانة ولو في داخل تابوت مظلم ..
هو خير من سجل [موظف] تتعالى عليه ابتهالات المظلومين... ودموع المجتهدين ...وتمحق بركته بسحت وسحت ... فالنار أولى به ...
ولا حول ولا قوة الا بالله ,,
بدأت الملم شتاتها وذاك المعزز ...
عجبي ...قد علاهما الغبار ... ... هل للأموات [هرم] !!
أعدتهما وعدت إلى حيث اركن ... لم اعد أرى شاشه الجهاز ...عيوني تنتفض غرقا ...
علمت انه الليلة لن تكون ليلة [ممله] ....
بل هي ليلة وسادة ودموع ترويها ...
فهيا يا وسادتي ...ولتكن ليلة عامرة يا [دموعي] ...
××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
اخيراً تحية للشاعر الدكتور الروائي السفير الناقد الشيف معالي [الوزير] ...
وتحية اصدق واكرم ...لكل عاطل وعاطلة ...
توقيــــــــــــــ×× العاطلة : طلائع الفجر ×× ــــــــع,,