شئ للوطن
وزارة العمل هل بدأت تخسر المعركة مبكراً !



عبدالرحمن آل الشيخ
أخشي أن معالي وزير العمل الدكتورغازي بن عبدالرحمن القصيبي قد بدأ يتراجع قليلاً وتدريجياً عن اتباع خطوات القوة الإدارية التي بدأ بها معاليه عمله عند استلام زمام الأمور في هذه الوزارة... أو بمعنى أصح أن معاليه بدأ يسلك طرقاً إدارية ويقدم تصريحات إعلامية أقل حدة من تلك التي كنا نسمعها عند بدايته في هذه المهمة؟؟.
ذلك التراجع أو ذلك الهدوء الذي أخذ يبرز في سياسة وزارة العمل خلال الأسابيع الأخيرة قد تمثل في أكثر من موقف.. كان آخرها وأهمها ما حملته لنا بعض وسائل الإعلام في بداية هذا الأسبوع من خلال تصريح لمعالي الوزير القصيبي.. فقد تضمن هذا التصريح من معاليه تذكير المجتمع بالفتاوى الصادرة من مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة وان هذه الفتاوى تضمنت تحريم استخدام وتشغيل العمالة الأجنبية وبيع الفيز بما يخالف التعليمات او أخذ أجور عن العمالة مقابل تمكينهم من العمل عند غيرهم وكذلك أخذ نسبة من العمال وتركهم يعملون لحسابهم.
السؤال هنا .. هو لماذا استنجد معالي الوزير القصيبي بالأساليب القديمة كهذه الفتوى .. او لماذا عاد إلى اللجوء إليها؟؟ هل تأكد لمعاليةهان وزارة العمل لاتملك المقدرة الإدارية التنفيذية على تطبيق تلك التعليمات.. وخاصة أننا نعلم أن مثل هذه الفتاوى قد صدرت منذ مدة طويلة وصدر مثلها فتاوى سابقة في هذا الشأن؟؟
- معالي الوزير .. تدرك أننا في مجتمع مسلم ولله الحمد يسمع مثل هذه الفتاوى ويتقبلها ويتأثر بها وهي مقبولة ومفترض التذكير بها بين وقت لآخر.. ولكن المعنيين بتلك الفتاوى قد أصابهم التبلد وقلة الإحساس الديني والوطني بارتكابهم مثل هذه المخالفات.. وان البيئة المستشري فيها هذا الداء بيئة لم يعد يجدي فيها نصح وإرشاد ووعظ .. وان من يمتهن هذا العمل قد تجرد من مبادئ كثيرة ولن تنفع معهم فتوى .. أو توسل .. أو إرشاد .. او نصح .. او وعظ فهم فئات قد تجاوزت هذه المرحلة بدرجات كبيرة منذ زمن.. وهم فئات تعمل بشكل منظم واتخذت من هذه الأساليب عملاً قد لا يتصور معاليكم حجم دخله المادي بالنسبة لهم ؟
- معالي الوزير .. هذه الفئات لايجدي معها إلا تطبيق الأنظمة والتعليمات بشكل فوري وصارم دون هوادة ودون محاباة .. وبدون وعظ وإرشاد.. فلديكم تعليمات.. ولديكم أنظمة .. ولديكم حالات ثابتة ولديكم سلطة إدارية وتنفيذية . فلماذا هذا التوسل بل لماذا هذا الضعف؟!
- معالي الوزير .. اذا كان كل وزير او كل مسؤول سيكتفي بترديد فتاوى الوعظ والإرشاد والتذكير بالحلال والحرام وما يجوز وما لا يجوز للناس كل في مجال عمله واختصاصه من اجل تسيير اداء عمل أجهزة الخدمات العامة إذاً فما فائدة سن الأنظمة والعقوبات والتعليمات وما إلى ذلك لدى أجهزة الدولة ؟؟
- معالي الوزير .. كنا نترقب خلاف هذا التصريح أن تسعدنا وزارة العمل بإصدار بيانات عدة تتضمن مثلاً ان وزارة العمل قد ضبطت مواطناً على كفالته ألف عامل قد سرحهم يعملون في البلاد بالنسبة؟؟ او ان وزارة العمل قد ضبطت خمسة آلاف عامل يعملون بطريقة غير نظامية؟؟ او ان وزارة العمل قد وفقت في ضبط عمليات بيع عدد ألفي فيزة !!؟؟ وان الوزارة ستشهر بهويات هؤلاء المخالفين في الصحف.. وما إلى ذلك ...
- معالي الوزير .. ان وسائل وأساليب علاج هذه الظاهرة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار لاتحتاج إلى مثل هذه الاستجداءات والترجي والتوسلات .. فأنتم لديكم من الخبرة الوزارية والعملية والإدارية ولله الحمد ما يجعلكم تدركون حقيقة المشكلة وخفاياها ؟؟ والطرق المباشرة لعلاجها ؟؟ وأنتم يامعالي الوزير تتربعون على هرم إداري عهد إليه ولي الأمر والمجتمع مسؤولية محاربة هذا الداء الذي استشرى في المجتمع ويصادر اقتصاد الوطن ويهدر فرص الشباب في العمل. فلماذا لا تمارسون صلاحياتكم هذه بكل قوة منحت لكم ؟؟ لماذا لجأتم او لماذا تراجعتم بعد هذه المدة إلى أساليب الوعظ والإرشاد ؟؟ هل هذا يمثل عودة بنا إلى نقطة البداية ؟؟
- معالي الوزير .. لايخفاكم بأنكم ووزارتكم أمام فئات لا تسمع .. ولا تتعظ ولا تعترف بمثل هذه الفتاوى لأن ذلك لا يخيفها إطلاقاً مادام أنها تمتهن هذا الأسلوب من المخالفات الدينية والعملية منذ مدة .. وهي قد تجاوز ت مفهوم الحرام .. والممنوع .. ولا يجوز .. وما إلى ذلك من اساليب المهادنة ؟؟
- معالي الوزير .. المسألة حلها بسيط وسهل للغاية وقريب منكم جداً .. فقط انزلوا إلى الشارع أو اذهبوا إلى أي محل من المحلات المنتشرة في الشوارع في المدن وفي القرى او إلى مصنع او إلى مؤسسة او شركة أو إلى أي بناية تحت الإنشاء أو إلى أي موقع ترونه وأسالوا أي عامل أو أي شخص غير سعودي في هذه المواقع من هو كفيله .. وأين كفيله .. ولمن يعمل وهل كفيله يعلم عنه وهل مايعمله هو وفق المهنة التي جاء بها .. حينها ستجعلكم تلك الخطوة أمام كم لا يحصى من الحالات التي تبحثون وتحذرون منها .. عندها يكون الإجراء الأمثل والمفترض والأسرع هو ان يرحل هؤلاء الأشخاص إلى خارج المملكة فورا .. ويعاقب كفلاؤهم فوراً وفق الشرع ووفق الأنظمة التي لديكم . . وهذا هو الحل البسيط والسهل والمضمون ... عندها سنرى أنكم في حاجة إلى مئات الطائرات لنقل هؤلاء المخالفين. وسترى ان خزينة وزارة العمل قد غنيت برسوم المخالفات؟؟؟ لكن أرى قبل ذلك أن تبادر أولاً وزارة العمل بإعطاء مدة زمنية محددة أمام كل مواطن وأمام كل غير سعودي ليحسن وضعه قبل تطبيق ذلك الأمر وأن توضع أعلى العقوبات بحق المواطن وبحق المخالف. ويكون ذلك بإعلان مكرر يعد بأسلوب قوي ومدروس ..
وخلاف مثل ذلك الإجراء سنقول لكم يا معالي الوزير (لاتكلفوا أنفسكم)؟؟ وعلى منسوبي الجهات المعنية بذلك في هذه الوزارة أن يريحوا أنفسهم وأعصابهم وان يستمروا في الحضور إلى أعمالهم في الساعة الثامنة صباحا والمغادرة الساعة الثانية والربع ظهرا مادام ان رواتبهم الشهرية ستكون مستمرة في حساباتهم آخر الشهر والاكتفاء باللجوء إلى تكرار التذكير بفتاوى الوعظ والنصح والإرشاد عبر وسائل الإعلام لعل وعسى ان يتكرم اولئك المعنيون بها ويسمعوها وتؤثر فيهم..!! وان يدعوا الأمور تسير بالبركة كحال بعض الموظفين في بعض القطاعات... ولكن شخصياً يبقى لديَّ أمل كبير إن شاء الله !!