نحو بطالة أفضل
يمر الجميع بفترة العطالة والبعض يسميها البطالة ومن عودتي للقاموس المحيط يقول الفيروز ابادي بَطَلَ بُطْلاً وبُطولاً وبُطْلاناً و- في حديثه بَطَالَةً: هزل و- الأجيرُ: تَعَطلَ. أما في العطالة فيقول الأعطال: الرجال لا سلاح لهم وقوسٌ عُطُلٌ: بلا وَتَر. والآن رجل عُطُلٌ: بلا وظيفة !!
ولكن بما أن الجميع يتحدث عن ارتفاع نسبة البطالة وخطورتها والحكومة تعد بالقضاء على البطالة على لسان الوزير الدكتور غازي القصيبي فسألتزم بمصطلح البطالة إتباعا مني للحكومة.
تختلف مدة البطالة من شخص لآخر اعتمادا على شخصيته ومؤهلاته العلمية وخبراته العملية, فمنذ استلام الشخص لوثيقة التخرج يبدأ بتجهيز عشرات الملفات التي تحتوي على سيرته الذاتية وشهاداته ويقوم بشراء بعض الملفات الخضراء العلاّقية تحسبا لمراجعة أي دائرة حكومية.
يبدأ الشخص بالبحث عن عمل فيتجه نحو الشركات إلي تناسب تخصصه وهذا يكون في البداية لأنه مع مرور الوقت يتسرب اليأس إلى نفسه فيبدأ بالتقديم على جميع الشركات سواء كانت في مجال تخصصه او في مجال آخر حتى يصل إلى مرحلة ( يرحم أمك شغلّني في أي وظيفة ).
يختلف تعامل الشركات مع المتقدمين فالبعض يرفضه لتوقف الشركة حاليا عن التوظيف أو لأن تخصص المتقدم لا يناسبهم والبعض يأخذ الملف لكي لا يجرح مشاعر المتقدم ويجاوبه بالجملة الأكثر شيوعا ( حط ملفك وإذا صار شيء دقينا عليك ) ولو قلت له انك ستكتب له رقمك هاتفك لأنك نسيت أن تذكره في السيرة
الذاتية. فسيرد عليك :
ما عليك ما يحتاج .. إذا احتجنا لك بنتصل عليك !!
فتعلم حينها أن ثمن الملف وتصوير الأوراق قد ذهب سدى .
لا أريد أن أتطرق إلى المواقف التي تواجه الباحثين عن العمل أثناء سعيهم وراء لقمة العيش واصطدامهم ببعض المعوقات كالواسطة وغيرها ولكن المهم هو كيفية استغلال وقت الفراغ فيما يعود بالفائدة لك ولمجتمعك.
بداية يجب أن تضع لنفسك فترة زمنية تبحث خلالها عن عمل يناسب تخصصك ويرضي طموحاتك ويلائم توقعاتك فان انتهت هذه الفترة ولم تسنح لك الفرصة بالالتحاق بإحدى هذه الوظائف فابدأ بالتفكير بأن ترضى بالوظائف وان كانت أقل من المتوقع من ناحية اكتساب الخبرة العملية والناحية المادية.
إذا لاحظت أثناء بحثك عن عمل أن الشركات تطلب مؤهلا أعلى من مؤهلاتك فابدأ التفكير بمواصلة دراستك والحصول على شهادة أعلى وهذا ليس بالأمر المستحيل إذا كنت تمتلك العزيمة والإرادة.
أثناء فترة البطالة ستلاحظ انك كنت مقصرا في حق والديك والمنزل بشكل عام أثناء انشغالك بالدراسة فحاول أن تستغل وقتك وتقوم بجميع طلبات المنزل بكل استطاعتك فإذا توظفت ستخجل أن ترد أي طلب للأهل وستعتاد على تقديم مسؤوليات المنزل والأهل على أي شيء حتى لو كان على حساب عملك.
انظر إلى هذه الفترة على إنها إجازة مفتوحة وأنت من يحدد نهايتها ولا تهتم لمن يقول أن ليس هناك وظائف فالوظائف موجودة ولكن البعض يريد العمل في مجال تخصصه وبالراتب الذي يحدده وقد يصعب في هذا الوقت أن يتحقق هذا الشرط.
بامكانك أن تغير مقولة (أن العاطل عن العمل عالة على المجتمع) فخدمة المجتمع ليست مقتصرة على الموظفين فمساعدة الجمعيات الخيرية بوقتك أفضل خدمة تقدمها للمجتمع فاجعل فترة الإجازة بين نهاية دراستك وبداية عملك إجازة مفيدة لك ولمجتمعك.
سلطان العبدالرحمن