الرياض: علي القحطاني
تفجرت داخل أروقة وزارة التربية والتعليم أزمة نتيجة النقص الحاد لمعلمي الدراسات الإسلامية والاجتماعية بالمدارس الأهلية في ظل عزوف عدد من خريجي الجامعات وكليات المعلمين عن العمل في المدارس الأهلية نتيجة لتدني الرواتب مقارنة بمستوى الحياة المعيشية المرتفعة.
وكشف مصدر مطلع في وزارة التربية والتعليم لـ"الوطن" عن أن النقص أثر على سير العملية التعليمية في ظل حصر التعيين لمعلمي المواد الإسلامية والاجتماعيات على السعوديين الذين فضلوا العمل خارج أسوار التعليم الأهلي طمعاً في الحصول على راتب أفضل مما تمنحه المدارس الأهلية.
وأشار المصدر إلى أن وزارة التربية والتعليم تنتظر تدخل وزارة العمل لتطبيق قرار أصدرته قبل أن يتم تأجيله للمساعدة في حل الأزمة التي تعاني منها المدارس الأهلية.
وسبق أن أقرت وزارتا العمل والتربية والتعليم إلزامية تعيين سعوديين في الوظائف (الإدارية, والسكرتارية، والمالية، والخدمات، والسائقين، والحراس) للمدارس الأهلية وطالبت وزارة العمل المدارس الأهلية بالتنسيق مع مكاتب العمل لدراسة طلبات التأشيرات التي تقدموا بطلبها.
وكانت وزارة العمل قد اشترطت سعودة 80% من وظائف المدارس الأهلية، إلا أنه حسب مصادر "الوطن" تم أرجاء تنفيذ القرار بعد أن تظلم من القرار ملاك المدارس الأهلية لعدم قدرتهم على تحقيق النسبة المطلوبة خلال الفترة التي تم تحديدها وذلك لقصر فترة تجريب المعلمين.
وأضافت المصادر أنه بعد توحيد مصادر التأشيرات اضطرت المدارس الأهلية إلى طلب التأشيرات من مكاتب العمل التي ألزمتهم بقرارات مجلس الوزراء والقوى العاملة أسوة بالقطاعات الأخرى.
وشددت المصادر على أن التعليمات التي وجهت لمكاتب العمل تقضي بالسماح باستقدام المعلمين غير المتوفرين كمعلمي (الإنجليزي, والفيزياء، وغيرها من المواد العلمية فقط).
يذكر أن وزير العمل كان قد أوقف النقاش مع وزارة التربية والتعليم حول تحديد حد أدنى للأجور في المدارس الأهلية, بعد أن تم تشكيل لجنة من الوزارتين سابقا.
ويشار إلى أن اقتراح بتحديد حد أدنى لأجور المعلمين والمعلمات في المدارس الأهلية يكون بحد أدنى 2500 ريال مع ارتفاعه في حال حصول المعلم على شهادات إضافية أو دورات، وأخذ في الحسبان إمكانية شغل هذه الوظيفة من قبل مقيمين.
وكان من المنتظر أن يتم تطبيق هذا الحد لأجور المعلمين مطلع العام الدراسي القادم في حال انتهاء اللجان التي شكلت لهذا الغرض إلا أنه لم يطبق حتى الآن.