لأول مرة عندما تسمع بمصطلح " الكليات التقنية " سيتبادر الى ذهنك بأن هذه الكليات تواكب التقنية والتطور والانفتاح , بالمقابل عندما تمعن النظر طويلاً في آلية عمل هذه الكليات ينتابك شعور آخر تجاه ما ألم بك من فكرة ايجابية تجاه هذه الكليات , لم توفق هذه الكليات في مجراه شعارها الذي يتربع على عرشها بالتقنية والتطور , هناك زاوية أخرى ستغير الصورة تماماً , فالخطط الموضوعة لهذه الكليات لم تنجح بعد , والتي كانت تنص على إعداد جيل على قدر كبير من العلم التقني والمهني الذي يؤهل المتدرب للتحليق دوماً نحو عالم التقنية و المستقبل , بل إن مؤشرات الفشل باتت واضحة للعيان , فالمتدرب في هذه الكليات يمضي قرابة السنتان و النصف , طمعاُ في الوصول الى مبتغاه الوظيفي والمهني جراء عدم توفر وظائف حقيقية لخريجي هذه الكليات , من المؤسف جداً عندما تضيع أوقاتنا في التدريب من دون أن نحصل على وظيفة ما , مع توفر الخبرة الكافية لخريجي هذه الكليات , فالمتدرب بهذه الحالة سوف يجني الكدح والجهد الذي لايثمر , كسحابة لاتجدي نفعاً , ايضاً لم يمهد لنا الطريق في إكمال برنامج البكالوريوس , ومسيرتنا التعليمية, إضافة أن المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني لم تسعى جاهده في توظيف متدربيها كباقي القطاعات الحكومية مثلاً , فمسيرة تلك الكليات كالنفق الذي تمكث به طويلاً وتخرج منه من دون أن تشعر بأنك قد أنهيت مسيرتك التعليمية , إذاً الطريق مغلق بين سندان التوظيف, وأحلام المستقبل الضائعه في إمكانية إكمال الدراسة مستقبلاً.. جانب آخر الخريج لايستطيع أن يكمل مسيرته التعليمية سوى نظام البكالوريوس التابع للكلية التقنية بالرياض , ومع ازدياد عدد المتقدمين فإنه يكتفى بــ 60 متقدم مرة كل عام من بين 28 كلية تقنية في المملكة , لاشك أن التأهيل والتدريب والخبرة متوفر لدى خريجي هذه الكليات, ولكن لافرص وظيفية متاحة ... ولا حلم يتحقق بإكمال الدراسة مستقبلاً, فنحن أصبحنا تائهون هل سنكتفي بالدبلوم المتوسط , أم نطرق أبواب مكاتب التوظيف والتي لازلت مشرعة من حديد , أو نحلم في إكمال مسيرتنا التعليمية من دون أن تفتح لنا أبواب المستقبل لإكمال الدراسة , حقاُ الطريق أمامنا مغلق من الجانبين ... والله المستعان .
فيصل سعيد العروي