بعد حادثة الشابين ـ في حائل ـ اللذين جسدا أخلاق ومروءة الكثير من شباب الوطن، وتفانيهما لإنقاذ المرأة التي حاصرتها السيول في سيارة زوجها،
بدأت المجالس تتحدث بهمس مسموع عن علاقة العمليات الإنسانية بتوافر الوظائف لآلاف العاطلين في بلادنا!
وأعتقد لولا أن الحادثة تحولت إلى رأي عام بسبب تصويرها وتناقلها عبر الهواتف المحمولة وشبكة الإنترنت لما أخذت كل هذا البعد الإعلامي والشعبي.
فكم من الإنجازات البطولية لشبابنا التي لا يلتفت إليها ـ فقط ـ لأنها كانت بمنأى عن أضواء الفلاشات وعدسة الكاميرات.
وفي ظل التصريحات المتتالية من قبل الأجهزة الحكومية عن توافر مئات الآلاف من الوظائف لا يجد طالبوها سوى كلام جرائد لا يسمن ولا يغني من جوع!
وحسب إحصائية سابقة صرّح وزير العمل بأن نسبة البطالة في بلادنا بلغت 9.1 في المائة للذكور و26.3 في المائة للإناث.. هذا قبل أكثر من ثلاث سنوات فكم وصلت النسبة اليوم؟!
المشكلة قائمة ما لم تتبن وزارة العمل استراتيجية حقيقية للقضاء على البطالة وإحلال المواطنين ـ على الأقل ـ مكان 63 ألف وظيفة يشغلها وافدون في القطاع الحكومي فقط!
فإذا كان لدينا في قائمة العاطلات أكثر من 600 مواطنة تحمل درجة الدكتوراه، وثلاثة آلاف مواطنة تحمل درجة الماجستير، و200 ألف مواطنة تحمل درجة البكالوريوس فما بالكم بالرجال الذين يحملون شهادات ومؤهلين للعمل في أي مجال؟!
أم ننتظر بطولات فدائية حتى يقبل شاب أو شابان في وظائف تعتبر من أبسط حقوقهم كمواطنين؟!.. ويكفي
خالد قماش - كاتب