تقاليد تمنع شباناً من حق النظرة الشرعية إختصاصيون يؤكدون أن الرؤية أساس قبول العلاقة بين الزوجين
النظرة الشرعية حق كفله الدين للشاب والفتاة
أبها: نادية الفواز
يشتكي بعض الفتيات من حرمانهن من مجرد النظرة الشرعية بسبب العادات والتقاليد في بعض الأسر التي تحرم على العروسين أن يرى أي منهما الآخر. مما يؤدي إلى مشكلات تؤثر على الأسرة بعد الزواج. بل إن بعض الزوجات يعمدن إلى إخفاء وجوههن عن أزواجهن وذلك تبعا لعادات وتقاليد.
وأكد اختصاصيون أن النظرة الشرعية قبل الزواج هي أساس قبول العلاقة الزوجية بين الطرفين. حيث إن هذه النظرة هي التي تحدد كلاً منهما للآخر، وتحدد مدى الارتياح بين الطرفين.
تقول العنود صالح اليامي إن "النظرة الشرعية ممنوعة ومحظورة على الفتيات لدى العديد من الأسر. باعتبار أن العريس لا يجوز له أن يرى عروسه أو يتحدث إليها إلا في ليله الزفاف، وهو أمر مأساوي بالنسبة للفتاة وللشاب، لأن من حق كل منهما أن يرى الآخر، وأن يعرف طباعه، بدلا من أن تكون مفاجأة لكل منهما عندما يرى بعضهما الآخر ليلة العرس ، وقد تكون هناك مفاجآت قد تعجل بالطلاق عند عدم توقع الطرف المرأة لفارس أحلامها، وكذلك الشاب لفتاة أحلامه، وهناك العديد من الأسر تحظر على العريس رؤية عروسه إلا يوم الزفاف.
وقال مسئول علاقات عامة بمستشفى خميس مشيط المدني عبد الله الطواشي "تختلف الأسر السعودية في مدى سماحها للفتاة بالنظرة الشرعية، فبعض الأسر تسمح بها وأسر أخرى تمنع هذا الأمر الشرعي. مما يؤثر بشكل كبير على العلاقة الزوجية مستقبلا ".
وقال عسيري "أعرف الكثير من الشباب ممن أصيبوا بصدمة في ليله الزفاف عندما لم تنطبق المواصفات التي رسموها في خيالهم عن العروس على الواقع. كما إن بعض الأسر ترفض حضور أهل العروس لحفل الزفاف ويكتفون بحضور والدتها" .
وذكرت أم احمد أن بعض القبائل تحظر على المرأة أن ترى زوجها إلا في ليلة الزفاف. كما أن بعض الأسر تتحايل بتزويج فتيات لديهن عيوب خلقية مستغلين في ذلك منع العريس من النظرة الشرعية، وأشارت إلى أن هذه القبائل تورث هذه العادات لأبنائها وبناتها".
وفي ذلك أشار المستشار القانوني وعضو هيئة حقوق الإنسان الدكتور هادي اليامي أن العادات والتقاليد هي التي تقف في وجه حصول الزوجين على حقهما في النظرة الشرعية، وقال إن ذلك يتنافى مع الأصول الشرعية، فهناك حق شرعي للخاطب أن يرى خطيبته.
وأكد اليامي أن هذا الحق شرعه الله عز وجل لحكمة، وهي قبول الزوجين بعضهما للآخر مما يؤثر على مستقبل العلاقة الزوجية. كما قد يؤدي إلى اهتزاز العلاقة الزوجية وإنهائها في بعض الأحيان نتيجة لعدم الاستفادة من حق الزوج والزوجة في النظرة الشرعية .
وأضاف أن "هناك حالات طلاق تحدث نتيجة لهذا الأمر، وهي بنسبة بسيطة، ولكن النظرة الشرعية ضرورة حتمية لقبول الزوجين، والحرمان منها قد يكون سببا من أسباب الطلاق المبكر، وخاصة إذا وجد عيب خلقي أو وصفي في العروس، يشعر عندها الزوج بالغبن والغش، مؤكدا أن النظرة الشرعية تحقق التواصل والاستقرار".
من جهته أكد الداعية الإسلامي الشيخ عبد المحسن العبيكان أن "حرمان المرأة والرجل من حق النظرة الشرعية مخالف لسنة رسول الله الذي قال "إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل "، وعندما تزوج أحد الصحابة امرأة فقال له رسول الله أنظرت إليها فقال لا ، فقال انظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئا" .
وأضاف العبيكان أن من السنة أن ينظر الخطيب إلى خطيبته وأن يرى وجهها وشعرها ونحرها وكفيها، وإذا أراد أن يرى ساقيها فليس هناك من حرج، وقال انه لا ينبغي مخالفة سنه المصطفى عليه السلام لقوله
صلى الله عليه وسلم
" اذهب فانظر إليها فانه أحرى أن يؤدم بينكما".
وعن غطاء المرأة لوجهها أمام زوجها قال العبيكان إن "ذلك مخالف للشريعة الإسلامية، ولنا في رسول الله أسوة حسنة في تعامله مع السيدة عائشة،"، مشيرا إلى أن هذه العادة كانت موجودة عند بعض نساء البادية، وهي عادات وتقاليد تخالف الشرع الذي أمرنا به الله.
من جهته أكد المفكر والداعية الإسلامي وأستاذ الثقافة الإسلامية الدكتور عبد الله الجفن أن "النظرة الشرعية كانت من أهم الأمور التي اهتم بها ديننا الإسلامي الحنيف، فالإسلام اهتم بالجانب العقلاني والنفسي للإنسان. حيث جعل الله في اللقاء الأول دحراً للشيطان، وراع الجوانب الحسية والنفسية التي تترتب على هذه الرؤية وهذا اللقاء، واعتبرها بوابة للعبور للزواج.
وقال الجفن أن "المرأة من حقها أن ترى شريك حياتها ، وحقها مقدم على حق الرجل، لأنها تحتاج للارتياح لتقوم بمهامها العظيمة في بناء الأسرة، والتي يجب أن تكون على قناعة تامة ".
وأضاف الجفن أن "الفتاة من عمر الرابعة تفكر في شريك حياتها ، وتتخيل صفاته، وتعبث مع الصغيرات بالدمى، وتمثل دور الأمومة، وهي فطرة أودعها الله في المرأة". وطالب الجفن الأسر التي تحرم بناتها من النظرة الشرعية أن تحقق سنة رسول الله، مبينا أن النظرة الشرعية ليست من شروط الزواج، ولا من أركانه وواجباته ، ولكنها سنه يجب الأخذ بها حماية للمجتمع وتحقيقا للتلاقي بين أهم أركان المجتمع، وهي الأسرة. وحول تغطية بعض النساء وجوههن أمام أزواجهن قال أن "هذه العادة موجودة في بعض مناطق المملكة، ونحن نحذر منها، فالدين الإسلامي دين اعتدال لقوله "ومن يرغب عن سنتي فليس مني". كما أننا نحتاج إلى الوسطية والاعتدال في الدين. حتى نستطيع أن نرغب الغرب في الدخول إلى الإسلام، ولا أن ننفرهم منه بسبب العادات والتقاليد البالية".
السؤال
هل انت / انتي مع النظرة الشرعيه ام ضدها مع ذكر الاسباب ؟