عسير - الوئام - علي الألمعي:
لعل المعاناة التي وصلت إليها هذه الأسرة التي تعيش على نفقات المحسنين والمتبرعين وما يقدم لهم من خيرات أصبح واقعا ملموساً لها،حيث غادرت البسمة شفاه أفرادها ولا تعود لهم إلا في كل شهر "رمضان" من كل عام لأنهم يضمنون أنهم ينامون وبطونهم ممتلئة من خيرات المحسنين،لأنهم يعرفون مكانهم وهذا ما قالته تلك الأسرة التي تعيش في قرية "دالج " بمحافظة رجال ألمع.
محرر صحيفة "
الوئام" بمنطقة عسير زار تلك الأسرة التي تتكون من عدد عشرة أشخاص من الأولاد والبنات والتي قد مرت عليها الظروف المعيشة، فالأم تعاني من مرض في القلب، وإحدى البنات "مشلولة" وتتحرك على كرسي متحرك،ولا يملكون قيمة شراء العلاج الذي يحتاجون إليه باستمرار فحين يتم تأمين مبلغ العلاج لهم لا يستطيعون تامين مأكلهم ومشربهم كباقي الأسر التي تعيش في رغد العيش،نظرا لوفاة والدهم اثر حادث مروري حيث كان في حياته يصرف لهم ما يدخره من بعض ما يحصده من قضاء مشاويره على تلك السيارة التي كانت معه والآن صاروا يعيشون على يصل لهم من المحسنين.
وقد رصدت عدسة (
الوئام) منزلهم الذي يعيشونه ،وقد كانت الأم تتمنى أن تملك لأولادها قيمة تأثيث غرفة الجلوس التي يجتمعون بها ،حيث أوضحت لمراسلنا أنها لا تملك الغداء الذي تطعم به أولادها ناهيك أن تقدمه لضيوف يزورونهم.
وقالت "أولادي وبناتي الآن إنقطعوا عن مواصلة الدراسة لعدم المقدرة على مصاريفهم من تامين سيارة توصلهم ومتطلبات المدرسة وكنت افرح جدا عندما يأتي رمضان من كل عام لكي اضمن أن أولادي ينامون وبطونهم ممتلئة مما يصلنا من أهل الخير ،ولكن الفرحة بعد ذلك تختفي وتتلاشى فمهما تكلمت وقلت لا أحد يصدق ما نحن نعيش فيه ولكن لنا رب لا ينسانا وهو الذي يقضي أمرنا.
وقد طلبت عبر (
الوئام) إيصال رسالتها إلى أهل الخير في المنطقة وخارجها للنظر في وضعها الذي تعيشه بحيث أنها لا تملك سوى راتب الضمان الذي لا يوفي ببعض طلبات المنزل،والجمعية الخيرية في المنطقة لا تصرف لهم إلا في السنة مره واحده وفي بعض الأحيان تردهم بحجة عدم وجود مال .غادر محرر " الوئام " منزل تلك الأسرة وبقيت على شفاهه عدة اسئله لعل من أبرزها أين دور وزارة الشئون الاجتماعية والجمعيات الخيرية عن مثل تلك الحالات التي يندى لها الجبين .