عرض مشاركة واحدة
  #9 (permalink)  
قديم 04-07-2007, 10:22 PM
محمد الزهراني محمد الزهراني غير متصل
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
الدولة: قصيده
المشاركات: 1,158
معدل تقييم المستوى: 39
محمد الزهراني يستحق التميز

استاذ فضل اولا اشكرك على هذه اللفته الجميلة في حق شاعر الحب الصادق

واسمح لي ان اضيف على ماذكرت لاحد الكاتبات ( ريم ) نبذة عن شاعرنا ربما تضيف لو القيل على نا جئت به من روعة واختصار .
القصة تختلف ربما من ناقل الى اخر لكن حقيقة قد ذكر لي الاستاذ حمد محسن العيمي قبل عدة سنين مايشبه هذه القصة ..
اتركم مع ماكتبته ريم

يقولون إن الحب هو غليان القلب وثورانه عند الاشتياق إلى لقاء

المحبوب .. والعشق هو فرط الحب وقد سمي العاشق عاشقاً لانه

يذبل من شدة الهوى .. ولو أردنا أن نسطر مقدمه لهؤلاء العشاق الذين

قتلهم الهوى لوجدنا شاعراً لمع اسمه في ساحة الحب شاعراً تفوح

من معانيه رائحة الصدق والعفه والطهاره حيث أحب " مـــي " وهي من

فتيات قومه فعاش لها وهام بها حتى ارتبط اسمه بأسمها ومات من

أجلها حتى بات هذا الحب مضرب الامثال في الخليج والجزيرة العربية ...

ولعلها اشبه بقصة مجنون بني عامر ( مجنون ليلى ) ...

وذلك هو الشاعر البائس الذي طالما ناح فأبكى وأنشد فأعجب إنه ...

محمـــد بـن قـــاســـم الفيحـــانــي السبيعي


والذي ترك أثراً بيننا في الشعر النبطي إلى يومنا هذا .



حيـــــاتـــه البــــائســـه .....


ولد شاعرنا في دولة قطر من أم قطريه من قبيلة ط البكواره " احدى

قبائل قطر الشهيره – بعد ان قدم والده من " دارين " وبعد عام من

ولادته توفيت والدته وكانت هذه بداية معاناة شاعرنا .. وسارعت خالته

بأحتضانه وإرضاعه .. وعوضته بحنانها عن فقد أمه ... لكن الصغير لم يهنأ

بالوضع الجديد غير عامين حيث ماتت خالته أيضاً .. وتمضي الايام بالطفل

اليتيم عندما عهد به والده إلى إحدى قريباته ... لقد كانت طفولته مزيجاً

من البؤس والشقاء وسوء الحظ ... ولم يكن أحد يدري أن هذه الصغير

سوف يكون يوماً محوراً للمعاناة في الشعر النبطي .. وكان السبب في

ذلك الآلام النفسيه التي كان يعانيها .. حيث شاء قدره أن يحمل قلباً

يفيض بالرقه والشاعريه والحــــب .

بعد ذلك عاد هو ووالده الى بلدته " دارين " وانتقل بعدها الفيحاني الى

الكويت لتلقي تعليمه بعد ان حفظ القرآن .. وعندما بلغ من العمر الثامنه

عشر توفي والده في الهند أثر حادث أليم ... وليست هذه آخر احزان شاعرنا الفيحاني


العـــــوده الــى قطـــــر ...


عاد الفيخاني بعدها الى قطر مسقط رأسه من الكويت على ظهر احد

المراكب الشراعيه دون اكمال دراسته .. أحس عند وصوله بمرارة اليتم

فليس لديه أب أو ام وفي الايام الاولى من وصوله اقام في بيت عم

والدته ( ناصر بن شاهين الكواري ) واشتغل فترة من الزمن في الغوص

وصيد الؤلؤ اسوة بسكانالخليج ذلك الوقت .. اشتهر وقتها الفيحاني بين

الناس بهدوء الطباع وكان رهيف الاحاسيس .. عزيز النفس .. عفيف

اللسان وكان يميل الى العزله وقد بدأت عليه مخايل الشهامه ... لقد

عاش طفولته وصباه اشبه مايكون بجزيره ثقافيه مغلقه على نفسها .

بدأ في نظم الشعر وكون علاقات واسعه مع شيوخ القبائل والشخصيات

المهمه آنذاك .. ونظم القصائد في مدحهم .. واشتهر شعر الفيحاني

بقوة معانيه وعذوبة اسلوبه كما ستلاحظون من ابياته القادمه ..


بــــدايــــة النهــــايــــه ....


عاش شاعرنا قصة حب مؤثره تناقلها الرواة الى يومنا هذا .. فقد هوى

ابنة خاله " مـــي " وكانت احدى فواضل نساء عصرها حسناً وخلقاً

وذات جمال باهر وأدب ظاهر منذكانا صغيرين يلعبانالى مراهقين

يتفتحان ثم الى شابين يحبان .. وكان يرى في عينيها كل الماضي

والحاضرفكانت ليله بكل سكونه واحلامه وامنياته وكانت نهاره بكل

ضجيجه ونشاطه وكانت مي ترى في ملامحه خطوط الحاضر والمستقبل

الجميل.. فلما كبرا قرر الزواج منها وراحا يرصفان الليالي بالآمالوالأحلام

لكن الايام الحلوه سرعان ماتتحطم على صخرة الزمن ! عندما ايقضتهما

الاعراف القبليه من غفلتهما وسرقت حلم الحب من اجفانهما عندما قرر

والد " مــي " تزويجها الى ابن عمها حيث انها محجوزه له ... دافع

الفيحاني عن حبه الضائع وعن امنياته المسروقه ... اذهلته الصدمه

وشلت كل شيء فيه الا حبه لمـــي ... ولم يجد امامه الا البوح بأحزانه

عند عم والدته " ناصر بن شاهين " الذي رق قلبه لحاله وعلى الفور

ذهب الى والد " مــي " يحاول جاهداً لكن دون جدوى .. أخبره عمه برد

والد مي ... عندها سقطت دموعه وبكى بحرقه .. لم يصدق نفسه ان

فتاة احلامه يأخذها غيره .. اختفى الحلم الجميل فجأه وظل ينظم

القصائد ويبعث بها الى اصدقائه من الشخصيات المرموقه في عصره ..

حيث أرسل قصيده الى الشيخ / حمد بن عيسى الخليفه أسماها ( قصت حبالك ) .....



قصــت حبـــالـك مـن عقــب وصلهــــا مـــي **** واستبعــــدت مـن عقــب مـاهــي قـــريبــه

ومـــن المحبــــه مـــابقـــى عنـــدهـــا شــــي **** صـارت عقـب ذيـك الصــداقـــه حــريبــه

نــوحـــي حمــــامـــه كلمـــا نحـــت والعـــي **** غــــــريــب وانــت يـاحمــامــه غــريبــــه

الكــــــل منـــا ضــــامـــه الــوقـــت والنــــي **** والـــى شكــــا مــاشـــــاف لــه مــن يثيبــه

بـاشكــي عليــك الحـــال وانــت لـي اشكــي **** وتعـــــززي لـــي لـــو علـــى غيـــر ثيبـــه

قــالــت ربـــوعــك وينهـــم قلــت مــاشــي **** قــالــت بلــى ويــن الــذي تعتـــزي بـــه

تعـــــذرونـــي يـــاحمـــامـــه بـــلا شــــي **** يـــوم استمـــت حبلـــي وشفـــت الغليبــه

خلـــونــي الخـــــلان واستعــــذر الخـــــي **** اللـــي ذخــــرتـــه للخطــــوب الصعيبـــه

واللــي نخيتــــه عقبهــم صـــــابـــه اللـــي **** يــاعــونــة اللــه ويــن مــن نلتـــوي بــــه

قــــالـــــت تعنيـنهــــم ذبــــــوا الطـــــــي **** واللـــي تحــــريتـــه بهـــم صـــــار خيبـــه




وتزوجت " مــي " من ابن عمها وعندما علم شاعرنا شهق واهتز قلبه

وكاد ان يخلع من صدره .. بعدها اغلق على نفسه متاريس العزله

اعتقل عواطفه واصبح منكسراً مهزوماً وقرر في قرارة نفسه ان يعيش

على ذرى " مــي " وكأنها تقاسمه حياته .. ان الحب الصادق لا يموت

ابداً وبدأ يكتب قصائده التي مزجت بدمه ودموعه وكأنه يعزف انشودة

عمره وفؤاده ... يقول في قصيده له الى " مــي " أسماها ( امــــانتكـــــم ) ...



شبعنا من عناهم وارتوينا **** وعند رسوم منزلهم بكينـــا

وعقــب فراقهـم شنــا وحنـا **** وحنينــا وثــم ان عــوينـــا

وسايمنــا وســـاقمنــا وحنـت **** لنا حتى المنازل والعنينـــا

ونــــادينــا وقلنــا خبــروهــم **** تـرانــا من محبتهم نعينــــا

وثرنــا من مفــارقهــم نحلنــا **** وكـــان فراقهم طول فنينـــا

الـى جيتــم منــازلهـم فقــولـوا **** لهـم بـاقـوالنــا يـاراحلينــــا

ولا تنســـــون مـاقــالـه محمـد **** امــانتكـم لهـا يـاحــاملينــــا

تــرانــا للــذي قــالــوا سمعنـا **** وباللي هم بغوا منا رضينـــا

ارى راعي الهوى مازال يلعي **** ولو تحت الثرى يلعي دفينـــا

بــرب البيت وبالكعبه وزمزم **** اله العرش رافع طور سينـــا

الهي اسـألك تـــرحــم محمــد **** بجــــاه المصطفى والتابعينــا

تلامي مـاتفـــرق مـن شملنــا **** وتجعلهـــم علينــــــا راجعينـــا



نهـــــايتــــه ....



بعد شهورمن زواج " مــي " شحب لونه كثيراً وغامت عيناه اكثر ومن

فرط الارهاق والسهر هاجمه المرض واصبح كل يوم يمر عليه كأنه

يمضي به على طريق مفروش بالأشواك .. وفي هدوء سافر الى

البحرين دون ان يعلم به احد وعند وصوله ذهب الى الدكتور / " ديــم "

صديق والده والذي كان يعمل في مستشفى الارساليه الامريكيه

بالمنامه وبعد الكشف عليه اتضح انه يشكو من مرض عضال في جسمه

لم يستطيع الدكتور ديم ان يخبره بمرضه بعدها علم شقيقه " فهــد "

المقيم في البحرين بوجوده في المستشفى وحضر على الفور وظل

بجانبه يواسيه طوال ايام مرضه ويخفف من آلامه .. وبينما هو في غيبوبه

فجأه استيقظ ونظر الى من حوله .. كان يبدو وكأنه استرد كل صحته

وفي هذه اللحظه تذكر " مـــي " فطلب ورقه وقلم وكتب آخر قصائده

وهو على فراش الموت وعنوانها ( مــذبـــوح الـــوريـــد ) ....



ما سمع قلبي يروح ولا يــــرى **** زول محبوبه ولو هو من بعيد

آه واويـــــــلاه يـــاليتــــه درى **** كيف حبه في حشا روحي يزيد

او درى اني منه قد حــالي برى **** ذايب بالــي عقـب ماهــو حديد

وان من الابعاد موحي المقبــرا **** يحفرونــــه لي وموقن بالوعيد

يالـــزيمـــي قـــول للي يحفــرا **** يوسع اللحد على شــــان اللحيد

وانت يادفـــــان ياللــي تقبــــرا **** يامهيل التـــرب بالسرعه مجيد

حط من فوق القبــر حتـى يــرى **** بنيتين كــالنصايـــب لــه شهيد

يعرفـون القبــر من جــا ينظــرا **** يعرفونه قبـر مــذبــوح الــوريد

قبـــر من صان الموده واستــرا **** قبر من لا خــــــان عهــد للعهيد




مرت اللحظات ثقيله وعادت الغيبوبه اليه مرة اخرى ولم يسمع منه غير

اسم " مــــي " وبعدها حضر د/ ديـــم وطلب من شقيقه مغادرة

الغرفه ... وجلس فهد ينتظر وكأن عقارب الساعه قد توقفت خرد ديـــم

بعيون دامعه وهمس في حزن عميق ... مات صديقي محمد ... وكانت

وفاته في يوم الجمعه 17/1/1939م عن عمر لا يتجاوز اثنين وثلاثين

عاماً وانتهت قصة الشاعر المعذب واسدل الستار عن اجمل قصة حب

في الخليج ... رحم الله شاعرنا واسكنه فسيح جناته


( مــاجــــور )هذه القصيده من اجمل قصائد شاعرنا الفيحاني حبيت

اهديها لكم وقد شدى بها الفنان عيسى الكبيسي وهي تصور معاناة شاعرنا ونهايته .....



ماجور ياقلب عن الوصل بقيود **** ناحيك عن لاما الحبايب بلايا

ماجتني الدنيا على حسن مقصود **** مسكين انا مانلت فيها هوايا

عيـا العوج لا يعتدل يابس العـود **** مكر النوى متناهيٍ في عنـايا

يخطي الخطا غيري وانا فيه مقيود **** وش زلتي ياوقت شنهو خطايا

لحول ياقلب على الشين محدود **** منصوب نيشان لضرب الرمايا

لي وين وانت بعلتي تعطي الزود **** يــاوقـت آه مـن العنـــا واشقـايا

حولين والثالث وانا عنه ملدود **** نور النظير وريف روحي حيايا

لا ناشدٍ عني ولا عنه منشــود **** خوف الحسود وخوف زود الحكايا

حاشا وكلا لا ويونس مع هود **** ماغـــاب عني ســـاعـــة في نيــايا

كم واحدٍ مثلي على ماش محسود **** مغبوط بـات عــدول بطنـه خــلايا

مادري متــاي بمتلفي نــايلٍ فــود **** مااظــن عقـب نعــود عريــا حفـايا

من عقب مايدبي على راسي الدود **** واقـوم فــزعٍ عند كشــف الغطــايا

ياعونة الله يوم شــاهـد ومشهــود **** هــــــذاك يـــوم فيـه نشــر الخفــايا




اتمنـــى انــي قـــدمــت المفيــــد


واعـــذرونـــي اذا قصــــرت



تسلم لا تحرمنا من مثل هذه النوادر

ارجو اني افدت لو بالقيل

رحمة الله عليه وعليها وعفى الله عنا وعنهم وعامة المسلمين والمسلمات ورحمنا جميعا

تحياتي لك ولكم