سارّ في الأرضِ طَويلا.
قاسَها مِيلاّ فَميلا.
دَقَّ أبواباً وأبواباً
فَما آنسَ تُرحاباً
ولا بَلَّ غَليلا.
كُلَّما ألفي سبيلَ الرِّزقِ
مَفتوحاً قَليلا
قَطَعَ الغَرْبُ السًَّبيلا
عارِضاً أن يُنجِزَ الشُّغْلَ
سَريعاً وثَقيلا.
أينَ يَمضي؟
لَمْ تَعُدْ خِبرَتُهُ تُجدي فتيلا
وَهْوَ لو حازَ مَهاراتٍ سِواها
لَرَماها
وابتَغي شُغْلاً بَديلا.
أيْجاري الغَرْبَ؟
كَلاَ..
نُبّلُهُ يَمنَعُهُ
أن يَتَعاطي عَمَلاً لَيسَ نَبيلا.
أينَ يَمضي؟
سَيْرُهُ الدّائِبُ أعياهُ
وَطُولُ الجُوعِ ألقاهُ عَليلا
فَتَمنّي راحةَ المَوتِ
ولكِنْ
فاتَهُ، في سَكْرَةِ الإعياءِ،
أنَّ المَوتَ أمسي مُستحيلا.
ذاتَ غَرْبِ..
وُجِدَ (المَوتُ) قَتيلا!
الشاعر / احمد مطر