الموضوع: 07 / 07 / 07
عرض مشاركة واحدة
  #148 (permalink)  
قديم 08-07-2007, 10:36 PM
الصورة الرمزية المستشاره
المستشاره المستشاره غير متصل
نجمة المنتدى
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
الدولة: أعيش بين صفحات ايامي
المشاركات: 6,196
معدل تقييم المستوى: 476816
المستشاره محترف الإبداعالمستشاره محترف الإبداعالمستشاره محترف الإبداعالمستشاره محترف الإبداعالمستشاره محترف الإبداعالمستشاره محترف الإبداعالمستشاره محترف الإبداعالمستشاره محترف الإبداعالمستشاره محترف الإبداعالمستشاره محترف الإبداعالمستشاره محترف الإبداع



اهل فرسان واطفالها هم الذين يحتفلون في كل عام بظهور أسراب الحريد، فيقيمون حفلات ابتداءً من أول ظهوره وحتى اختفائه في منازل العرائس اللواتي تزوجن في العام نفسه الذي يظهر فيه سمك الحريد، حيث ترتدي العروس كامل زينتها، وتتدفق على دارها نساء الحي أو الجزيرة ليحتفلن بذلك، وكان أغلب الناس في الماضي، يذهبون إلى الحريد مشيا على الأقدام، وقليل منهم يركب الجمال والحمير ـ وسيلة النقل آنذاك ـ، أما المشاة فيخرجون قبل صلاة الفجر، وعندما يصلون إلى المكان المحدد مع طلوع الشمس، ينتشرون على الجبال التي تطل على الشاطئ لمراقبة خروج الحريد، ويمكن معرفة وجود سمك الحريد من خلال ظهور بعض الاضطرابات الخفيفة على سطح الماء، وأثناءها يتناولون إفطارهم الشعبي على مائدة واحدة، وعادة ما يشترك كافة أهالي الجزر في ذلك، وإذا ظهرت أول دفعة من الحريد ويسمونه «سواد»، يصيحون بلهجة شعبية جميلة موحدّة (أدوال.. أدوال) أي الشّباك.




يتوجه بعض صيادي الأسماك ممن قد اختيروا من قبل كبار البلد المتواجدين هناك ويقومون بإحاطة الأدوال ( الشباك ) حول السواد مع العلم أنهم لا يخرجون ما اصطادوه من حريد من الماء حتى لا يموت وممن الممكن رؤية سمك الحريد أثناء وجوده في وسط حلقة الشباك وهو يدور دون الاصطدام بالشباك الموجوده حوله ويكررون نفس الطريقة لاصطياد أسودة (مجموعات) أخرى من الحريد ومن ثم يقومون بسحب تلك المجموعات لإدخالها داخل حلقة واحدة وبعدها ينادون على الشباب والأطفال لجمع شجيرات(الكِسْب) المتواجدة على طول الساحل والذي يقال أن جزيرة فرسان تنفرد بهذا النوع من الشجيرات الساحلية وبعد جمع كمية لا بأس بها يبدءون بإحاطة السواد ( مجموعة سمك الحريد ) بالأشجار وإزالة الأدوال ( الشباك ) من حول سواد الحريد بحيث تكون الشجيرات هي التي تحيط بالحريد في عمق لا يتجاوز النصف متر أحياناً .




وعندما يكون كل شيء جاهزاً تماما، يصيح كبير الصيادين بأعلى صوته: «الضويني.. الضويني» التي تعني اهجموا على سمك الحريد المحتجز داخل الشباك، ثم يتسابق الجميع للنزول في الماء، فيهب الحاضرون من على الجبال وعلى الساحل، كل يحمل كيسه المطوق ليجمع ما يستطيع من الحريد وسط جو مليء ببعض الأهازيج الشعبية، وبعد أن يجمع كل فرد ما يستطيع من أسماك الحريد، يقوم بعض الحضور بشق كل سمكة من أعلاها وليس من أسفل بطنها، فتخرج منه الأمعاء، وهو من أنظف الأسماك، فهو لا يأكل إلا الطحالب ودقيق الرمل الناعم، وتؤخذ المرارة من الكبد ثم يملح بقليل من الملح، ويضاف إليه بعض البهارات من كمون وفلفل أسود، ثم يقطع البصل ويوضع في بطنه مع الكبد، بعد ذلك يوضع في التنور المليء بالجمر، يطلق عليه شعبياً «الميفى»، وبعد الطهي يخلط لحم سمك الحريد مع الكبد أو بدونه، بحسب ذوق من سيأكله، وعلى الرغم من أخذ كل فرد في فرسان كمية من الحريد تفوق احتياجه، فإنهم لا يبيعونه مطلقاً، ولكنهم يتهادونه فيما بينهم، سواء أكان مطبوخاً أو نيئاً.