بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
اخواني واخواتي
مما لاشك فيه ان في هذا الوقت كثرت الوفيات سواء في الوفاة الطبيعية او بسبب الامراض او بسبب حوادث السيارة
ومن هنا وجدنا الكثير من العامة يجهلون الطريقة الصحيحة التي كان عليها اهل السنة في كيفية العزاء وخصوصا ان هناك امور من البدع انتشرت في العزاء وليس لها صحة في السنة النبوية
وهذة من اقوال وفتاوي الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله :
سئل رحمه الله : " بعد الفراغ من دفن الميت وتعزية أهله يقوم الناس بالذهاب إلى بيت الميت وعادة ما يكون ذلك بعد صلاة المغرب ، ثم يشربون القهوة ويعزون أهل الميت مرة أخرى ، ثم ينصرفون ، فما الحكم في هذا ؟
فأجاب :الحكم أن هذا من البدع ، فما كان الصحابة رضي الله عنهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا فيما بعده ينتظرون الناس في بيوتهم ليعزوهم ، والحقيقة أن هذا يشعر أن المصاب جزع من المصيبة ، كأنه يقول : يا أيها الناس إني جالس في بيتي محزون افتقدموا لي بالعزاء .
والسنة أن الإنسان يغلق بيته ، ثم من وجده في السوق ، أووجده في المسجد يعزيه إذا رآه مصابا حزينا ، فيسليه بالتعزية ، ويقول : اصبر واحتسب ، الأمر أمر الله عز وجل ، لله ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى " إنتهى.
وقال رحمه الله : " ولهذا لو أن طلبة العلم بينوا للناس هذا الأمروبدأوا بأنفسهم هم ، كما بدأنا بأنفسنا ، والدنا توفي ولم نجلس ، ووالدتنا توفيت ولن نجلس للعزاء ، لو أن أهل العلم فعلوا ذلك لكان فيه خير كثير ، ولترك الناس هذهالعادات " انتهى من "فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (17/352 ، 374، 389(
وقال رحمه الله : هذا اختلف فيه العلماء رحمهم الله في الزمن السابق :
الرأي الأول : لا يشرع الجلوس للعزاء ذهب إليه بعض العلماء وممن ذهب إليه من المتأخرين الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، قال النووي رحمه الله المصاب يتلقى في المسجد وفي الطرقات وفي الأسواق ..إلخ ويعزى .
واستدلوا على ذلك :
بحديث جرير بن عبد الله قال: (( كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصُنعة الطعام من النياحة )) وهذا أخرجه الإمام أحمد في مسنده .
الرأي الثاني : أن هذا جائز لا بأس به يعني كون أهل الميت يجتمعون في مكان ويقصدونهم الناس للتعزية, قال الخلال رحمه الله : سهَّل الإمام أحمد رحمه الله في الجلوس للعزاء وممن أخذ بهذا من المتأخرين الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله .
واستدلوا على ذلك :
ما ثبت في صحيح البخاري حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (( لما جاء قَتل زيد بن حارثة وجعفر وعبدالله بن رواحة جلس النبي r يُعرف فيه الحزن فأتاه رجل فقال يا رسول الله إن نساء جعفر وذكر بكاءهن فأمره أن ينهاهن عن البكاء وأن يأمرهن بالصبر فذهب الرجل)) .
قالوا هذا يدل على الجلوس من موضعين :
الموضع الأول : قول عائشة رضي الله عنها "جلس النبي r " وكونه أن هذا الرجل جاء إليه يدل على أن النبي r جلس في مكان يقصده الناس فيه والحزن فيه بسبب موت سرية مؤتة .
الموضع الثاني : أنه ذكر أن نساء جعفر فنهاهن النبيrعن البكاء فقط وأما الجلوس فلم ينهاهن عن الجلوس ولم يأمرهن بالتفرق .
وعلى هذا يظهر أن هذا جائز ولا بأس به إن شاء الله لكن يُحْذر من المحاذير الشرعية مثلاً بعض الناس يبالغون في الجلوس بكثرة الأطعمة أو بفتح الأنوار أو نحو ذلك , فيجعل الجلوس خاص بالمصابين وإن كان هناك طعام فيكون خاص بالمصاب ومن قدم من مكان بعيد , مع أنه ينبغي لمن قدم من مكان بعيد للتعزية أن لا يجلس وإنما يكون الجلوس خاص بالمصابين .
وأما وضع الكراسي وإحضار المقرئين وإلقاء المواعظ ونحو ذلك فهذا كله من المآتم البدعية التي لم يكن عليها سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .انتهى
والشيخ ابن عثيمين رحمه الله
وصى أولاده بعدم الجلوس بالبيت بعد وفاتة وتقبل العزاء
وفعلوا ونفذوا طلب والدهم
وانني لما لاحظته من اخطاء في طريقة العزاء ومايحدث من امور توصلنا الى البدع فقد شرعت في ان اذكر خطباء الجمعة وخصوصا ممن اعرفهم بان يحثوا الناس على طريقة العزاء التي جاءت بها السنة وتحذير الناس من البدع التي تحدث وخصوصاً في زماننا هذا
كما اتمنى منكم ايصال رسالة الى كل خطباء المساجد وفي خطبة الجمعة بأن يخطبوا بالناس ويحثوهم على الابتعاد عن البدع في العزاء والرجوع الى الكتاب والسنة كمرجع رئيسي في الاستدلال ولتوعية الناس بهذا الامر الذي يخفى علينا .
تقبلوا طرحي وبالله التوفيق