المدن الصناعية العملاقة وتحديات إشغال الوظائف
نحمد الله كثيرا على النعم التي لا تعد ولا تحصى، ومنها أن هيأ الله لنا إماما عادلا يحبه الشعب جميعا وهو يحب شعبه ويشفق عليهم.
وما هذه المدن الصناعية والاقتصادية إلا أحد جوانب النمو والازدهار للاقتصاد والمواطن السعودي، وحيث إن هذه المدن ستوفر أكثر من مليون وظيفة لأبناء الوطن السعودي، ستساهم في رفاهية ورخاء حياة الشعب السعودي وتأمين مطالب حياتهم المعيشية. لكن الملاحظ أن هذه المدن الصناعية والاقتصادية تحتاج إلى كفاءات تخصصية ومدربة ومتجانسة لطبيعة تلك الأعمال.
والمتتبع لحالنا يرى أن أكثر طالبي العمل في السوق السعودي هم من خريجي الثانوية العامة فأقل، أو من خريجي الجامعات تخصصات علوم إنسانية ونظرية أو من حاملي شهادات دبلوم المعاهد الخاصة في أعمال السكرتارية والطباعة، والاستقبال واللغة الإنجليزية المبتدئة وغيرها. وهذه الكوادر لا تستطيع أن تسير وتشغل وتدير هذه المدن الكبيرة.
إنني أتساءل من أين نستقطب الموارد البشرية؟ هل نبقى على نظام التعاقد الذي أخذ منا أكثر مما يعطي، أو نؤهل وندرب بشجاعة ودون استحياء مئات الآلاف من الشباب تدريبا وتأهيلا موجها لتلك الأعمال حتى نسهم في تشغيل تلك المدن الكبيرة بأيد وكوادر وطنية، وأعتقد كما يعتقد الكثير أن ذلك هو الحل الأمثل.
حيث إن الأمر يسير والقوة البشرية متوفرة تنتظر أن يطلب منها الانخراط في خدمة الوطن ولا يحتاج الموضوع سوى إعلان للشباب وسترون أيها السادة الأعداد المتقدمة المهولة. فمتى يتم التأهيل والتدريب وإنشاء وزارة لتنمية الموارد البشرية للوطن ككل تسهم في تغذية هذه المدن والمشاريع الحكومية والخاصة بكوادر مؤهلة ومدربة على مستوى الوطن الغالي.