الرياض - الجزيرة
دعت دراسة اجتماعية حديثة تناولت مشكلة الفقر بين النساء بالمجتمع السعودي، إلى ضرورة إعداد خطة وطنية تهدف إلى مواجهة مشكلة الفقر والحد منه بين النساء السعوديات، إضافة إلى بناء قاعدة بيانات ومعلومات وطنية شاملة يمكن من خلالها تشخيص واقع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمرأة السعودية.
جاءت الدراسة التي نالت على إثرها الباحثة هيفاء بنت عبد الرحمن بن صالح الشلهوب درجة الدكتوراه في تخصص التخطيط الاجتماعي من كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الرياض للبنات بإشراف الأستاذ الدكتور راشد بن سعد الباز أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة الملك سعود، بعنوان (فاعلية برامج التأهيل في مواجهة مشكلة الفقر بين النساء).
من جانبها، أوضحت الدكتورة هيفاء الشلهوب في تصريح لها عقب مناقشة أطروحتها العلمية، أن من أهم الأسباب التي دفعتها لتناول مشكلة الفقر بين النساء السعوديات ومحاولة إخضاعها لحلول وفق خطوات علمية منهجية تمثلت بالجولة الاستطلاعية التي قام بها ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - للأحياء الفقيرة بمدينة الرياض، التي أسفرت عن قرارات مهمة لمواجهة هذه المشكلة أبرزها إنشاء صندوق وطني لمكافحة الفقر بالسعودية واستراتيجية لمكافحة هذه القضية المؤرقة.
وتابعت الباحثة (ان الجولة الكريمة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - للأحياء الفقيرة وتلك الصورة الإنسانية المؤثرة التي التقى خلالها ملك الإنسانية ببعض الأسر، تلك الصور التي كانت بمثابة المحفز لدى نحو العمل جنبا إلى جنب مع قيادتنا الحكيمة وصفاً واحداً تجاه كل ما يكفل رقي ورخاء كل فئات شعب هذا الوطن المعطاء ورفاهية أفراده).
وأبانت ان من الأسباب الجانبية خلف تحديد هذه المشكلة كمحور للدراسة هو انتشار الفقر أولاً في كل المجتمعات الإنسانية بنسب متفاوتة وان النساء أكثر الفئات الاجتماعية تضررا منه، مشيرة بقولها (ان الفقر بين النساء يعد إشكالية يتفرع منها منظومة من المشكلات، فأي قضية تمس المرأة تؤثر على عطائها وأداء أدوارها الاجتماعية وبالتالي حياتها الأسرية وتنشئة أبنائها وسيتكلف المجتمع كثيرا من الإنفاق على تلك الآثار في الوقت الذي يكون فيه المجتمع أحوج للإنفاق بكل ما يضمن تقدمه وتنميته)، مبينة ان التعامل مع قضية الفقر يحتاج إلى تدخل مجتمعي ويتطلب البعد عن الأساليب التقليدية في مواجهة المشكلة بالتحول من الأسلوب التقليدي الرعوي بتقديم المساعدات المباشرة إلى التحول إلى أسلوب ناجع بحيث يعود على المجتمع بالفوائد على المدى البعيد.
وكانت الدراسة قد أخضعت البرامج التي تقدمها جمعية النهضة النسائية الخيرية بالرياض في محاولتها لإيجاد الحلول والمعالجة الناجعة لمشكلة الفقر بين النساء السعوديات، حيث أبرزت دور الجمعية من خلال برامج تأهيل النساء الفقيرات، بعقدها اتفاقيات مع شركات ومصانع لفتح أقسام نسائية تتيح فرص عمل للنساء وتوفر لهن دخلا ثابتا شهرياً يكفل لهن حياة كريمة.
وكشفت الدراسة عددا من النتائج المرتبطة بأهدافها منها، ان أعمار المستفيدات من برامج التأهيل تراوحت بين 15 - 50 سنة بمتوسط عمر قدره 27 سنة، كما ان معظم المستفيدات من غير المتزوجات بنسبة 67%، وتؤكد هذه النتيجة الهدف الذي حددته الجمعية وهو الاستفادة من الفتيات في الأسر التي تخدمها باستثمار الإمكانات البشرية الموجودة بها بما يحقق الاكتفاء المادي، ومن النتائج ان الراتب الشهري الذي يحصلن عليه المستفيدات بين (1500 - 2000) تقريباً أي 20000 ريال سنويا، يعتبر أقل من متوسط خط الكفاف الذي تم تحديده بالدراسة بـ(29094) ريالا سعوديا سنوياً لأسرة مكونة من سبعة أفراد وقريب من خط الفقر لأسر مكونة من سبعة أفراد الذي تم تحديده بالدراسة (18900) ريال سعودي سنوياً.
كما توصلت الدراسة إلى ان برامج التأهيل في جمعية النهضة النسائية لها فاعلية في مواجهة مشكلة الفقر بين النساء في الرياض والتخفيف من المعاناة الاقتصادية لهن ولأسرهن، مبينة الدراسة ان البرامج تشبع الحاجات الاجتماعية والنفسية للمستفيدات في ظل رغبتهن بالاستمرار ببرامج التأهيل بنسبة عالية.
وحثت الدراسة في سبيل إيجاد الحل ضمن توصياتها، بأهمية مراعاة الدوام اليومي في المصانع الذي يمتد من الساعة السابعة صباحا إلى الرابعة مساء وذلك بتجزئة الدوام إلى جزئين، وتوفير دور حضانة في أماكن عمل المرأة، والاهتمام بمستوى النقل وزيادة عدد الحافلات بما يكفل وصول العاملات لمنازلهن بأسرع وقت ممكن، كما شددت الدراسة على أهمية التأمين الصحي الشامل للمرأة العاملة ولكل أفراد عائلتها، وزيادة رواتب العاملات وتحديد حد أدنى بـ2000 ريال وربط الزيادة بمعدل الإنتاج.
يذكر ان الرسالة العلمية للطالبة هيفاء بنت عبدالرحمن الشلهوب حول الفقر بين النساء بالمجتمع السعودي قد نوقشت ونالت إعجاب ورضا أعضاء لجنة المناقشة، مثنين قبل إصدار حكم اللجنة بمنح درجة الدكتوراه بالمجهود الذي حظي به إعداد الرسالة، معتبرين أنها لبنة في طريق مكافحة الفقر في المجتمع السعودي بين مختلف فئاته خاصة النساء، وإضافة علمية جديدة لموضوع القضاء على الفقر الذي أصبح هاجساً مؤرقاً للعديد من المجتمعات وخصوصاً المجتمع السعودي.
المصدر صحيفة الجزيره .......ليوم الجمعه 28/06/1428
ونسأل الله ان يتم تطبيقها ولا تذهب ادراج الرياح
وبالتوووفيق ان شاء الله لدكتورتنا هيفاء بنت عبدالرحمن الشلهوب
ولكل انسان وانسانه يهتم لشعبه