|
(( عندما تكتكم آهك وصرختك ))
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جعل الله أيامكم كلها أعياد
*********
(( عندما تكتكم آهك وصرختك ))
إن من أكثر الأشياء التي تضحكني في هذه الدنيا بعض تلك التصرفات التي تصدر من بعض البشر
وبالأخص إن كان من يظلمك أو يجرحك قريبك أو أخوك .....
فمرارة الظلم تكون أشد وأمر لأنه في النهاية من بني جلدتك
أستغرب وأندهش ممن يظلم وهو يعلم بأنه ظالم ويصدق بأنه على حق ولا يفكر إلا في راحة نفسه وانتصاره على من هو أمامه حتى ولو كان على غير الحق المهم أنه يريد أن ينتصر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ( وما يزيد الطينة بلة ) عندما يصفق له من حوله وهم يعلمون أنه على خطأ لماذا؟ لأنه من الممكن أنه ضعيف أو فقير أو غير جميل الوجه أو لأنه دائماً على حق أو دائماً مظلوم وهو لا يقدر أن يدافع عن نفسه لأنه ضعيف فتتجرأ تلك القلوب القاسية عليه لأنه فريسة سهلة في نظرهم وإن صرخ على وجوههم بالحق قالوا عنه ( قليل أدب ) لا يحترم الناس وإن تكلم بأدب وأسلوب طيب لا يجرح ولا يسيء إلى أحد قالوا عنه ضعيف ولا يقفه شيء في هذه الحياة وهو مسكين مغلوب على أمره يحمل في قلبه قهراً وألم .... موجوع ولا يستطيع التصدي على كل ذلك الظلم والإفتراء يمسح الدموع قبل النزول ويبتسم وقلبه مطعون ويتكلم ويتعايش مع الناس ولكنه يضحك على نفسه ويقنعها بأنه بخير و أن كل شيء على ما يرام .... يحس بغربة الحياة وتسود الدنيا من حوله ولا يعد قادراً على النظر على كل شيء جميل برغم أنها أمامه لأن قوة جروح الظلم والقهر غطت على حياته حينها فقط يسافر إلى عوالم الخيال والماضي الطاهر والجميل يحلم برجوع الأمس ولكن الأمس ( كان ) و ( رحل ) و ( مات ) و ( ذهب بدون رجعة ) حتى لو اشتكى إلى الطير يريد أن يفضفض فإن همه ما يزال في قلبه المسكين حتى لو تأمل السحب والسماء فإنها لن تمحوا طعم الظلم والقهر عنه حتى وإن طالت الأيام إلا أن آثار الجروح باقية في أعماق أعماق القلب وأصعب الحلول هو الموت حينها ولكنه لا يأتي وقتما يريده ..... ولكن الحل الوحيد المتبقي الآن هو السفر و الرحيل والبعد وترك كل ما جرى في الوراء في ذلك المكان والزمان عندما وقع الظلم عليه لأن هذه الدنيا فيها من المفاجآت الكثير والكثير وفيها من الناس أشكال وألوان وأراضي غير الأرض التي عاش عليها وتربى فوقها حيث توجد طيبعة جديدة لم تتعود عيناه على رؤيتها من قبل وأناس طيبون وأساليب جديدة لعيش الحياة الكريمة من الممكن جداً رؤية أنواع من الظلم ولكن بطرق مختلفة ولكنه على الأقل حينها قد تعلم من ظلم الماضي فيتجنب تلك العثرة التي كانت بالأمس و من الممكن جداً أن تأتيه الفرص الجديدة لكي يعدل هذه المرة ولكي يحقق العدالة التي افتقدها وأن ينتصر هذه المرة ويجد أناس يصفقوا له لعدله ويقدروا طيبة قلبه بل ويحاولوا أن يقلدوه فيعيش بإبداع جديد وهناء وكرامة وسعادة وكأنه ولد من جديد ..... ومن لم يقدر على السفر والبعد عن كل من يظلموه فإن الصبر والتحمل هما حلاه الوحيدان لأن الأيام تتغير ولأن ما بعد الشتاء القارص إلا الربيع والخضرة والدفء الحميم فالمياه ستعود لمجاريها والحق سيظهر كالبركان الهائج ونور الشمس ستخترق كل الظلام و من كان بالأمس يضحك على ذلك المغلوب سيبكي اليوم ندماً وتأسفاً لأن الله مع الصابرين
*******
المكرم مدير عام الغاليين بمحافظة قلبي :
إشارة إلى تعميم قلبي الصادر برقم ( 1 ) يوم 9/12/1430هـ بشأن حلول عيد الأضحى المبارك حيث أنكم أغلى اناس يهنئكم قلبي به لذا وجب إطلاعكم بمضمونه للمحبين
التوقيع / محبكم الغازي
التعديل الأخير تم بواسطة الغازي ; 27-11-2009 الساعة 12:45 AM
|