ماذا بعد؟؟
بين الحين والحين يحتاج الإنسان إلى وقفة مع النفس ليراجعها ويحاسبها، فقد جاء فى الأثر (أيها الناس حاسبو أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم). فالعاقل من يقدم لنفسه كشف حساب ويبادر بالإصلاح ويرد المظالم ويقوم المعوج ولا يخدع نفسه ويتأمل طريقه إلى أين يسير ومع من يسير وتحت راية من. روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (ما من خارج يخرج إلا وبابه رايتان راية بيد ملك وراية بيد شيطان).
إذا خرج لما يرضى الله ورسوله تبعه الملك برايته حتى يعود إلى بيته، وإذا خرج لما يغضب الله ورسوله تبعه الشيطان برايته حتى يعود إلى بيته). فكونوا تحت راية الملائكة.
سنوات طويلة مضت أضعناها تحت راية الشيطان فلم تجن إلا الخراب والخسران. سنوات طويلة أضعناها نحو سراب كاذب وهو خادع فلم تجن إلا الندم فهل ندرك أنفسنا قبل أن يأتى يوم لا ينفع فيه الندم لنحيى أنفسنا بالأمل والتفاؤل ولنسلك الطريق نحو الله ونطرق بابه بإلحاح عندما لن يخذلنا ولن يردنا خائبين لأنه جواد كريم سبحانه وتعالى بشرط أن نتجه إليه بصدق بلا زيف أو خداع أو نفاق لأنه لا يحب ذلك و حبذا لو اتجهنا إليه على أجنحة الحب والشوق لا بأسياط من الخوف والرهبة فلنتجه إليه قبل فوات الأوان ونقدم لأنفسنا كشف الحساب قبل أن يقدمه هو لنا عندها لا يخض عليها شيء (يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور).