السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الإيمان وطاعة الرحمن
استوقفتني هذه الأبيات كثيراً .. فآثرت إلا أن أضعها بين أيديكم لجمال
ما احتوته من معاني آسرة وعضة وعبرة ..
أستذكر في هذا الموضوع حديث سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ..
حينما قال : (( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا فإنه أهون
عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون
لا تخفى منكم خافية))
لنقرأها بتأني واستحضار النية
إلـهي صار يُقلقنــي ضــميــري ~ وتحــدو بــي لِهــاويةٍ ذنـوبـي
إلـهــي إن تُعــذبنــي فـــإنــــــي ~ ربيب الإثم ، والزلات حُـوبي
وإنْ تغفرْ عن الزلات ربـــــــي ~ رجائي فيك فــرّاج الكــــروب
لقد حــاكتْ بأنفــاســي عِظــــامٌ ~ فهــل جنبتنــي جُـــلّ الخطـوب
إلـهي كيــف ألقــــــــاك وذنــبي ~ تفارط كثرةً أعمــــتْ دروبـــي
إلـهي بِتُّ أخجــل مـن لقـــــــاءٍ ~ وأخشى صحيفة رَصَدتْ ذنوبي
فمن لي حين تجثو بي ، ومن لي ~ إذا ما الروح غصّتْ بالكـروب
إذا ســاقٌ تُـلـَـفُّ بإثــر ســـــــاقٍ ~ وتُلقى الروح من جوف خَروب
وإنْ أهلــي أقــاموا حـول جسمي ~ يُنادُون الطبيــب فـمـن طبيبـي
فــلمــا أدركــوا أنــــي رحَـــلْــتُ ~ إلـى الديان عــلام الغيـــــــوب
ووارَوا تحت كــوم التّرب جسمي ~ وولوا قافلـيــن فـمـن قريبــــي
إلـهــي مــن يُطــمئننــي ويحــمـي ~ طــريح الجسم في الدنيا لعوب
إذا مـــا مُنكـــرٌ بالســوط يهــــوي ~ علـى وجهي وينهرنــي أجيبي
وصــاحبـــه يُحمّلــني مـــلامــــــاً ~ يُقـــــطّــــع أنيــــاط القـــلـوب
لقــد آذيتُ خــلــق الـلــه دومـــــــاً ~ وأبـليتُ المعــارك بـالخطـوب
تتبّعـتُ المعايــب فـي أُنــــــــــاسٍ ~ فأوردنـــي لســانــي للـحروب
وأغـفـلـني قـريني عـن صــفاتـــي ~ وأعـماني فــلم أُبـصر عيوبـي
وأغــراني الشبــاب وألهبــتـــــني ~ صروف الدهر للعيش الطروب
فكيف أُفـــــرّ ربـــي مــن ذنــوبي ~ وكيف أفـرّ مــن رصـد الرقيب
صـغــائــر أو كبــائــر كلّ شــيء ~ لقــد أحـصــاه لليــوم العصيـب
إلـهــي لا تُـــعــذبــنــي بذنبــــــي ~ فلست أُطيــق تـحـريـق اللهيب
بـعـفـوك لا بـأعـمـالــي أجــرنــي ~ فأنت الـــربّ غـــفّار الذنــوب
علــى نــور الهــدى ربــي أثبـنـي ~ بـأمــر منــك يا ملــك القلــوب
وذكــرني الشهـــادة حيــن تقضـي ~ عليّ الموت ، واشتدّت كروبي
وقــفــت ذليــلـــة ربــــي بــبـــابٍ ~ يلـــوذ إليــه مُـحتَبس النصيـب
فــهـبْ لــي إلـهــي منــك عـفــــواً ~ يُكـفّــِر مـا جنيـتُ وما حدا بي
لصاحبها