الأثنين 20/12/1430هـ 7/12/2009
الشورى ينتقد عدم الاهتمام بتوصياته و1.6 مليار ريال خسائر جامعة الملك عبدالعزيز
طالب عدد من أعضاء مجلس الشورى أمس بدراسة عاجلة شاملة عن تخطيط المدن وتصريف السيول بشكل عام، وفي محافظة جدة بشكل خاص عقب فاجعة السيول التي طالت عددا من أحيائها، لتكون مكملة لما تقوم به اللجنة التي أمر خادم الحرمين بتشكيلها لتقصي الحقائق.
وانتقد الدكتور محمد الجفري عدم حصر توصيات المجلس السابقة حول تخطيط المدن والمخططات وتصريف السيول في جدة تحديدا، والتي أقرها المجلس لتبيان الأثر السلبي لعدم الاهتمام بها وتنفيذها.
وارتفع أمس عدد ضحايا سيول جدة " في اليوم الثاني عشر للكارثة" إلى 116 شخصا بزيادة 3 أشخاص عن الرقم الذي أعلنه الدفاع المدني قبل يومين، حيث تم أمس انتشال جثة طفل يمني في السابعة من عمره بالإضافة إلى سيدة يمنية ورجل سوداني في حي الصواعد شرق الخط السريع، كما تعرف عليهم ذووهم، فيما ارتفع عدد المفقودين إلى 47 حالة، و تم تسليم 89 حالة والبقية مازالت مجهولة الهوية.
وأوضح مدير المركز الإعلامي لمواجهة الحالة الطارئة بمحافظة جدة العميد محمد القرني لـ "الوطن" أمس أن هناك 50 فرقة مائية تعمل للبحث عن غرقى وسيستمر البحث حتى يتم إيجاد جميع المفقودين، مشيرا إلى أن التعرف على الجثث بعد هذه الفترة التي قضوها في الماء صعب حيث ستتم الاستعانة بتحليل الـ D N A للجثث لتحديدها.
إلى ذلك رفع المسؤولون في جامعة الملك عبدالعزيز خطاباً إلى أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة تقصي الحقائق الأمير خالد الفيصل، تضمن حصرا للأضرار الناتجة عن السيول والخسائر التي تكبدتها الجامعة والتي قدرت بأكثر من مليار و600 مليون ريال.
وتحولت ساحات جامعة الملك عبدالعزيز والتي تقدر مساحتها بـ7000 متر مربع إلى كومة من المياه الراكدة والأتربة الطينية بفعل الأمطار والسيول التي جرفت العديد من الأشجار والساحات الخضراء التي حوطت بها الجامعة بالإضافة إلى الحواجز والأسوار الأسمنتية المحيطة بالجامعة، ولم تسلم نحو 10 كليات تحتضنها المدينة الجامعية من جريان السيول بالإضافة إلى دمار البنى التحتية لأجهزة التكييف في المستشفى الجامعي وتعرض نحو 38 مبنى خاصاً بأعضاء هيئة التدريس في الجامعة و4 مبان خاصة لسكن الطلاب للأضرار بفعل الأمطار والسيول.
ورأس الأمير خالد الفيصل أمس اللجنة الخماسية التي أمر بتشكيلها خادم الحرمين للتحقيق وتقصي الحقائق، وتم خلال الاجتماع استكمال تحقيق الأهداف التي وردت في الأمر الملكي ومتابعة الترتيبات والإجراءات وتشكيل اللجان في تنفيذ البرنامج.
من جانبها شرحت أمانة جدة لـ"الوطن" أمس مبررات غرق نفق طريق الملك عبدالله رغم حداثته، موضحة أن ذلك يعود إلى تدني قدرة مضخات رفع الميــاه قياسا بمنسوب المياه المتــدفقة إلى داخل النفق، وهو ما أدى إلى توقف عمل المضخات أثناء حدوث كارثة الأربعاء التي شهدتها جدة الأسبوع قبل الماضي.
يبدو أن كارثة السيول التي أصابت بعض أحياء جدة، حركت الأيدي الوطنية في المساهمة في رفع أو تخفيف المعاناة عن المتضررين من كارثة السيول.
فالنساء أبين إلا أن يساهمن في تخفيف تلك المعاناة عبر التحرك السريع والمدروس في تقديم العون والمساعدة للمتضررين داخل جدة أو حتى في المناطق المحيطة بها والتي لم تسقطها السيول من حساباتها وألحقت بها أضرارا واسعة، فيما انخفض عدد المتطوعين مقارنة بعدد السيدات في نفس الأماكن، لتسفر كارثة جدة عن تفوق نسائي واضح في أعمال التطوع لإغاثة المنكوبين.
مجموعات عمل
وتشكلت مجموعات عمل نسائية في الأحياء المتضررة داخل جدة كحيي "قويزة، ومدائن الفهد"، حيث قامت الجمعية النسائية الخيرية بجدة – وهي إحدى لجان تنسيق العمل الاجتماعي – بتأسيس مجموعات عمل من الفتيات العاملات في الجمعية أو حتى من المتطوعات في توزيع التموينات الغذائية للكبار والأطفال، والمستلزمات الضرورية من مراتب نوم، وبطانيات، ومواد تنظيف.
وقالت مديرة الجمعية نسرين الإدريسي لـ"الوطن": " دائما ما تكون النساء كفاءات جيدة في التعامل الإنساني مع المتضررين خاصة في الكوارث، وأكثر قدرة من الرجل في فهم طبيعة نفسيات النساء اللاتي يصبن غالباً بنوع من الحالات النفسية جراء الأزمة".
وأشارت إلى أنهن يتلقين عشرات الاتصالات اليومية، عبر خط ساخن، يتلقى احتياجات الناس واستغاثتهم، مضيفة "يتم رصد جميع الحالات دون استثناء، وتقديم المساعدة لهن بحضور الأسرة المستغيثة إلى مقر الجمعية، وفي حال تعذر وصول الأسرة بسبب عزلها، فإنه يتم التنسيق مع الدفاع المدني والعديد من المتطوعين بتوصيل المستلزمات إلى تلك الأسر".
وأوضحت أنه يتم تسجيل الأسر المحتاجة للمساعدات عبر قسائم خاصة يتم من خلالها رصد الاحتياجات واقعياً عبر أخصائيات اجتماعيات مؤهلات لذلك".
وأبانت الإدريسي أن التبرعات التي تأتي للجمعية إما عن طريق لجان تنسيق العمل الاجتماعي أو التبرعات التي تأتي للجمعية من فاعلي الخير خاصة سيدات أعمال جدة.
وصاحبت "الوطن" الجمعية الخيرية النسائية في قافلة إغاثية خارج جدة،وتحديداً إلى منطقة بحرة ووادي فاطمة، ونظراً لوعورة الطريق وهطول الأمطار، وإفادة بعض الأنباء بإمكانية حدوث سيول لم يتمكن الفريق النسوي من توزيع كافة الحصص الغذائية والمستلزمات الضرورية الأخرى.
عدد المتطوعين أقل
ومن جانبه كشف المنسق الإعلامي للحملة الوطنية لإنقاذ جدة ماجد إبراهيم عن نقص كبير في عدد المتطوعين الذكور، مقارنة بالعدد الكبير من المتطوعات النساء اللائي تفاعلن مع كارثة السيول التي أصابت جدة في 25 نوفمبر الماضي.
وقال إبراهيم لـ"الوطن" إن عدم الوصول إلى شريحة كبيرة من الشباب حتى اللحظة هو السبب في هذا النقص"، مضيفاً " أن الوصول لهذه الشريحة يتطلب تكثيف الرسائل الإعلامية والإعلانية في إبراز أهمية التطوع من قبل الذكور خاصة في سيول جدة الكارثية".
وأشار المنسق الإعلامي إلى أن باب التطوع متاح للجميع، وليست هناك شروط مسبقة في مواصفات المتقدم في العمل التطوعي، موضحا أنه لا يشترط في المتطوع أن تكون لديه سيارة للدخول في الأماكن المتضررة، بل يتم توجيه الشباب كلٌ حسب طاقاته وإمكاناته لتخفيف المعاناة على المتضررين من كارثة السيول". موضحاً أن الحملة الوطنية نقوم الآن بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية والجامعات للمساهمة بالدعم عبر تطوع منسوبيها، لمواجهة النقص الحاد في عدد المتطوعين الذكور.
يذكر أن الجمعيات الخيرية عقدت، بحضور مندوبين عن وزارة الشؤون الاجتماعية والدفاع المدني والغرفة التجارية في الأيام الأولى من الكارثة اجتماعا بالغرفة التجارية الصناعية بجدة لبحث آلية عملها وتنسيق الجهود المشتركة ميدانيا لتقديم العون والمساعدة للمواطنين والمقيمين الذين تضرروا من السيول والأمطار التي لحقت بهم مؤخرا في عدد من أحياء جدة.
وتم الاتفاق على تشكيل لجنة تنفيذية مهمتها تنسيق العمل بين تلك الجهات وتنظيمه. وتقرر في الاجتماع تقسيم عمل الجمعيات في المناطق المتضررة جغرافيا، حيث يتم جمع التبرعات العينية في مركز المعارض التابع للغرفة التجارية الصناعية بجدة، ومن ثم توزيعها على الجمعيات المعنية تمهيدا لإيصالها إلى المتضررين.