عرض مشاركة واحدة
  #265 (permalink)  
قديم 22-12-2009, 04:08 AM
مساعد مبرمج مساعد مبرمج غير متصل
عضو سوبر
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 364
معدل تقييم المستوى: 55
مساعد مبرمج محترف الإبداعمساعد مبرمج محترف الإبداعمساعد مبرمج محترف الإبداعمساعد مبرمج محترف الإبداعمساعد مبرمج محترف الإبداعمساعد مبرمج محترف الإبداعمساعد مبرمج محترف الإبداعمساعد مبرمج محترف الإبداعمساعد مبرمج محترف الإبداعمساعد مبرمج محترف الإبداعمساعد مبرمج محترف الإبداع

اقتباس:
المطالبة بالتعليم العالي أهو حاجة أو اصلاح أو مطالب شخصية وتصفية حسابات

اهتز منتدانا هذا وارتج لشدة الكلام والمطالبة والدعم والتمني والتخيل والتأهب لمظلة التعليم العالي وتحويل الكليات التقنية إلى جامعة تقنية في نطاق حملة تتأرجح بين العشوائية والتنظيم، وهنا تبادر إلى الذهن ثلاثة تساؤلات ربما في إجابها تفسير لتلك الحملة المتواصلة.

وهذه التساؤلات أولها: هل وجد نظام الكليات التقنية بالخطأ وبلادنا لا تحتاج لمثله، ويجب تصحيحه بدمجه تحت مظلة التعليم العالي؟ وثانيها: هل التعليم العالي جهة مناسبة لاصلاح مخرجات المؤسسة ومشاكلها؟ وثالثها: من المستفيد من التحويل للتعليم العالي؟

وفي الإجابة على أول التساؤلات أعلاه نقول -وبالله التوفيق - أن نظام الكليات التقنية وجد لاستيعاب مخرجات المؤسسة من الثانويات الصناعية والمهاهد المهنية الصناعية وما يعادلها ، والذين لا يقبلهم التعليم العالي البته وهم مواطنين من حقهم التعلم وتعدادهم بمئات الألاف، ولحل مشاكل التعليم العالي بقبول وتدريب من كوفئ بالطرد بدون شهادة بعد دراسة تصل إلى سنوات، ولاصلاح أخطاء التعليم العام بقبول مخرجاته التي لم تقبل في الجامعات لتدني مستوياتها في التحصيل.

و أيضا الكليات التقنية وجدت لتزويد سوق العمل في بلادنا بعمالة ماهرة تملك جزء من العلم النظري وجزء من المهارة اليدوية وتكون في الوسط بين العمالة اليدوية والمنظرين في الإدارة العليا لمنشآت العمل (ويستقدم مئات الآلاف من العمالة الأجنبية لبلادنا في هذا المستوى).
لذلك يعتبر وجود الكليات التقنية ضرورة وهي حاجة مواطن ووطن وهي نظام معمول به في مختلف بلدان العالم تحت مسميات مختلفة من كليات تقنية أو معاهد عليا أو بوليتكنيك وغيرها.

وبالنسبة للتساؤل الثاني (هل التعليم العالي جهة مناسبة لاصلاح مخرجات المؤسسة ومشاكلها؟) فرغم أن المؤسسة مرت بمنعطفات خطيرة ولديها اشكاليات كبيرة، إلا أنها أقل من مشاكل التعليم العالي، ولو كانت مخرجات التعليم العالي مكان للثقة لما تم استحداث جامعة الملك عبدالله تحت مظلة وإشراف آرامكو السعودية.

والتعليم العالي يعاني من مشاكل كبرى من ضعف الرقابة والمحاسبة في الجوانب الأكاديمية إلى نقص الكوادر المتميزة (ذات التفوق والإنجاز والمكانة المعروفة على خارطة العلم) ونقص التجهيزات ومحدودية التخصصات وتكرارها في أغلب الجامعات وعدم توافقها مع متطلبات سوق العمل مما تسبب في تخريج أعداد هائلة إلى بطالة من الذكور والإناث.

وعليه فإننا سنكون فعلا نغالط أنفسنا لو قلنا أن التحويل تحت مظلة التعليم العالي سيصلح مشاكل التدريب والمخرجات لدينا، ويطور مستوى أداءنا في الكليات التقنية.

وفيما يخص التساؤل الثالث (من المستفيد من التحويل للتعليم العالي؟) هل هو الطالب: فطالب الكليات التقنة مطرود كليا من الجامعات حسب نظام التعليم العالي، فهو إما لم يقبل لتدني معدله وعدم تجاوزه اختبار التحصيلي أو لأن شهادته غير معترف بها في التعليم العالي لأنه خريج معاهد صناعية أو تجارية، أو أنه مفصول من الجامعة لتدني مستواه، أو لأنه لم يجد مجاله في الجامعة ففضل الكليات التقنية.

ولو تم التحويل لنظام الجامعات فسيحرم أعداد هائلة من أبناء الوطن من التحصيل التدريبي والعلمي وتحسين مستوياتهم المهنية والمعيشية -للأسباب المذكورة أعلاه– ولا يليق بنا المطالبة بحرمانهم، فهم مواطنين من حقهم علينا المحافظة على حقوقهم واحترام مشاعرهم.

وهنا أجدها فرصة لذكر سوء عبارة يستمري البعض اطلاقها في المنتدى وخارجه، وهي المطالبة بنقل الكليات للتعليم العالي لكن المعاهد تبقى تتبع المؤسسة، ومن يطلقها هم أبناء المؤسسة الذين تدربوا في كنفها وتخرجوا من وحداتها، وهذا نوع من نكران الجميل، والتهرب من الأصل، ولا أجد لذلك تفسير غير الاحساس بالدونية عند الاعتراف بالانتماء إلى وحدات المؤسسة.

وعلى ما سبق نستبعد الطالب من الاستفادة من التحويل، إذن هل المدرب هو المستفيد: وهنا يجب أن ندرك أن مدرب الكليات التقية لن يحوّل إلى درجه أكاديمية إلا بتحقيق متطلباتها من علم وإنجاز، ولن نرى مدرب ورشه أو مواد عامة أو تخصصية وقد قلد درجة أستاذ أو أستاذ مشارك أو مساعد أو حوّل إلى محاضر أو معيد، مالم يستوفي كامل الشروط من التأهيل المعترف به (وضعوا تحتها مليون خط) والإنجاز والقدرات والسن. ولن يتجاوز تلك الشروط إلاقلة قليلة جدا من مدربي الكليات التقنية وربما يكون لدى الجامعات من مخرجاتها أولى منهم ويضاف لهم العائدين من بعثات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.

فكل من في بعثات خادم الحرمين الشريفين على ملاك التعليم العالي ويسعد وزارة التعليم العالي وجود أماكن شاغره لتشغيلهم واثبات جدوى البرنامج الذي تتبناه وتشرف عليه، والكليات التقنية سوف تكون فرصه لضخ العائدين من تلك البعثات إليها بعد تسريح منسوبيها أو تحويلهم إلى المعاهد المهنية ومدارس التربية والتعليم ولو كانوا من حملة الدكتوراه و الماجستير.

وإذا استبعدنا عموم المدربين ، فهل المستفيدين هم فئة الراغبين في فتح الدكتوراه من حملة الماجستير: معظم حملة الماجستير في المؤسسة مدرسين (مدربين) ليسوا على وظائف أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، وتأهيلهم من الكليات التقنية الغير معترف بموادها ولا شهاداتها في التعليم العالي ولا يعادل منها أي مقرر، فضلا عن شهادات المراسلة والفلوس والسودان (وعين نسيت أيه)، فلن يشم أحد منهم الابتعاث أو فرصة مواصلة التعليم لأن الجامعات لديها (في نظرهم) الذين هم أولى وفي بعثات خادم الحرمين ما يقرب من السبعين ألف ويكفون لتغطية طواقم مايزيد على ثلاث مائة كلية

إذن من هو المستفيد فعلا من التحويل لمظلة التعليم العالي، وعند البحث لن نجد إلا فئتين، الأولى: الزملاء أعضاء هيئة التدريس الذين على كادر الجامعات فلو حولوا إلى تنظيم المؤسسة فستكون لديهم جداول تصل إلى عشرين ساعة أسبوعيا. بينما في الجامعات تتراوح بين عشر إلى أربع عشرة ساعة ويمكن التحايل عليها بالعمل الإداري واللجان والوصول بها بين ساعتين إلى أربع ساعات. وأيضا التمتع بإجازة سنوية تمتد إلى شهرين. أما من النواحي المادية فالوضع في المؤسسة أفضل لوضوحه وعدم الحاجة إلى التحايل عليه، وبدلاته ليست مؤقته كما في التعليم العالي.

والفئة الثانية هي: -بعض (وليس كل) أولئك الذين تركوا المؤسسة، ولا زالوا ينفضون الغبار عن كعوبهم والتغبير به على المؤسسة ومن فيها من إداريين ومدربين ومتدربين.

أحبتنا الكرام رواد حملة المطالبة بالتعليم العالي وفقكم الله: إن كانت حاجة وطنية ملحة فنحن معكم، وإن كان قصد بها الإصلاح والتطوير فنحن أيضا معكم، وإن كانت تصفية حسابات ومطالب شخصية فائدتها لفئة محدودة فأخرجونا مشكورين من بينكم، واجعلوا كلامكم يخصكم.

المؤسسة بحاجة إلى اصلاح وتطوير، وليس عيبا أن نطور أنفسنا ونقلد منهم أفضل منا، ولكن العيب كل العيب أن نسيء إلى كياننا وإلى متدربينا وإلى أنفسنا ونطالب بالتحويل إلى من نظنهم أسوأ منّا.



وقبل التوديع أستميحكم العذر إن تأخرت في متابعة متصفحي هذا والرد على من يتفضل بالرد، وذلك لانشغالي بأمور خاصة، وأعدكم بعد مشيئة الله بالعودة إلى كل رد متى وجدت الوقت.

تفضلوا خالص ودي واحترامي


كتبه أخوكم الطيب طيب في فجر الجمعة الموافق 20/10/1430هـ

منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووول