حادثة مرورية تحرم إبراهيم الحركة... وفراق أسرته يزيد آلامه
الاربعاء, 23 ديسيمبر 2009
حفر الباطن – إبراهيم السليمان
Related Nodes:
حادثه مروريه
لم يكن يدور في خلد إبراهيم السويد العنزي أن يكون سفره من مدينة الرياض إلى حفر الباطن هو آخر عهد له بالمشي والاعتماد على نفسه. فقد بدأت معاناة إبراهيم من حادثة وقعت له منذ نحو سبعة أعوام، حين انحرفت به سيارته قبل أن تنقلب مرات عدة، ليصاب من معه برضوض وجروح، عدا إبراهيم الذي تسببت له الحادثة بشد في الأعصاب، أصيب على إثره بالشلل، وبالتالي ظل حبيس سرير الغرفة «4073» في مستشفى القوات المسلحة في مدينة الملك خالد العسكرية.
إبراهيم الذي كان قبيل الحادثة يسعى إلى الحصول على الجنسية السعودية، بعد أن شارفت عملية تجنيسه على الانتهاء، يلازم الآن السرير الأبيض منذ سبع سنوات، لم يتمكن من رؤية زوجته وأبنائه، فهم مع أمهم لدى أخوالهم الذين لا يستطيعون أن يحضروا الأب، ولا أن ينتقلوا إلى حفر الباطن، ما جعله يعيش العجز والحزن جراء البُعد عن أبنائه، وعدم الحصول على الجنسية السعودية.
«الحياة» زارت إبراهيم على سريره الأبيض، والتقت ابن أخته بندر الذي روى تفاصيل معاناة خاله: «انقطعت بخالي الحال في مستشفى القوات المسلحة شاغراً لسرير فقط، فحاله تفوق إمكانات المستشفى، وفي المقابل هم لا يستطيعون إخراجه، لأن المستشفى خاطب كل المستشفيات الحكومية في الرياض، بعضها اعتذر عن عدم قبوله لعدم وجود علاج، والبعض الآخر لم يجب»، موضحاً أنه تم الرفع عن حاله الصحية إلى وزارة الصحة ولم يأت الرد حتى الآن.
ويضيف: «راسلنا أحد المستشفيات المختصة في ألمانيا بناءً على تقارير بعد توصية من الطبيب المعالج، ليأتي الرد بإمكان علاجه، والتأكيد على أن فرص شفائه كبيرة جداً»، مستدركاً: «لكن كلفة الجراحة تبلغ نحو 200 ألف ريال، ووضعه المادي ووضع أسرته لا يسمحان بتوفير هذا المبلغ، وحتى لو توافر المبلغ فإن مكوثه في المستشفى أدى إلى إهمال قضية تجنيسه، وبالتالي لا يستطيع السفر إلا بأمر خاص، كونه من فئة البدون». ويعاني إبراهيم (36 عاماً) أقسى أنواع الحرمان، فهو محروم من ممارسة حياته الطبيعية، إضافة إلى حقه في المواطنة، والأشد مرارة عليه حرمانه من رؤية أبنائه وزوجته، كونه يبعد عنهم 450 كيلومتراً، ومع ذلك تعلو محياه ابتسامة تفاؤل مشوبة بترقب، خصوصاً أنه يعيش في وطن تتكاتف فيه أطياف المجتمع، لتجسّد مقولة «الجسد الواحد»، أما الترقب فلخوفه من انقضاء سنين عمره وهو أسير تقارير وخطابات طال أمدها، ودفع ثمنها غالياً جداً. ويعاود بندر الحديث: «جل ما نطلبه أن تتلقف إبراهيم يد حانية كي تنتشله من معاناته، ويعود شمل أسرة إبراهيم السويد العنزي مرة أخرى، ويعاود ممارسة حياته الطبيعية»، مؤكداً: «لدينا تقارير موثقة من قسم جراحة المخ والأعصاب في مستشفى القوات المسلحة، ونحن على استعداد لإيصالها مع خطاب المستشفى الألماني إلى المسؤولين».
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/89435