لو كان هذا الكلام صحيحاً لكان كل أحد يعلم متى تقوم الساعة . وهذا خلاف ما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية دلالة قطعية أن وقت الساعة لا يعلمه إلا الله . قال الله تعالى : ( يَسْـئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً ) . الأحزاب /63 .
قال ابن كثير (3/527) :
يقول تعالى مخبراً لرسوله صلوات الله وسلامه عليه أنه لا علم له بالساعة وإن سأله الناس عن ذلك، وأرشده أن يردّ علمها إلى الله عز وجل اهـ .
وقال الشنقيطي (6/604) :
ومعلوم أن (إنما) صيغة حصر ، فمعنى الآية : أن الساعة لا يعلمها إلا الله وحده اهـ .
وقال تعالى : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسهَا (42) فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبّكَ مُنتَهَـهَا (44) إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَـهَا ) النازعات /42-45.
قال ابن كثير (4/736) :
أي: ليس علمها إليك ، ولا إلى أحد من الخلق، بل مردّها ومرجعها إلى الله عز وجل ، فهو الذي يعلم وقتها على التعيين اهـ .
وقال السعدي : " ولهذا لما كان علم العباد للساعة ليس لهم فيه مصلحة دينية ولا دنيوية بل المصلحة في إخفائه عليهم طوى علم ذلك عن جميع الخلق واستأثر بعلمه فقال : ( إِلَى رَبّكَ مُنتهاهَا ) " اهـ .
ومن الأحاديث التي تدل على أن وقت الساعة لا يعلمه إلا الله : حديث جبريل المشهور وفيه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لجبريل لما سأله عن الساعة : ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ) . رواه مسلم